بعد جولات مكوكية قام بها وزير الخارجية الأميركية، جون كيري إلى المنطقة، وبعد أخذ ورد، وصلت الجهود الأميركية إلى ما يشبه الجدار.. حاول وزير الخارجية الأميركي، عبر لقائه مع الرئيس محمود عباس، في باريس، إحداث اختراق ما، لكن الفجوة ما بين الإسرائيليين والأميركيين بقيت واسعة وعميقة إلى حد لا يمكن جسرها.
لم ينجح الوزير الأميركي، رغم جديته وإصراره وجهوده الكثيفة في التوصل إلى اتفاق اطار أو اطار لمفاوضات قد توصل إلى حل.
على ضوء ذلك، سيحاول الرئيس الأميركي، أوباما، عبر لقاءات مكثفة قادمة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إحداث اختراق ما، استناداً واعتماداً على مجموعة أفكار أميركية، تبلورت من خلال جهود أميركية سابقة، ومن خلال الاعتماد على أفكار تبلورت لدى وزير خارجيته كيري، إبان المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة.
ما بات واضحاً للعيان، للأميركيين وللعالم أجمع، بأن ما يقف في وجه المفاوضات، واستمرارها ونجاحها، هو الموقف الإسرائيلي، المتعنت والمخالف لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.
هذا الموقف الذي يحاول فرضه على الجميع، وفي مقدمتهم المجتمع الدولي..
الفشل الأميركي، في التوصل إلى إطار اتفاق، سيعني طرح أفكار أميركية متقدمة، سبق أن توصلت إليها الادارات الأميركية السابقة، فيما يتعلق بالاستيطان والحدود، إضافة لقضايا الحل النهائي: اللاجئين والقدس والمياه، سبق لتلك الأفكار أن تصادمت مع الرؤى الإسرائيلية، والتوجهات الإسرائيلية، وهي لا تزال قابلة لتصادمات من نوع آخر.
ما الذي ستفعله الولايات المتحدة الأميركية في حالة كهذه وهي حالة متوقعة وقابلة للحدوث.
هل ستترك الأمور على غاربها، أم أن المصالح الأميركية، باتت قابلة لممارسة ضغط من نوع معين، وهل هذا الضغط سيرقى إلى درجة، دفع أو إرغام إسرائيل على إجراءات معينة، تصب في مصلحة السلام الحقيقي في المنطقة؟!، أيضاً، ووفق خبرات سابقة، فيما يتعلق بالموقف الأميركي، فمن المشكوك به أن تقوم بممارسة ضغط كهذا .. وفي هذه الحالة، ستصل الجهود الأميركية الراهنة إلى طريق مسدود، تماماً كما سبق وأن وصلت في عهود الرؤساء الأميركيين السابقين.
الجديد في الموضوع، هو أن فلسطين، كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، سيجب عليها، إعادة طرح القضية الفلسطينية، مجدداً على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن تبذل الجهود، هي وحلفاؤها، ومن يتقاطع معها في الموقف السياسي الدولي، لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها