ذاكرة فلسطين البصرية هي كل ما يندرج في إطار الفنون التشكيلية والتعبيرية والتصوير، وتوثيقها أصبح مهمّة ملحّة، في ظل حرب الإبادة التي تشهدها فلسطين منذ أشهر.
في هذا الإطار، أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، كتاباً توثيقياً لأعمال الفنان نبيل عناني، أحد روّاد الحركة التشكيلية الفلسطينية، الذي وصلت لوحاته إلى معارض نيويورك وطوكيو والدول الأوروبية.
"أنا والأرض"، كتاب يوثّق بصرياً المشهد الطبيعي في فلسطين منذ السبعينيات وحتى اليوم، ويضم 183 عملاً من أعمال الفنان على مدار السنوات.
وقالت مؤسسة الدراسات الفلسطينية: "يعدّ الكتاب سجلاً لونياً للمشهد الفلسطيني، الذي شكّل الإلهام الأكبر لإنتاج الفنان، خلال مسيرة امتدت لخمسة عقود".
وأكدت أن هذا الإصدار "يمثّل فعلاً مضاداً لمحاولات طمس التراث المستمرة، وعمليات تغيير تضاريس الأرض الفلسطينية، في ظل المحاولات الاستعمارية الصهيونية للاستيلاء على الأرض.
قدّم للكتاب عبد الرحيم الشيخ، الشاعر وأستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، من خلال دراسة تتأمّل مسيرة عناني في رسم المشهد الفلسطيني بعنوان "يرى ما يريد".
تتناول الدراسة سبعة محاور لقراءة الأعمال الفنية، تؤكد أن الكتاب هو "تمرين على النظر في جسد الفلسطيني الذي صار مشهداً، ومشهده الذي صار جسداً يردّد حكمة أبي العلاء المعري "جسدي خرقة تُخاط إلى الأرض، فيا خائط الخلائق خِطني" في حكاية جميلة، قوامها الحب والحرب، لا بدء لها ولا انتهاء".
اختارت لوحات الكتاب القيّمة رنا عناني، وهي تعكس رحلة الفنان في رسم المشهد الطبيعي الفلسطيني، وفق تسلسل زمني، يظهر المراحل التراكمية التي مرّ بها الفنان، وتطوّر دراساته اللونية والشكلية وتجاربه المتنوعة في التقنيات، بما في ذلك استخدام مواد طبيعية من الأرض.
نبيل عناني: ولد الفنان عام 1943 في عمواس، فلسطين، بدأ حياته المهنية كفنان ومدرّس للفنون في كلية العلوم التربوية في رام الله. ويعيش في رام الله حالياً.
تُعرض أعماله في أوروبا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا واليابان. كما توجد لوحاته في عدد من المتاحف وضمن مجموعات خاصة، بما في ذلك متحف آغا خان في كندا، والمتحف الوطني الأردني.
ساهم عناني في تأليف عدد من الكتب حول الفن الفلسطيني والفولكلور. وحاز جائزة "فلسطين الأولى" للفن التشكيلي عام 1997، تسلّمها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ترأس رابطة الفنانين الفلسطينيين، ولعب دوراً مهماً في تأسيس أوّل أكاديمية للفنون الجميلة في فلسطين. عام 2006، حصل على جائزة الملك عبد الله الثاني للفن التشكيلي عن الفن العربي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها