بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان
تواصل مسلسل اغتيال ضباط وكوادر حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة، وكان آخر القادة الشهداء العميد جميل زيدان وهو كادر معروف لدى قيادته المركزية، ولدى القيادة في لبنان، ولدى أبناء شعبه، وهو يحظى بالاحترام والتقدير من الجميع نظرًا لدماثة خلقه، وصدق انتمائه لقضيته وشعبه.
إن هذا الاغتيال الحاقد لإنسان لا يحمل في صدره إلّا المحبّة فاجأ كافة القوى والأطراف وخاصةً أبناء حركة "فتح" التي تربّى الشهيد في أحضانها. إن الطرف الذي يتبنّى مشروع الاغتيالات والقتل داخل المخيم لا يُقيم وزنًا للقيم الدينية التي ترفض قتل الإنسان، وإراقة الدماء، كما أنه يسعى إلى جرنا وجر الأهالي إلى أعمال عسكرية لها أول وليس لها آخر، وهذا ما يؤدي إلى تفجير الأوضاع في المخيمات، والدخول في حالة تفتيت وتدمير لمخيم عين الحلوة وإشعال ما هو موجود من أجل سيطرة حالة من الرعب والإرهاب، وهذا هو المخطط المرسوم، ونحن بدورنا نُحذِّر من خطورة ما يجري على الأرض من جريمة، كما ندعو لوجود قوة أمنية فاعلة وقادرة على السيطرة وأخذ المبادرة، وحماية الأمن الاجتماعي الذي هو من أهم أهدافنا الوطنية والإنسانية.
لقد جاءت عملية الاغتيال للقائد الشهيد جميل زيدان رسالة واضحة إلى قيادة حركة "فتح" التي تعقد دورة المجلس الثوري، والتي تدعو إلى المصالحة والوحدة الوطنية وتحدي العدوان الإسرائيلي، والتي تؤكّد على الثوابت الوطنية، وعلى ضرورة حماية شعبنا ومخيماتنا.
نحن نؤكّد أن حركة "فتح" لا تُرهِبها مثل هذه الأعمال الحاقدة، وهي تتحمّل مسؤولياتها من موقعها القيادي، وتضع دائمًا الأولوية لأمن شعبها، وإحباط كافة المؤامرات التي تستهدف المخيمات، والتي تعمل على إشعال الفتنة.
حركة "فتح" تعرف ماذا تريد، لكننا ندعو القوى الوطنية والإسلامية كافة إلى تحمُّل مسؤولياتها كاملة لإحباط المؤامرة، ووضع حدٍّ لمن يريد أن يعبث بالأمن الذاتي والاجتماعي والوطني، ولا بدَّ من موقف حاسم وحازم. إن حركة "فتح" التي ترى المؤامرة بكل تفاصيلها تأمل بأن يكون الموقف الفلسطيني موحّدًا وشُجاعًا وفيه الأمانة الدينية والوطنية.
إننا نعزّي كل أبناء حركة "فتح"، كما نعزّي أبناء شعبنا الفلسطيني، والتعزية الكبيرة إلى أهل الشهيد جميل زيدان، وعائلته، وأبناء بلدته، ونعتزُّ بمواقفهم الوطنية والأخلاقية وهم الذين آثروا عدم التسبُّب بأي ضرر لأهالي المخيم ووضعوا القضية بكاملها عند قيادة القوى الوطنية والإسلامية، ونحن نثمِّن هذا الموقف، وهذه الأمانة، ونحن حريصون على تحمُّل مسؤولياتنا مهما كلَّف الأمر لأن استهداف العميد جميل زيدان هو رسالة لاستهداف الجميع.
نعاهد شهيدنا البطل أن نظلَّ أوفياء لدماء الشهداء، وأوفياء لأبناء شعبنا الفلسطيني حتى النصر.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنها لثورة حتى النصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- لـبنان
11/3/2014
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها