لم يدع الرئيس ابو مازن العرب والمسلمين لزيارة القدس من اجل التطبيع مع اسرائيل، بل من اجل نصرة القدس ودعم صمود اهلها، أفما كان الاجدى اذا بالشيخ القرضاوي اذا ما كان محبا للقدس وناصرا لها ان يفتي لصالح هذه الدعوة وهو الذي يعرف ان التطبيع امر تدبيرات و«زيارات» سياسية وترفيهية لبعض ضواحي تل ابيب وحتى لبعض مستوطناتها...!!! والقدس بمسجدها الاقصى وقبة الصخرة دون مساجلات فقهية واجتهادات في التأويل والتفسير والتشريع، هي التي تشد لها الرحال شرعا بدعوة نبي الامة ورسولها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك لأنها تقدست بحكم الله وارادته فلا دنس يصيبها حتى لو كان دنس الاحتلال والظلم والطغيان وزيارتها هي طريق المؤمنين لاكتمال حجهم المبرور، فأي فتوى اذا هذه التي تمنع المؤمنين من زيارة مدينتهم التي باركها الله وما حولها ...!! اي فتوى هذه التي تناهض دعوة الرسول الكريم وحتى دون فتوى تجيز الجهاد في سبيل تحريرها، وزيارة القدس اليوم تحديدا هي طريق المؤمنين جميعا للتمسك بها والدفاع عن تاريخها وعروبتها ومكانتها الاسلامية المقدسة .

كأن الشيخ القرضاوي على رأس جيش عظيم يقف على ابواب القدس في انتظار ساعة الصفر لتحريرها ولهذا فانه لا يريد جموعا من حجاج بيت المقدس تعكر صفوة خطة التحرير الكاملة والمكتملة....!!

لست بالطبع في مستوى الشيخ القرضاوي في علومه الشرعية والفقهية، لكني افهم شيئا في السياسة وموازين القوى وسبل الصراع الذي تحكمه الارادات في المحصلة وافهم ان للتحرير دروبا مختلفة ومعطيات عدة منها الثبات والصمود والمقاومة بشتى اشكالها وحين ندعو اليوم العرب والمسلمين لزيارة القدس فاننا نريدهم لتكريس عروبة القدس لمناهضة عمليات تهويدها والتصدي لهذه العمليات، هذه مدينتنا وروح تاريخنا العربي المسيحي والاسلامي، فلماذا فتوى العزل التي تريد ان تبقيها نهبا لعمليات التهويد العنصرية البغيضة..؟؟؟ هذا سؤال لا اظن ان القرضاوي سيجيب عليه والله تعالى ادرى بالامر واعلم.