نقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن رئيسة حزب "ميرتس" الاسرائيلي زهافا غلؤون التي استقبلها الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة برام الله امس، قولها ان الرئيس عباس قال لها ان المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تواجه حاليا استحقاقين أساسيين، الأول: تحرير الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين المتفق على الإفراج عنهم، والثاني: اقتراب نهاية الأشهر التسعة المخصصة للمفاوضات .

وقال الرئيس، حسب غالؤون، "إذا لم يطرح اتفاق الإطار حلا ولم يعط جوابا مرضيا للقضايا الرئيسية لن أمدد ألمفاوضات وسأضع المفاتيح على ألطاولة وأتوجه للمنظمات الدولية وهناك فرصة واحدة فقط التي يمكن لنا ان نوافق عبرها على تمديد ألمفاوضات وتتمثل بإعلان(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو موافقته على تجميد الاستيطان ووقف البناء في المستوطنات وموافقته على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين إضافيين خلافا لمن تقرر إطلاق سراحهم في الدفعة الرابعة".

ووفقا لأقوال رئيسة "ميرتس" تطرق الرئيس خلال اجتماعهما لقضايا الحل النهائي الأساسية ومنها القدس التي قال فيما يتعلق بها ان الموقف الفلسطيني يتمثل بالمطالبة الحاسمة بضرورة فرض السيطرة الفلسطينية على القدس الشرقية والإسرائيلية على القدس الغربية على أن تدار العاصمتان "الغربية والشرقية" عبر منظومة أو جهاز تنسيق بين الطرفين .

وفيما يتعلق بقضية اللاجئين قال الرئيس حسب ادعاء غالؤون "إن الادعاء القائل إنني انوي وأخطط لإعادة 5 ملايين لاجئ فلسطيني هو عبارة عن نكتة ليس أكثر فأنا لا أريد تدمير إسرائيل ولن يعود أي لاجئ إلى داخل إسرائيل دون موافقة الإسرائيليين لكنني انتظر وأتوقع من إسرائيل أن توافق على تحديد (كوتا) عددية تتعلق بعدد اللاجئين الذين يمكنها استيعابهم سنويا".

بدورها قالت رئيسة ميرتس للرئيس عباس ان الجمهور الإسرائيلي يرغب ويريد السلام وان 76% من الجمهور الإسرائيلي يدعم تسوية سلمية وان 77 عضو كنيست سيصوتون لصالح أي اتفاق سلام سيعرض على الكنيست لذلك أدعو نتنياهو إلى اظهار الشجاعة والسمات القيادية الضرورية لدفع العملية السياسية إلى الأمام وعدم الخضوع لليمين المتطرف". وهاجمت الحكومة الاسرائيلية على خلفية الاحصائيات الرسمية التي اظهرت حجم التوسع الاستيطاني خلال عام 2013.

وقال رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني في مؤتمر صحفي مع غلؤون، إن اللقاء ناقش مجمل عملية السلام، والمخاوف جراء فشل المفاوضات. وأضاف، كان هناك توافق مشترك للعمل سوية كإسرائيليين وفلسطينيين المحبين للسلام كي يتلاشى الخطر المحدق بالسلام، والذي يستغله التطرف الإسرائيلي.

وأشار المدني إلى أن الأمل يحدونا باللقاءات التي ستجري في واشنطن بين الرئيس عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما، وكذلك مع نتنياهو لتحقيق تقدم، ولكن في حال فشل المفاوضات فإن المصير سيكون الذهاب إلى المجهول. وأكد أهمية القيادات الإسرائيلية في التغلب على كل المعيقات التي يضعها التطرف الإسرائيلي، وكلنا ثقة في الأحزاب الإسرائيلية الداعمة للسلام.

وقال المدني في رده على أسئلة الصحفيين، إن مسألة تمديد المفاوضات تخضع لمدى التزام الجانب الإسرائيلي بتحقيق السلام، فإذا كان هناك تحقيق لشيء على الأرض أو إيجابية وبقيت بعض النقاط عالقة، عندها يمكن أن تستمر لوقت آخر محدد، ولكن إذا بقيت الحكومة الإسرائيلية تمارس هذه العبثية، فلماذا نستمر بها؟.

وأضاف، "الجانب الفلسطيني قدم كل ما لديه لإنجاح المساعي الأميركية، والمطلوب الآن أن يقدم الجانب الإسرائيلي ما عليه من التزامات، هناك تدخل إيجابي من قبل الجانب الأميركي والمجتمع الدولي، لذلك ماذا على الجانب الفلسطيني أن يقدم أكثر مما قدمه حتى الآن؟ لن يكون هناك أي موقف على حساب التمسك بالثوابت الوطنية مهما كانت الضغوطات".

بدورها أكدت رئيسة ميرتس، دعم حزبها الكامل لعملية السلام القائمة على مبدأ حل الدولتين، وللجهود المبذولة حاليا للوصول إلى اتفاق إطار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضافت، أن هناك بعض المشاكل التي تواجه التوصل إلى اتفاق إطار، من أبرزها الخلاف حول اللاجئين والقدس والمياه، ولكن الرئيس عباس أبلغني بأن هناك جهودا حقيقية ونية صادقة من القلب للتغلب على هذه المعيقات، والتي أعتقد أن اتفاق الإطار ليس شرطا أن يكون مكتوبا.