نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرًا قالت فيه: إن "سياسات وزير المالية بتسلئيل سموتيرش التي أثارت جدلًا كبيرًا الآونة الأخيرة ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة تهدف إلى تغيير هيكل الاقتصاد والمجتمع داخل إسرائيل وفقًا لرؤية دينية متشددة".
وقالت الكاتبة ياسمين ليفي: إن "سموتريتش الذي يُلقب بـ"محطم الاقتصاد"، ليس أحمق اقتصاديًا بل إن سياساته جزء منخطة الحسم التي تهدف إلى توسيع سيطرته في إسرائيل وتوجيه الاقتصاد بما يتناسب مع رؤيته الدينية".
وأضافت: إن "خطط سموتريتش لا تقتصر على كبح نمو الاقتصاد الإسرائيلي أو إضعاف الفلسطينيين اقتصاديًا، بل تمتد لتشمل إحداث تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية والاقتصادية لإسرائيل بما يتماشى مع رؤيته الدينية والسياسية".
وتابعت: "كما يهدف هذا الوزير إلى تقويض تأثير القوى الليبرالية والديمقراطية، وطرد النخب التي لا تتفق مع رؤيته إلى خارج إسرائيل".
وأثارت سياساته التي تبدو من الخارج عرضية وغير مدروسة مخاوف الخبراء حول مستقبل الديمقراطية والاقتصاد، وعلاقات إسرائيل بديمقراطيات العالم، كما يوضح تقرير "هآرتس".
وعبرت الكاتبة عن قلقها من أن تصبح إسرائيل تحت قيادة أمثال سموتريتش للاقتصاد، وقيادة وزير الأمن إيتمار بن غفير دولة "دينية رجعية متخلفة وخانعة".
وأدت إدارة سموتريتش للاقتصاد إلى تخفيض التصنيف الائتماني، ومن المتوقع أن يتفاقم عجز الميزانية تحت إشرافه، وتنذر المؤشرات الاقتصادية بانهيار اقتصادي وشيك.
وبالفعل حذر خبراء تحدثت إليهم الكاتبة من موجة هجرة كبيرة خارج البلاد تشمل الأطباء والخبراء، وقالوا: "إنها ظاهرة جديدة تؤثر سلبًا على الخدمات الطبية والتعليمية في إسرائيل". وأكد الخبراء أن الاقتصاد الإسرائيلي قد لا يتمكن من التعافي في ظل هذه السياسات.
وأشارت الكاتبة إلى أن سموتريتش يتجاهل تحذيرات الخبراء ولا ينوي تغيير سياساته، ووجه رسالة حادة هذا الأسبوع لمدير الميزانية يوغيف غاردوس، قائلًا: "إذا كنت لا تتفق مع سياستي الاقتصادية وترى صعوبة في تنفيذها، يمكنك أن تستقيل".
وأضاف: "طالما أنك تعمل هنا فأنت خاضع لي وعليك تنفيذ سياستي".
وبرأي الكاتبة فإن تجاهل النصائح أسلوب سموتريتش في العمل، فهو لا يرى ضرورة للاستماع إلى تحذيرات الخبراء، ويواصل استخدام وزارة المالية لتمويل مؤيديه دون أي اعتبار للعواقب الاقتصادية.
وأخيرًا، أكدت الصحيفة الإسرائيلية، أنغاردوس ومسؤولي وزارة المالية عليهم رفض نداء سموتريتش بالاستقالة ومواجهة رؤيته المتطرفة، وإلا سيفعل بالوزارة ما فعله بن غفير بالشرطة، ويتجه بالإسرائيليين إلى الجحيم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها