نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالاً حول الأزمة التي يواجهها الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة مع الناخبين العرب والمسلمين والشعور المتزايد بين هذه الفئات بالتجاهل من قبل الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس كامالا هاريس لهم الأمر الذي يفسح المجال أمام الرئيس السابق دونالد ترامب لتحقيق مكاسب سياسية بينهم.
أوضح المقال أن العلاقة بين العرب والمسلمين الأمريكيين والحزب الديمقراطي وصلت إلى مرحلة حرجة قد يصعب ترميمها كما وصفتها الصحيفة، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة منهم تبتعد عن تأييد الحزب الذي كانوا يشكلون قاعدة انتخابية قوية له خاصة في سنوات ترامب.
أحد العوامل الرئيسة التي تقف وراء هذا التحول هو موقف الحزب الديمقراطي من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، وتحديدًا دعمه غيرِ المشروط لإسرائيل.
ووفقًا للصحيفة فإن هناك تزايدًا في شعور العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بخيبة الأمل نتيجة لتجاهل مواقفهم المعارضة للدعم الأمريكي لإسرائيل، لا سيما في ظل العدوان على غزة ولبنان والذي يصل إلى مرحلة التواطؤ في الحروب التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في المنطقة إذ إن سبعة وسبعين بالمئة من أعضاء الحزب الديمقراطي فضلوا عدم إرسال السلاح إلى إسرائيل، مسجلين اعترافهم بالدمار الذي لحق بغزة والقصف الذي لم يميز بين أحد ولكنهم في الوقت نفسه لا يبدون رغباتهم في فعل أي شيء بتبريرِ أنهم يعملون على حماية إسرائيل.
هذا الأمر جعل هاريس تعترف بمعاناة أبناء شعبنا الفلسطيني بطريقة لم تظهر من بايدن من قبل متجنبةً مخاطبة العرب الأمريكيين مباشرة، لكنها لم تذكر مَن تسبب في ذلك وكأن الأمر كارثةٌ طبيعيةٌ حزينةٌ قد حلت بهم، في حين أن الأسلحة الأمريكية هي التي تسبب في معاناتهم.
هذه المواقف والتصريحات قد يكون لها تأثير كبير في الانتخابات المقبلة لا سيما في ولايات مثل ميشيغان، بنسلفانيا، وجورجيا، حيث يُعتبر الناخبون العرب والمسلمون كتلة مؤثرة تشكل نسبتهم في الانتخابات قرابة الأربعين بالمئة مما يغير كفة ميزان الانتخابات بشكل كبير، ودفع الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين إلى التفكير بجدية في مقاطعة الانتخابات أو التصويت لمرشحين آخرين.
ومن جهة أخرى حيال لبنان كشفت الصحيفة وأنه وبالرغم من التصريحات العامة والقلق حيال تصعيد الأوضاع في لبنان إلا أن عدداً من المسؤولين البارزين في إدارة بايدن أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل بغزو لبنان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها