بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض أقامت "م.ت.ف" مهرجانًا شعبيًا حاشًدا في قاعة الشهيد زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة الأحد 2014/3/30.

وغصّت القاعة بحضور حاشد تقدَّمه أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، واللواء منير المقدح، وعدد من أعضاء قيادة الإقليم، وأمين سر وأعضاء قيادة المنطقة والشُعَب، وممثل الحزب التقدمي الاشتراكي سرحال سرحال،  وعضو قيادة حركة أمل بسام كجك، وعضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، وممثّل الحزب الشيوعي اللبناني فياض النميري، ومدير الأونروا في صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، وعدد من ممثلي فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف والقوى الإسلامية والوطنية واللجان والاتحادات والمنظمات الشعبية والأهلية الفلسطينية واللبنانية.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة لأرواح شهداء يوم الأرض خير ياسين، وخديجة شواهنة، ورجا أبو ريا، وخضر خلايله، ومحسن طه، ورأفت زهيري، وأرواح شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ثم عُزف النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني والنشيد الفتحاوي.

وبعد تقديم من عريف الحفل عماد بليبل، ألقت الشاعرتين علياء ودلال المغربي قصيدتين من وحي المناسبة، ثمَّ ألقى سرحال كلمةً تضمّنت العديد من المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة ونيله حقوقه الإنسانية والاجتماعية والسياسية في لبنان.

ونوَّه سرحال بالمبادرة الشجاعة للشعب الفلسطيني في لبنان وقيادته في حماية المخيمات والحرص على السلم الأهلي في لبنان، وأضاف "تعلّمنا من الشهيد القائد كمال جنبلاط أن نكون دائمًا في مقدمة الصفوف دفاعًا عن فلسطين وشعبها". وختم كلمته بتوجيه التحية لشهداء يوم الأرض وللشعب الفلسطيني الذي يُقدّم العديد من التضحيات رغم كل ما يعانيه من حصار وضيق في مواجهة كافة المخططات التي تحاول تهويد القدس وسرقة الأرض وقتل الإنسان المناضل على أرضه".

أمَّا كلمة حركة أمل فألقاها كجك موجّهًا التحية للشعب الفلسطيني في أراضي الـ48 منوّهًا لما مثّلته تضحياتهم في يوم الأرض من قيم ومعانٍ بطولية ألهمت الجماهير منذ وقوعها في الثلاثين من آذار عام 1976.

وثمّن كجك المبادرة الفلسطينية الموحّدة لحماية المخيمات، ووجّه التحية للقيادة الفلسطينية التي تثبت دومًا حرصها على السلم الأهلي في لبنان، وأنها على قدر المسؤولية الوطنية، مؤكّدا تمسك حركة أمل بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية تعلو فوق أية اعتبارات أخرى، وختم موجّها التحية إلى الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده.

بدوره ألقى أبو العردات كلمة "م.ت.ف" وحركة "فتح"، فعرض لتضحيا الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتل منذُ العام 1948، ولفت إلى المعاني والقيم التي يمثّلها يوم الأرض والتي ترسَّخت ليس فقط في وجدان الفلسطينيين بل في وجدان وضمير الأمتين العربية والإسلامية كذلك منذُ العام 1976.

وأكَّد أبو العردات تمسُّك قيادة "م.ت.ف" وحركة "فتح" بالثوابت الوطنية الفلسطينية "التي كرّسها شعبنا واستشهد لأجلها آلاف الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، والتي يسير على خطاها بثبات وحزم وقوة الرئيس محمود عباس رغم كل التهديدات والضغوطات والمساومات التي يظن العدو وحلفاؤه أنها يمكن أن تزحزحه عنها"، مشدّدًا على أن "م.ت.ف" ستعرض أي اتفاق لاستفتاء جماهيري قبل التوقيع عليه.

وحول المبادرة التي قامت بها القوى الفلسطينية تجاه لبنان، أشار أبو العردات إلى أنها جاءت لتؤكّد حماية شعبنا ومخيماتنا من أي انعكاسات قد تحصل نتيجة ما يحصل حولها من أحداث ومجريات، مشيرًا إلى أنها تؤكّد نأي شعبنا الفلسطيني بنفسه عن الاختلاف السياسي بين الأفرقاء في لبنان والحياد التام تجاههم،لافتًا إلى الفلسطينيين يقفون إلى جانب لبنان شعبًا وقوى وجيشًا، وإلى جانب كل ما يكرس ويرسخ السلم الأهلي ويدعم صمودنا وحقنا بالعودة إلى وطننا الوحيد فلسطين، منوّهًا لضرورة التعاون لتبقى المبادرة قائمة دومًا ولتبقى عنوانًا ثابتا للوحدة الوطنية الفلسطينية بكل قواها التي تجلَّت بمشاركة وتوقيع جميع الأطراف على المبادرة.

وأدان أبو العردات كافة الأعمال الإرهابية التي تحدث في لبنان وأخرها الاعتداء على حاجز للجيش في عرسال، معلّقًا "إننا نقف مع الجيش اللبناني، ومقاومته ورئيسه حكومته وشعبه، ضد أي اعتداء وخاصة ما قد يتعرّض له من قِبَل العدو الصهيوني".

وختم أبو العردات بالإشارة إلى المناسبات التي يتضمنها شهر آذار بدءًا بيوم المعلم ومرورًا بيوم الأم والطفل وذكرى معركة الكرامة والأرض والياسين وذكرى اعتقال الأسرى سعدات ومروان والشوبكي والعديد من الشهداء والأسرى الأبطال، والتأكيد على مواصلة الدرب النضالي حتى تحقيق أماني الشعب الفلسطيني.