وقّع مثقفون وكُتّاب وسينمائيون فلسطينيون على رسالة مفتوحة، احتجاجاً على محاولة حرمان الناشطة وصانعة المحتوى الفلسطينية بيسان عودة، من جوائز "إيمي"، عن فيلمها الوثائقي حول غزة.
منذ السابع من أكتوبر، توثّق الصحفية والمخرجة الشابة (27 عاماً)، الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الحصار الإسرائيلي، وتنقل من خيمتها المؤقتة خارج المركز الطبي، تجربة العيش في ظل الحرب، من خلال تقارير الفيديو والبثّ المباشر من قطاع غزة.
كما سجّلت محنة عائلتها وأهالي القطاع في رحلة تنقلهم تحت القصف والنيران، وحاولت في كل فيديو أن تظهر كيف يبدو البقاء على قيد الحياة بالنسبة للفلسطينيين، أمراً بالغ الصعوبة.
وصلت تقارير بيسان عودة ومقاطعها المصوّرة إلى العالمية، إذ يتابعها أكثر من 4 ملايين شخص على حسابها على إنستجرام، وهي تبدأ مع كل تقرير من غزة بالجملة التالية: "إنها بيسان من غزة وما زلت على قيد الحياة".
كما بثّت تقاريرها الصحفية وسائل إعلام عالمية مثل ABC News وCBS News وBBC.
وكانت الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم التلفزيونية (NATAS)، وهي الهيئة المنظمة لجوائز "إيمي"، أعلنت عن ترشيح عودة لجوائزها لعام 2024، عن فئة الأخبار القصيرة، وعن فيلمها الوثائقي الذي تبلغ مدته 8 دقائق بعنوان "إنها بيسان من غزة وما زلت على قيد الحياة".
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن الأكاديمية رفضها إلغاء ترشيح عودة، قائلة "إنها لم تتمكن من إظهار أي دليل على مشاركة بيسان عودة في أي نشاط تابع لمنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وأوضحت الصحيفة، أن الرسالة التي نشرها موقع "فاريتي"، وقّعها كُتّاب وصنّاع السينما الفلسطينية "احتجاجاً على لا إنسانية وعنصرية هوليوود تجاه الفلسطينيين". ومن بينهم إيليا سليمان، مخرج فيلمي "Divine intervention" و"It must be heaven"، وهاني أبو أسعد مخرج فيلم "الجنة الآن"، وفرح النابلسي، مخرجة الفيلم الروائي المرتقب "المعلم"
وجاء في الرسالة: "نحن ندرك أهمية وقوّة الصورة والسينما، وشعرنا بالغضب لفترة طويلة من اللاإنسانية والعنصرية التي أظهرها البعض في هذه الصناعة تجاه شعبنا، حتى في هذه الأوقات الصعبة".
أضافت: "لا يزال يتعيّن علينا أن نواجه ونتحدى بشدّة الدعاية العنصرية المعادية للفلسطينيين، والمعادية للعرب بشكل عام، والتي لا تزال سائدة للغاية في وسائل الإعلام الغربية.. هذا يجب أن يتوقف، الآن".
وشكر الموقّعون على الرسالة الأكاديمية "لوقوفها في وجه الضغوطات"، وأكدوا أن "محاولة فرض الرقابة على صوت بيسان، ليست سوى أحدث محاولة قمعية لحرمان الفلسطينيين من الحق في استعادة روايتهم، ومشاركة تاريخهم، ولفت الانتباه إلى الفظائع التي ترتكب بحقهم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها