كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه المستمر على شمال قطاع غزة، يطبق بشكل تدريجي ما تعرف بخطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة، وأنه يمنع عودة المهجرين إلى ديارهم في جباليا.

جاء ذلك في التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي يقوم بجولات مرافقة لقوات الاحتلال في عدوانها المستمر في غزة ولبنان وحتى سوريا.

وقال التقرير: إنه "حسب خطة جيش الاحتلال، من المتوقع أن يظل الثلث الشمالي من قطاع غزة مقطع الأوصال، ولا يسمح لسكانه المهجرين بالعودة، ما لم يغير اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية الصورة".

وأضاف: "وهذه الخطة لا تقتصر على العمليات القتالية فحسب، بل تتضمن منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم في بعض المناطق التي تم تدميرها أو تأثرت بشدة من جراء العمليات العسكرية، وفي مقدمة هذه المناطق تقع مدينة جباليا ومحيطها إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا".

وأرجع زيتون سلوك الجيش إلى أن هذه المناطق تطل على "مستوطنات إسرائيلية"، كما وصف التقرير ما يجري في شمال غزة بأنه خطة عسكرية ممنهجة للقضاء على العدو على أساس "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند.

وأضاف: "وتركز هذه الخطة على تطهير مناطق غزة من العدو بطريقة منهجية، بحيث يتم تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية في تلك المناطق، مع فرض سياسة إخلاء للمدنيين ومنع عودتهم إلى مناطق تم تطهيرها".

وأشار إلى أن شمال غزة شهد نزوحًا جماعيًا للسكان، وزعم أن عدد السكان الذين تمَّ ترحيلهم من هذه المناطق بنحو 65 ألف شخص، تم دفعهم إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، خاصة إلى مدينة غزة التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين.

ونقل التقرير عن مصادر بالجيش الإسرائيلي، أنه "سيتم الحفاظ على منطقة شمال غزة كمنطقة خالية من السكان لفترة طويلة، إلا إذا طرأت تغييرات كبيرة على الوضع السياسي، أو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس قد يغير من الواقع القائم".

وشرح المحلل العسكري خطة الجيش الإسرائيلي بالقول: إنه "من المرجح أن يحقق الجيش الإسرائيلي الجزء الرئيسي والأهم من خطة الجنرالات: التطهير المنهجي لمناطق واسعة في شمال قطاع غزة من العدو الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة سكان القطاع إلى ديارهم، والسبب في ذلك هو لكي ينجح العدو في إعادة التأهيل والتعافي، فإنه يحتاج إلى شرطين: وجود سكان غزة بالقرب من نشطائه وقادته، وغياب حكومة بديلة في قطاع غزة".

ولكنه في المقابل ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي ترفض إسرائيل إقامة بديل حاكم لحماس، وقال: "إذا لم تتغير هذه السياسة، فمن المتوقع أن يبقى نظام حماس في غزة لسنوات قادمة، فضلاً عن أن خطة الجنرالات ستثير انتقادات من الداخل والخارج".

ويختم بالإشارة إلى تداعيات هذه الخطة، ويقول: "من المتوقع أن يبقى الشمال الغزي منطقة غير مأهولة لفترة طويلة، وأن تكون المناطق الجنوبية هي المنطقة الوحيدة التي تستوعب سكان غزة في حال استمرت العمليات العسكرية".