هنا على أرض فلسطين إننا على الحق ثابتين لعدونًا قاهرين لا يهمنا من خالفنا حتى يأتي أمر الله.
قد أتفق أو أختلف مع الداعين إلى مصطلح الإصلاح في الشأن الفلسطيني، وفق الطروحات والمعطيات التي يطرحها الداعين لهذه الحركة. يزداد إيماني أو ينقص بالداعين إلى هذا المعترك طبقًا لما لهم من تاريخ في العطاء والنضال، وليس هذا فحسب، تصيبني حالة من التساؤل عندما يقوم على هذا الإدعاء من ليس أهل له حتى لو كان الحضور مميزًا. لأن الدعوة يجب أن يحكمها من هو أهل لها في المكان والزمان المناسبين. وهنا لا أعرف إذا ضاقت علينا الأرض بما رحبت من أجل الدعوة إلى الإصلاح تارة من الدول الأوروبية، وأخرى في قطر وأماكن عدة لا داعي لذكرها.
وقس على ذلك موضوع المصالحة وإنهاء الانقسام، ابتداءً من أرض القداسة والطهارة في مكة ومرورًا إلى القاهرة وموسكو وانتهاءً في الصين، ولم يحدث أن انتهى ذلك الانقسام اللعين. كل الشخصيات التي تشارك في مشروع المصالحة تهرول إلى تلك العواصم، تذهب بلون وتأتي بلون جديد وعطر جديد إلا المصالحة التي لم تتحقق، لأنه لا يوجد هناك نية لتحقيق المصالحة. وفي كل تلك المحادثات كان يجب مصارحة الشعب الفلسطيني، صاحب الولاية إلى أين وصلت الحكاية، وأين مكامن القوة ومكامن الضعف في كل هذا المشروع وغيره؟ لأن الشعب الفلسطيني هو صاحب القول الفصل في النهاية فيما يحدث ويدور، هو الذي يعزز دور المفاوضين هو الحاضنة للشرعية ولكل المشاريع التي تمس وجدانه ومستقبله وحاضره. ولا يجب أن يتم تناسيه أو إغفاله، لأنه ببساطة هو الرابح أو الخاسر، وهو من يقرر من يبقى ومن لا يبقى، وفي النهاية الصبر سينفذ.
الحقيقة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تسنى لي أن أعرف بعضًا من المشاركين الذين هم أصدقاء في ذلك البرنامج أو من ربطتني بهم معرفة وصداقة. وكلهم اعتز بهم وهم قامات وطنية واجتماعية، ولكنني لا أرى أن رياحًا ستأتي وتهب علينا من الأماكن التي عززت الانقسام من قبل، وساهمت مع أعداء الشعب الفلسطيني بإطالة حياته، لا يمكن لها اليوم أن تصبح بين ليلة وضحاها حملاً وديعًا، تريد أن تصلح الشأن الفلسطيني، وأشير بملئ كفي إلى كل من ساهم ويساهم في العبث في الشأن الفلسطيني، ولو تمسك بستار الكعبة المشرفة إننا لن نغفر ولن نسامح أبدًا كل هؤلاء الذين عبثوا ويعبثون بقداسة قضيتنا.
هؤلاء ما زالوا على غيهم وطغيانهم في العبث في الشأن الفلسطيني، ولا يندى لهم جبين في المس بالمحظور، ولم تكن لهم خطوط حمراء في إنهاء هذه القضية التي يريدون لها أن تتوارى خجلاً من عجزهم، هنا أريد أن أقول القول الفصل لماذا تهرعون أيها القامات، أيها الشجعان، أيها الأبطال وانتم تعلمون كل الذي كان وما سيكون من ورائهم، أنظروا إلى غزة، أنظروا إلى السودان، أنظروا إلى ليبيا العروبة، وانظروا ثم أنظروا لعل ما حدث عبرة لمن يعتبر. فلسطين لن تكون للبيع على أبواب العواصم هذه صرخات موجهة لكم أرجو من الله أن تصل إليكم. ولن تحظوا بشرف السماع لصرخاتها وأناتها والخناجر تبق خاصرتها. الحكاية لم تنتهي بعد وسترون القادم، الشرذمة ما زالت تعمل لإنهاء القضية، وسترون بأم أعينكم ما كتب الله لكم البقاء وطول العمر.
البيت الفلسطيني إصلاحه من الداخل، من القدس من أشرف بقعة على الأرض، من هنا انطلق العمل الشريف المقدس من أجل فلسطين، ومن هنا تنطلق الكلمة وهنا تزرع وهنا تنمو وتترعرع. عندما كان السيد عزمي بشارة، كله فلسطينيًا، كان يحظى منا بالاستماع إليه، وحظي بمحبتنا واحترامنا، لكنه لم يعد كذلك، وصار له لون لا يتطابق مع اللون المفضل لدينا، وهذا شأنه، لكن ليبقى بعيدًا عن خرابنا، نحن الذي نصلحه إذا ما قدر لنا، وهي رسالة يجب أن يسمعها القاصي والداني، حتى لا نتوه في الكمائن المعقودة لنا، ويكفينا مصابنا. بالكاد إن شعبنا يخرج من مذبحة غزة، وما زالت غزة ركامًا فوق ركام تعلو الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض، ما زلنا نلعق جراحنا، إبقوا بعيدًا عن العبث في شأننا، فالأمين على شأننا صاحب البيت، إنه أيوب الصابر المرابط، وهو الثابت على الثوابت وهو القائد وربان السفينة، كان بالأحرى أن يطرق بابه ويكون الحديث من خلاله، ولكننا على الحق ثابتون لعدونا قاهرين لا يهمنا من خالفنا حتى يأتي أمر الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها