تبين من بروتوكول جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية، التي نظرت قبل شهر في قضية تسريب وثائق سرية من مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن المحامي عوديد سابوراي، وكيل المتحدث باسم نتنياهو والمتهم المركزي في القضية إليعزر فيلدشتاين، قال: إن "نتنياهو كان ضالعًا في تسريب الوثيقة السرية التي سُرقت من شعبة الاستخبارات العسكرية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية".

جاء ذلك بعد السماح اليوم الأربعاء 2025/01/08، بنشر مضمون بروتوكول المحكمة، وأن سابوراي أبلغ المحكمة بأن فيلدشتاين أطلع نتنياهو في حينه على نشر متوقع للوثيقة في الصحيفة الألمانية، وقوله لنتنياهو إنه "أنا وأوريخ سنسرب"، ويهونتان أوريخ هو أحد مستشاري نتنياهو.

وأضاف سابوراي، حسبما أفاد موقع "واللا" الإلكتروني، أن "فيلدشتاين عمل بتوجيه من نتنياهو، وكشف عن محادثة بين فيلدشتاين ونتنياهو بعد مؤتمر صحافي حول مقتل أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، وقال: إن "فيلدشتاين همس في أذنه: بحوزتي وثيقة من مصادري في شعبة الاستخبارات العسكرية، مع المضمون نفسه ولكنه مُحَدّث، ونعمل أنا وأورين على إخراجها إلى الملأ".

وأضاف: "وبعد نشر الوثيقة، قال أورين لفيلدشتاين: إن "الزعيم مبسوط"، وأن هذا يدل على أن نتنياهو كان ضالعًا في تسريب الوثيقة".

ويتبين من البروتوكول أيضًا، أن ممثل النيابة العامة قال إن ضابط صف في الاحتياط آري روزتفيلد، الذي نقل الوثيقة السرية إلى فيلدشتاين، لم ينقل وثيقة واحدة، وأن روزنفيلد حاول نقل الوثيقة إلى شخص آخر أيضًا.

يشار إلى أن تسريب الوثيقة إلى "بيلد" جاء بعد رفض الرقابة نشرها في "القناة 12" الإسرائيلية، وكان هدف التسريب التأثير على الرأي العام بأن الفصائل الفلسطينية هي التي ترفض التوصل لاتفاق تبادل أسرى، ولكن الوثيقة تكشف أيضًا عن وسيلة سرية للغاية لجمع معلومات استخباراتية، وهو ما تصفه النيابة العامة بأنه يشكل مسًا بأمن الدولة.

وأضافت النيابة، وفقًا للبرتوكول، أن "سلوك روزنفيلد أثناء التحقيق معه أدى إلى تخوف كبير من احتمال كشف معلومات حساسة، والتخوف هو من أنه سيستمر في تسريب معلومات، وكان حافزه تجاوز الهرمية القيادية في الجيش ونقل معلومات إلى رئيس الحكومة مباشرة".

وقدمت النيابة إلى المحكمة نصوص محادثات بين فيلدشتاين وصحافي ألماني، يشرح فيها فيلدشتاين حول المعلومات السرية في الوثيقة والمعلومات التي لا يعتبرها سرية.

وحسب المحامي سابوراي، فإن فيلدشتاين، لم يكن مدركًا أن كشف المعلومات سيقود إلى كشف مصدرها، وأنه "ليس بالإمكان القول إنه أدرك أهمية المعلومات أو مصدرها".