تقترب المواعيد الحاسمة, مثل موعد السادس والعشرين من هذا الشهر الذي تعلن فيه الرباعية الدولية تقريرها النهائي كما هو مقرر سابقا, وخاصة بعد أن تعززت الرباعية الدولية بالمبادرة الأردنية التي جمعتها مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في مقر وزارة الخارجية الأردنية في الأيام الماضية, ومثل موعد الأول من شباط فبراير حيث تعقد اللجنة القيادية العليا في منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعها الثاني بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي, ومثل الاجتماع المقرر بين الرئيس أبو مازن والأخ أبو الوليد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.تقترب المواعيد الحاسمة, ولكن المحصلة النهائية بين يدي هذه المواعيد مازالت محصلة متواضعة, بل متواضعة جدا, فهناك اجتماعات, ولكن هذه الاجتماعات لم يتبلور عنها حتى الآن شيء عملي حقيقي تقدمه للناس, بل انه حتى الموعد المحدد لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل نهاية هذا الشهر, يبدو حتى الآن بأنه موعد بلا بشائر تدل عليه, وبلا مقدمات تدل عليه, لأن الملفات التي تبدو أنها الأسهل, وأنها يمكن أن تفتح الطريق أمام نجاحات جديدة أكثر فأكثر, هذه الملفات مثل ملف الحقوق والحريات العامة, أو ملف مقرات فتح ومنظمة التحرير, أو حتى ملف بيت الرئيس في غزة, أو ملف المصالحة المجتمعية, مازالت موضوع الحوار المتكرر وموضوع الكلام الكثير بإيقاعاته القديمة, أي كلام بلا فعل ووعود بلا تنفيذ !!! وبالتالي فإن الحالة النفسية والمعنوية والسياسية للناس تعود وتنكمش في هذا الشتاء القارس الذي تهب علينا فيه رياح القطب المتجمد.لا بد من اختراق ما يعيد الثقة إلى العقول والقلوب العطشى للمصالحة, التي تقرأ ما حولنا في المنطقة فتدرك بيقين أعمق أن حالنا لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال.لا أعرف ما هي الدفعة الجديدة التي قدمها لقاء الأخ العزيز عزام الأحمد مع الأخ أبو الوليد في القاهرة, وهل هي للتنسيق من أجل الاجتماع القادم بين الرئيس وأبو الوليد في لقائهما القريب القادم ؟؟؟ مهما يكن الأمر، فإن المصالحة التي طال الحديث عنها, وتفاءل الشعب الفلسطيني بها كثيرا, واتفقت جميع الأطراف الفلسطينية على أنها ضرورة ملحة لنا على الصعيد الفلسطيني, هذه المصالحة يجب أن تولد فعلا وتخرج من المخاض, يجب أن تتحقق بالفعل, يجب أن يراها الناس ويلمسوها لكي تتغير حياتهم في سياقها !!! تعالوا نبدأ بنقطة واحدة, نقطة أولى, حتى يسجل المواطنون العاديون في وعيهم المباشر أن هناك مصالحة بالفعل, وأن هذه المصالحة رغم ارتباطها موضوعيا بظروف إقليمية ودولية كثيرة, لكنها تظل في الأساس إرادة فلسطينية, وقرارا فلسطينيا.