بيان صادر عن قيادة حركة فتح- إقليم لبنان

غادر الرئيس أبو مازن أرض الوطن المحتل يحمل الأمانة بمصداقيته المعروفة، وبصلابته المعهودة، ليواجه في واشنطن الرئيس الاميركي، ووزير خارجيته.

كان شعبه في وداعه، ومعه في ترحاله، وانتفضت جماهير شعبنا في الداخل والشتات في المحافظات والمخيمات موجِّهة رسالة واضحة إلى القمة الاميركية الفلسطينية، وهي أن الشعب الفلسطيني لن يخذل رئيسه، وهو واثق من أنه خير من يحمل الأمانة ويؤدي الرسالة، وهو القادر على قول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، هذه الانتفاضة الشعبية الفلسطينية هي أيضاً رسالة إلى أوباما بأننا نثق كل الثقة بالرئيس محمود عباس معبراً، ومؤتمناً، وأهل ثقة، ونحن نلتف حوله مدافعاً عن حقوقنا المشروعة، وثوابتنا الوطنية، وأن شعبنا الفلسطيني يرفض كافة الضغوطات المباشرة وغير المباشرة على سيادة الرئيس أبو مازن، ونعلن من كل أماكن تواجدنا بأننا متمسكون بحقوقنا وفي مقدمتها حقنا في العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أنَّ شعبنا الفلسطيني يرفض الاستيطان لأنه جريمة سياسية وقانونية، لأنه يُقام على أرض دولتنا الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي، كما أننا نضع في سُلَّم الأولويات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ومنهم الأسيرات والمرضى.

نسجِّل نحن الفلسطينيين في لبنان اعتزازنا وافتخارنا بسيادة رئيس دولة فلسطين، رئيس حركة فتح الذي أثبت رجولته وصلابته بوجه الضغوطات الاميركية، والاسرائيلية، وأصرَّ في مختلف جلسات التفاوض العلنية وغير العلنية على التمسُّك بما توافقت عليه القيادة الفلسطينية. ونرحِّب به عائداً إلى أرض الوطن بعد محادثات شاقة مع القيادة الاميركية التي تعطي الأولوية دائماً للتحالف الاستراتيجي مع الكيان الاسرائيلي والحفاظ على أمنه متجاهلة تماماً الحقوق الفلسطينية. لقد عبَّر الرئيس أبو مازن عن انتصاره بكلمات قليلة ومعبِّرة عندما قال:"نحن على العهد باقون، وبالوعد متمسكون، فكونوا مطمئنين بأن النصر لنا." وأضاف:"سنبقى محافظين على الأمانة، ولن نتخلَّى عنها، وأقول لكم التفريط من المحال".

أكثر ما يزعج القيادةَ الاميركية والقيادةَ الاسرائيلية أن الرئيس أبو مازن لا يخضع لعملية الابتزاز، ولا يتأثر بالتهديدات والضغوطات، وانه متماسك وواع لكل المؤامرات وبالتالي هو يضع في حساباته أن مصيره قد يكون مثل مصير الشهيد الرمز ياسر عرفات، لكنه غادر إلى واشنطن وهو يستقوي بشعبه وارادته الوطنية، وعدالة قضيته.

لم يكن سراً أن واشنطن كانت وما زالت تبحث عن بديل لأبي مازن مستعدٍ للبيع والشراء والمساومة في القضايا الوطنية، وللأسف فإن بعض الدول والاطراف بدأت تقدم خدماتها لواشنطن وتل أبيب بتلميع شخصيات معيّنة وإغراقها بالأموال للقيام بمثل هذه الأدوار.

الرئيس في هذه الجولة كان متماسكاً وحريصاً رغم كل الضغوطات لم يُسجِّل أي تنازل. وإنما أوباما هو الذي تراجع عن طرح يهودية دولة إسرائيل، وهو الذي لم يُقدِّم وثيقة اتفاق الإطار إلى الرئيس. وأوباما نفسه يوجِّه الأوامر إلى نتنياهو بتنفيذ البند المتعلق بالأسرى وهي الدفعة الأخيرة ونصفها من أراضي الـ48، وأصرَّ الرئيس أبو مازن على أن يعود كل أسير إلى بيته رغم أنف نتنياهو، وهذا فيه التحدي الكبير. كما أنه على الجميع أن يدرك بأن المفاوضات غير مرتبطة بالأسرى إطلاقاً وإنما بتأجيل الذهاب إلى المؤسسات الدولية. وأما موضوع استئناف المفاوضات فالطرف الفلسطيني غير معني بمناقشته طالما أن الطرف الأميركي لم يطرح الوثيقة الاميركية التي وعد بها، وبالتالي فهناك ثوابت وطنية فلسطينية، وهناك اهتمامات أساسية تتعلق بإطلاق الأسرى من المعتقلات وخاصة الأسيرات، والمرضى، والقيادات، إضافة إلى وقف الاستيطان.

إننا ندعو كوادر وضباط وأبناء حركة فتح إلى شحذ الهمم لتحصين هذه الحركة الرائدة، وحمايتها، من أجل أن تبقى رايتها مرفوعة تحت ظلِّ قيادة تؤمن بالقرار المستقل، وترفض الوصاية من أحد، وتضحي من أجل قوافل الشهداء.

التحية لكل أبناء شعبنا في الداخل والشتات الذين خرجوا مبايعين للرئيس أبي مازن المنتخَب من شعبه، والمنتخب بالاجماع في المؤتمر الحركي السادس، ورئيس اللجنة التنفيذية، شكراً لكل هؤلاء المبايعين في أصعب الظروف وأقساها مؤكدين انتماءَهم الحقيقي والصادق لحركة فتح وشهدائها واسراها، شكراً لهم لأنهم زرعوا شوكة في عيون الاحتلال، واثبتوا أنهم مع حركة فتح ومع خليفة ياسر عرفات عند الشدة، وعند أوقات التحدي.

كل التحية لأخوتنا الأسرى رمز الصمود والانتماء.

التحية كل التحية إلى أهالي الشهداء.

التحية إلى أبناء شعبنا في الداخل والشتات.

التحية إلى جميع السفراء والعاملين في السفارات وهم يحملون رسالة فلسطين والوفاء لشعبنا.

التحية إلى إخوتنا في كافة الأقاليم في الداخل والخارج الذي كانت لهم وقفة تاريخية في هذه الظروف الصعبة.

وإنها لثورة حتى النصر

حركة فتح – إقليم لبنان

21/3/2014