نشر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، مساء يوم أمس الثلاثاء 2025/03/04، نتائج التحقيق الخاص به في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتحدث التحقيق الجديد عن "5" أسباب إستراتيجية أدت الى اتخاذ قرار الهجوم الذي باغت الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأكد أن من أهم هذه الأسباب الانتهاكات التراكمية للحرم القدسي، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين، ثم فشل المستوى السياسي.
كما بينت نتائج التحقيق وجود مبالغة في قدرات الجدار وقوات الجيش الإسرائيلي، وغياب للرقابة الفعالة، وخلص التحقيق الخاص للشاباك إلى إعلان فشل الجهاز، في نهاية المطاف.
وأقر رئيس "الشاباك" رونين بار، بأن "الشاباك" لم ينجح في منع الهجوم، قائلاً: "لم نمنع المجزرة، وسأحمل هذا العبء على كتفي طوال حياتي"، وأوضح أنه كان بالإمكان تجنب السابع من أكتوبر ولو بشكل مختلف.
وأكد "الشاباك" أنه واجه صعوبة في تجنيد عملاء لإسرائيل في قطاع غزة، وأن عملية جمع المعلومات الاستخباراتية من غزة تضرّرت خلال السنوات الأخيرة نتيجة تضييق تحركات الجهاز في قطاع غزة، وذكر أن الصعوبات التي واجهها على الأرض في قطاع غزة، أدّت إلى فجوات في تجنيد وتشغيل عملاء كان يمكن أن يشهدوا تحركات استثنائية.
وقال "الشاباك": إن "تحقيقاته الداخلية تثبت فشله على مدى سنوات في معرفة خطة الفصائل الفلسطينية الهجومية، حيث لم يتعامل مع خطط الفصائل لاجتياح مدن إسرائيلية باعتبارها تهديدًا جديًا أو محتملاً، رغم تأكيده أنه لم يستهن بالعدو ولم يعتقد أنها ردعت وإن كان فشل في نهاية المطاف في توقع ما جرى".
وبشأن أسباب فشله في توقع ما حدث وإعطاء تحذير منه، قال "الشاباك": إن "من أسباب ذلك، قناعته بأن العدو كان مشغول بإشعال الضفة الغربية".
وأضاف: "سياسات شراء الهدوء التي تبنّتها إسرائيل تجاه غزة أدّت إلى تسلح كثيف للفصائل الفلسطينية".
وكشف أن الفصائل الفلسطينية بدأت بتشغيل بطاقات اتصال "سيم" الإسرائيلية بشكل تدريجي منذ مساء الخامس من أكتوبر، وأن عدد بطاقات الاتصال الإسرائيلية التي فعّلتها الفصائل حتى فجر السابع من أكتوبر وصل إلى "45" بطاقة.
هذا وقد خلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال، إلى الإقرار "بالإخفاق التام" في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مستوطنات غلاف غزة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم.
وقال تحقيق الجيش الإسرائيلي: إن "فرقة غزة تم إخضاعها في الساعات الأولى من الهجوم، وإن صدّه بدأ في ساعات الظهيرة"، مقرًا بأن "الثمن الذي دفعناه في السابع من أكتوبر كان غير محتمل من حيث القتلى والجرحى".
وقال مسؤول عسكري لصحافيين: إن "هجوم السابع من أكتوبر، كان عبارة عن إخفاق تام، وإن الجيش أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن "الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم، وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع، أين كان الجيش الإسرائيلي؟".
وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام، أن "قواته أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، وتم التفوق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة الفصائل الفلسطينية على الأرض".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها