تحت هذا العنوان طرح الكاتب الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، سؤالًا يفترض فيه لو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح إقامة معسكرات ليموت فيها سكان قطاع غزة، فما الذي سيحدث حينها؟

يجيب الكاتب على هذا السؤال بالقول: إن "زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، سيعلن أنه سيتوجه إلى واشنطن لتقديم "خطة تكميلية" كتلك التي عرضها فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين، وسيصف عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس الخطة بأنها تنم عن تفكير إبداعي، وهي أصيلة ومثيرة للاهتمام".

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فسيقول: "لقد صنع الله لنا العجائب ونحن فرحون"، وسترتفع شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في استطلاعات الرأي، كما يتصور الكاتب في مقاله.

ويخلص ليفي إلى أن الأمر لم يعد افتراضًا، ذلك أن ترامب لن يقترح صراحة إقامة معسكرات الموت، رغم أنه وافق بالفعل على مواصلة إسرائيل شن حرب، "ليست حربًا بل اعتداء همجي على قطعة أرض مقفرة".

ويعتقد أنه من هذه النقطة يصبح الطريق نحو الإبادة قصيرًا، ولن يطرف لإسرائيل جفن ولن تكترث.

وبعد كل ذلك وفق المقال، لم ينتفض أحد في إسرائيل ليقول لرئيس الولايات المتحدة: "شكرا لك على أفكارك، لكن إسرائيل لن تؤيد أبدًا طرد الفلسطينيين من قطاع غزة"، وبحسب الكاتب، قد يتبين أن ترامب هو الرئيس الأميركي الذي ألحق أكبر ضرر بإسرائيل على الإطلاق.

لكن ليفي يستدرك أن ما من رئيس سبق أن أقدم على تدمير آخر ما تبقى من أخلاقيات إسرائيل مثلما يفعل ترامب، منبها إلى أنه من هنا فصاعدًا، سيصبح أي شيء يوافق عليه الرئيس الأميركي "معيارًا ذهبيًا" لإسرائيل.

وقال، قارعًا ناقوس الخطر في وجه دولة الاحتلال، إن "ترامب سيرحل يومًا ما، وقد يفقد قبل ذلك اهتمامه بالقضية، وستبقى إسرائيل تلعق الجراح التي أصيبت بها".

ووصف ليفي استئناف الحرب في غزة إذا حدث بأنه أكبر كارثة تواجه الإسرائيليين الآن.