الاشتباه: عبوات ناسفة في البريد الدبلوماسي

يديعوت أحرونوت– من رونين بيرغمان:16/2

ظهور الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس في المفاعل جاء للتظاهر بالصلابة، استقبالا لفرض العقوبات من الاسرة الدولية ولحملة الانتخابات في بلاده على حد سواء. ولكن هذه الصلابة، الى جانب سلسلة العمليات الاخيرة ضد أهداف اسرائيلية في العالم، تدل على شيء واحد: النظام في طهران في حالة ضغط شديد، بل ولعله يوجد على شفا فقدان السيطرة.

الرد الايراني على تصفية علماء الذرة، في ظل محاولة المحاكاة التامة لطريقة عمل مصفي الدراجات النارية التي عزيت للموساد، كانت مرتقبة، ولكن حقيقة أنه في شهر واحد اطلقت دفعة واحدة ما لا يقل عن خمس محاولات للعمليات، وكلها فشلت بسبب الاداء الهاوي، تدل على الضغط وعلى الرغبة في المس باسرائيل والتي تغلب على التخطيط الدقيق.

سيناريو كوريا الشمالية

طهران تفقد أغلب الظن ضبط النفس الفارسي الشهير الذي نسب لها. فالحصار الدولي من جهة والعنف في شوارع الجمهورية الاسلامية من جهة اخرى يخلقان عليها. في الماضي كانت حالات أدى فيها مثل هذا الضغط الى الاعتدال، مثلما في اثناء الاجتياح الامريكي للعراق في 2003، عندما اعتقد الايرانيون بانهم التالون في الدور وجمدوا لزمن طويل الزاوية العسكرية لبرنامجهم النووي. من جهة اخرى فان حكما يعاني في قسم منه على الاقل من انعدام العقلانية، على الاقل مثلما نراها نحن، من شأنه أيضا ان يرد بعنف شديد اذا ما شعر بانه يوجد مع الظهر الى الحائط وكل العالم ضده. حسب هذا السيناريو، من شأن ايران أن تعمل مثل كوريا الشمالية في حينه – القاء مراقبي الامم المتحدة الى الجحيم والاعلان بانها قررت الانتقال الى انتاج منتظم لقنابل نووية، انطلاقا من الدفاع عن النفس.

اذا ما اختارت ايران عمل ذلك ليس مؤكدا انه بعيد اليوم الذي تحوز فيه بالقنبلة في يدها. "مع أنهم أقل تطورا مما كانوا يرغبون"، كما يدعي مصدر اسرائيلي رفيع المستوى، "ولكنهم أكثر تقدما مما رغبنا نحن في أن يكونوا". المقاطعة الاقتصادية والمساعي الدولية لمنع تسرب المعلومات نجحت في تأخير البرنامج النووي الايراني وساهمت في ذلك بقدر غير قليل ايضا الاعمال السرية والضرر الذي لحق باجهزة الطرد المركزي الايرانية جراء فيروس "ستاكسنت" الذي زرع بشكل غريب في نظام تشغيلها. ولكن لكل تأخير يوجد حد، وفي طهران نجحوا في حل معظم المشاكل الفنية التي واجهوها.

يجمعون اليورانيوم

اليوم يوجد لدى ايران بين 10 و 14 ألف جهاز طرد مركزي فاعل، نحو خمسة أطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة مخفضة، تكفي لاربع قنابل، وتقريبا 70 – 100كغم من اليورانيوم بدرجة متوسطة حيث هناك حاجة الى 230 كغم لانتاج قنبلة واحدة. وأمس دخل الى حيز العمل في المفاعل تخصيب اليورانيوم بشكل متوسط، بمعدل 19.7 في المائة، وفي الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية يقدرون بان الايرانيين يمكنهم أن نيتقلوا الى تخصيب اعلى في مستوى عسكري بين 91 و 93 في المائة بشكل سهل نسبيا.

وحسب آخر المعلومات، فان العلماء الايرانيين وعدوا الزعيم الروحي الايراني علي خمينئي بانهم سينجحون في الوصول الى منشأة نووية اولى في غضون تسعة اشهر من اللحظة التي يصدر فيها القرار – والمعنى هو أنه في هذه الفترة نجحوا في أن ينتجوا ما يكفي من المادة المشعة على مستوى عال، وكذا ان يحلوا مشكلة تقلص كتلة اللباب الداخلي مما سيسمح بتركيبه بآلية "العدسة المتفجرة". في اسرائيل وفي الولايات المتحدة يؤمنون بانه اضافة الى ذلك سينجح الايرانيون في غضون نصف سنة من تصغير المنشأة النووية لتركيبها على صواريخ شهاب التي بحوزتهم. وفي هذه الاثناء خمينائي لم يصدر التعليمات بعد.

في اسرائيل، في كل الاحوال، على علم بان الفترة الزمنية المطلوبة لاستكمال القنبلة هي أقل أهمية – المسألة هي كم من الوقت سيستغرق الايرانيين للدخول الى "نطاق الحصانة"، وتوزيع كل منشآتهم النووية تحت الارض بشكل يخبىء المادة المشعة التي انتجوها حتى اليوم. حسب التقدير في اسرائيل، فاننا نبتعد بين نصف سنة وتسعة اشهر عن هذه النقطة.

في الاشهر الثمانية الاخيرة شددت ايران فقط تصريحاتها العلنية ومساعيها للدخول الى "نطاق الحصانة". في القدس متفاجئون ايجابا من الوقوف الذي لا لبس فيه للولايات المتحدة واوروبا خلف طلبها العمل بحزم ضد طهران، ولخطوات المقاطعة القاسية اضيفت امس امكانية ان يقود الامريكيون الامور نحو اغلاق "السويفت" (التحويل المالي)، أي شبكة الحواسيب المركزية لتحويل الاموال دوليا، في وجه الاموال من ايران. في الغرف المغلقة يعترف مسؤولون كبار في القدس بانهم لم يتوقعوا ذلك. وهم يقولون انه "لاول مرة منذ زمن بعيد نحن نشعر باننا لسنا وحدنا".



قطر والسعودية تعتزمان تمويل وتسليح الثوار في سوريا

هآرتس – من تسفي بارئيل:16/2

خطوات دبلوماسية عربية ودولية تتجه هذه الايام لتمهيد التربة نحو اعتراف رسمي بالمعارضة السورية كهيئة التمثيل الوحيدة لسوريا، والسماح بتسليح وتمويل القوات التي تعمل في سوريا ضد النظام. وافادت مصادر دبلوماسية عربية لوسائل الاعلام باستعداد بعض الدول، وعلى رأسها قطر والسعودية لتمويل وتسليح الجيش السوري الحر بشكل رسمي. هذا الجيش، الذي يتشكل من عشرات الاف الفارين والمتجندين المدنيين يتمتع بتمويل سري وباسلحة حصل عليها عن طريق التهريب من العراق، تركيا ولبنان، او من مخازن الجيش السوري.

دول الجامعة، الى جانب تركيا وعلى ما يبدو فرنسا، من المتوقع أن تجتمع في تونس في 24 شباط لاتخاذ قرار حول المكانة الرسمية للمجلس الوطني السوري – هيئة المعارضة الاكبر – كممثل رسمي لسوريا. وهكذا فانه سيعرض كبديل للنظام تجرى معه المفاوضات على مستقبل الدولة. في المؤتمر ستصيغ "الدول الصديقة لسوريا" دعوة لرحيل نظام الاسد وستعرض قرارها كاقتراح يوضع على طاولة الجمعية العمومية للامم المتحدة. مبادرة اخرى هي الاعلان عن "مناطق عبور آمن" في سوريا هدفها السماح للمواطنين بالانتقال من المدن المتعرضة للهجمات والسكن في المناطق المحمية، او خلق أروقة عبور آمن الى دول مجاورة. وتعارض تركيا هذه المبادرة، خشية من اجتياح اللاجئين الى اراضيها من خلال المعابر الامنة. اما الدول الغربية فتقرر عن حق بان الاعلان عن مناطق آمنة ستلزم بمرابطة قوات دولية في الاراضي السورية – وهي الخطوة التي لا يوجد حولها اجماع.

المؤتمر في تونس سيعقد قبل يومين من الموعد الذي قرره الاسد لاجراء استفتاء شعبي على مبادىء الدستور الجديدة التي يقترحها. وحسب هذه المبادىء، ستلغى المكانة الحصرية لحزب البعث كحزب سلطة، وسيسمح باقامة احزاب اخرى، سيحظر على احزاب ذات برنامج ديني أو طائفي التنافس في الانتخابات وفترة ولاية الرئيس ستحصر في ولايتين فقط، مدة كل واحدة منها سبع سنوات. هذا الاستفتاء، الذي من المتوقع أن يقر الاصلاح الدستوري، سيستخدمه الاسد كأداة سياسية بواسطتها سيحاول ابداء استعداده للاستجابة لمطالب الاحتجاج السوري. الاعلان عن الاستفتاء كفيل بان يعزز موقف روسيا والصين اللتين تعارضان كل خطوة دبلوماسية من شأنها ان تهز النظام، او التدخل الدولي في سوريا او تسليم المعارضة.

بالتوازي مع الاعلان عن اجراء الاستفتاء، واصل اليوم الجيش السوري الهجوم في مدن حمص، ادلب وحماة، حيث بلغ حتى الان عن 23 قتيلا، معظمهم في مدينة ادلب في شمالي الدولة توجد بضع احياء منها تحت سيطرة الجيش السوري الحر. وأفادت محافل المعارضة ايضا بانه لاول مرة استخدم الجيش السوري القصف من الطائرات وبزعمهم أسفر هذا القصف عن تفجير انبوب النفط في مدينة حمص، والذي تغطى على مدى ساعات طويلة بدخان كثيف. ولم تتأكد التقارير عن استخدام الطائرات من مصدر آخر. كما أن التقرير عن استخدام الجيش السوري لمواد الحرب الكيماوية ضد المواطنين لم يتأكد. فالادارة الامريكية أعلنت اليوم بانها تتابع مخزونات السلاح الكيماوي في سوريا خشية أن تتسرب هذه الى خارج الدولة وتقع في أيدي منظمات الارهاب.

وأعلنت المعارضة السورية اليوم بانها ترفض النية لاجراء استفتاء شعبي، وذلك لان نظام الاسد فقد كل شرعية لمواصلة ادارة الدولة او تنفيذ الاصلاح وان كل تغيير في شكل النظام مشروط برحيل الاسد.