أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، في بيان، عن استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الأمن يسرائيل كاتس، يوم أمس الثلاثاء 2025/01/21، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من آذار/مارس المقبل، فيما طالب هليفي، بتشكيل لجنة تحقيق خارجية في إخفاقات 7 أكتوبر.
وفي أعقاب استقالة هليفي، أبلغ قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان، هليفي باستقالته من الجيش الإسرائيلي، وسط تقديرات إسرائيلية بأن قائدي سلاحي الجو والبحرية على وشك الاستقالة من منصبيهما.
ودعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، في أعقاب استقالة هليفي، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر، من أجل استخلاص العبر والاستنتاجات، وتحمل المسؤولية، وبناء الثقة بين المواطنين ودولتهم.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن الأخير تحدث مع هليفي إثر إعلانه عن استقالته، وشكره على خدمته العسكرية الطويلة، وعلى قيادته للجيش في حرب الانبعاث في سبع جبهات وتحقيق إنجازات كبيرة لدولة إسرائيل.
وتشير التقديرات في المؤسسة السياسية الإسرائيلية ولدى مقربين من نتنياهو إلى أنه سيتم تعيين مدير عام وزارة الأمن إيال زامير، رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي.
وبرر هليفي استقالته بأنها تأتي "انطلاقًا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي سجل فيها الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة ويتواجد في عملية تطبيق الاتفاق لتحرير الاسرى".
وأضاف هليفي: أنه "في الفترة المتبقية سأستكمل التحقيقات في إخفاقات الجيش، وسأعزز جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية، وسأنقل قيادة الجيش الإسرائيلي بصورة نوعية وجذرية إلى خلفي، وقد نقلت رسالة الاستقالة إلى وزير الأمن ورئيس الحكومة".
وتأتي استقالة هليفي في ظل توتر العلاقات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، وخاصة كاتس، الذي رفض قرارات اتخذها هليفي، وبينها توجيه أوامر إلى هليفي بإنهاء التحقيقات العسكرية حول إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر، وعدم إجراء عملية تدوير مناصب في الجيش وعدم تعيين ضباط برتبتي لواء وعميد في مناصب جديدة.
وفي بيان مسجل أصدره الجيش الإسرائيلي مساء امس، أعلن هليفي استقالته رسميًا من منصبه، وأقرّ بمسؤوليته عن الإخفاقات المرتبطة بأحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلًا: "سأحمل النتائج المروعة لهذه الأحداث إلى الأبد".
ودعا هليفي إلى التحقيق بالإخفاقات بواسطة "جهة خارجية" فيما تجنب الدعوة مباشرة إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وقال هليفي فيه: إن "الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة حرب على جبهات متعددة"، مشيرًا إلى أن إحدى أهم أهداف الحرب هي استعادة الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف: "نحن مصممون للغاية، ونعرف لماذا نقاتل: تفكيك حكم العدو وقدراته العسكرية، واستعادة الأسرى، وضمان عودة المواطنين الإسرائيليين إلى منازلهم بأمان".
وتابع: "تحقيقات الجيش الإسرائيلي جارية لفهم تفاصيل ما حدث في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلًا: لم يخفِ أحد المعلومات، ولم يكن هناك أي علم مسبق بما سيحدث، ولم يساعد أحد العدو في تنفيذ وحشيته".
وشدد على أن التحقيقات داخل الجيش تتعلق فقط بأداء الجيش، وقال: إن "الجيش مستعد لتوفير الشفافية الكاملة أمام أي جهة تحقيق خارجية"، واعتبر أن أن الشرق الأوسط شهد تغيرات كبيرة، حيث "تم القضاء على أغلبية قيادات الجبهة الشمالية في لبنان، بما في ذلك امين عامها".
وزعم أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 4 آلاف عنصر من الجبهة الشمالية خلال الحرب على لبنان، مشددًا على أهمية الحفاظ على إضعاف قوة التنظيم في الساحة اللبنانية مستقبلاً، كما قال: إن "الذراع العسكرية لحماس تعرضت لضربة قاسية".
وزعم أن الجيش الإسرائيلي قتل نحو 20 ألف عنصر للفصائل الفلسطينية خلال الحرب، وأضاف: "لم ننجح بعد في استعادة جميع الاسرى، ولا تزال لدينا مهام لتحقيق ذلك وإنهاء حكم العدو وقدراته العسكرية".
وتابع: "الجيش الإسرائيلي خاض حربًا مباشرة ضد إيران ووكلائها، مستهدفًا مصالح المحور الإيراني في المنطقة، وسورية تغيرت بشكل جذري، في ظل التوغل الإسرائيلي والضربات الجوية التي استهدفت سورية".
وقال: إن "الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات دقيقة داخل إيران ردًا على إطلاق صواريخ ومسيرات استهدفت إسرائيل، وإيران تعرف الآن مدى قوتنا وعظمتنا، وستشعر بذلك في الوقت الذي يتطلبه الأمر".
واختتم هليفي تصريحاته بالقول: إن "إنجازات الجيش الإسرائيلي وضعت إسرائيل في صورة جديدة تمامًا في أعين المنطقة والعالم"، على حد تعبيره.
وفي بيان صدر عنه في وقت سابق، قال كتاس: إنه "سيباشر خلال الأيام المقبلة إجراء مقابلات مع المرشحين لتولي منصب رئيس الأركان خلفًا لهليفي".
وجاء في البيان: أن "هناك أهمية قصوى لاختيار المرشح الأنسب لقيادة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة الصعبة".
وأشار كاتس إلى أن عملية التعيين ستكون "منظمة وسريعة"، وأضاف كاتس: "الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب، ويتحمل المسؤولية العليا عن حماية حياة الجنود والدفاع عن دولة إسرائيل، وسأختار المرشح الأفضل لتحقيق هذه المهمة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها