من على منصة البرلمان التركي وبحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والدولي، ألقى الرئيس محمود عباس خطابًا تاريخيًا حول الأبعاد والتطورات في القضية الفلسطينية حمل دلالات ومعاني كبيرة، مما لاقى خطابه الترحيب الواسع والتصفيق الحار من أعضاء البرلمان والرئيس التركي رحب طيب أردوغان والحضور، فقد تحدث السيد الرئيس عن مشروعه الهام حول لحمة ووحدة الديموغرافيا الفلسطينية غزة والضفة الغربية والقدس، من خلال اعلانه عن عزمه التوجه مع القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة ومن ثم إلى القدس.
بهذا الخطاب وبروح المسؤولية التاريخية أكد الرئيس عباس على مقولته الشهيرة لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وأعلن الرئيس عباس في خطابه عن مسؤلية القيادة الفلسطينية في لملمة جراح غزة والغزيين، وبدء معركة إعادة التعمير لإعادة غزة إلى ما كانت عليه فقد دحر الاحتلال أكثر من تسعة وسبعين بالمئة من غزة.
وبموجب هذا الاعلان التاريخي جاء ليقول للشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية، بكل ما تعنيه الكلمة عن إنهاء الانقسام الفلسطيني، وأن الرئيس عباس عازم على رتق ذلك الشرخ الذي اكتوى الشعب الفلسطيني بآثاره منذ حدوثه في العام 2007، فقد شكل الانقسام حجر عثرة في طريق إقامة الدولة الفلسطينية.
مما لا شك فيه أن الاعلان عن مكونات الخطاب لاقى امتعاضًا في الاعلام الإسرائيلي، الذي رأى في الرئيس عباس شخصًا آخر، وليس شريكًا.
وفي هذا المنعطف التاريخي للقضية الفلسطينية فإن هذا القرار للسيد الرئيس بدون أدنى شك قطع الطريق على نتنياهو وزمرته، والمرتزقة، والعابثين، وكل الذين لديهم شهوة بالانقضاض على الشرعية الفلسطينية. كل الذين يحاولون أن يبقوا الشعب الفلسطيني متشرذمًا ، ومفككًا، ومتناثرًا هم يجتمعون مع الحليف الإسرائيلي الذي قاد حرب الإبادة ضد شعبنا. وبالرغم من الوضع الخطير في قطاع غزة فإن السيد الرئيس عباس اليوم والقيادة وضعت نفسها أمام نفس المصير الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، إما الشهادة أو النصر.
ومن الطبيعي والمؤكد أن إسرائيل لن تسمح بأي حال دخول السيد الرئيس لقطاع غزة، لأن أهداف نتنياهو اليوم لا تهدف إلى إعادة اللحمة بين شقي الوطن، نتنياهو وحكومته يريد في أقل تقدير أن يبقي على الانقسام بين طرفي الوطن، حتى لا تشكل هذه الوحدة نواة إلى الدولة الفلسطينية، لذا فإن هذا المشروع يبدو شبه مستحيل لأن الإسرائيليين ستمنع دخوله وأعضاء القيادة إلى غزة، ولكنها إحدى وسائل الضغط على إسرائيل والعالم التي صرح بها الرئيس لوقف الحرب، ويتسنى للقيادة دخول غزة.
الخطاب بكل مكوناته شكل صرخة مدوية أمام العالم لوقف تلك المجازر للشعب الفلسطيني التي تمارس في غزة والضفة الغربية. وحمل رسائل مهمة للعالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية حول وحدة الديموغرافيا الفلسطينية مكونات الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وذلك من أجل قطع الطريق على كل العابثين وعلى رأسهم رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو الذي لم يكف للحظة عن العبث في الشأن الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها