من خيام اللجوء ومن مخيمات الشتات ولدت فتح كحركة وطنيّة فلسطينيّة وثورة عارمة، فحولت اللاجئين إلى مقاتلين من أجل استعادة الحقوق، ومن كفاحها المسلح وعملياتها البطولية وحنكة قيادتها وفي المقدمة منهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، نقلت حركة "فتح" القضية الفلسطينية إلى المؤسسات الدولية ونالت دولة فلسطين الإعتراف الدولي بحقوقه المشروعة في أرض فلسطين التاريخيّة.
وحافطت حركة "فتح" على القرار الفلسطيني المستقل، واعادت وثبتت للشعب هويته التاريخية وانتماءه لجغرافيا فلسطين، وبإنطلاقتها المسلحة أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة وحافظت على ثوابت الشعب الفلسطيني الوطنية المتمثلة بتقرير المصير وحق العودة للاجئين إلى أرضهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولم تتخلى حركة "فتح" عن كافة خيارات المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها المتاحة، كخيار أساسي في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي حتى النصر والتحرير والعودة، وكان لها الدور الأساسي والمفصلي في إطلاق الانتفاضات الشعبية الفلسطينية المتعاقبة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لا سيما انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، رغم تعرض مسيرتها النضالية للمؤمرات والاستهدافات من بعض الانظمة العربية الرجعية للسيطرة على القرار السياسي الفلسطيني، فواجهت كل محاولات الهيمنة والتدخل في الشؤون الفلسطينية، وحافظت على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة حالات الانشقاقات والتشرذم وتكللت جهودها بالنصر في كافة الميادين.
وبعد سلسلة التخاذلات العربية وغير العربية بل والتأمر على القضية الفلسطينية وشعبها من القريب قبل البعيد والعمل على شق الصف الفلسطيني، وبعد دراسة الواقع وموازين القوى والتحالفات الدولية وانهيار النظام الدولي بسقوط الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية وتفكك حلف وارسو وبروز اللامبالاة العربية والتطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي، تبنت حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية خيار اللجوء الى الحلول السياسية المرحليّة إنطلاقاً من اعتبار قيام دولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 خياراً سياسيًا وتوجهت به إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي والأمم المتحدة والى كل دول العالم الحرّ فكان اتفاق أوسلو المدماك الأول الذي حمل مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة والمعترف بها دوليا ورغم كل الأزمات تستمر حركة "فتح" بتحمل المسؤوليّة في قيادة شعبنا الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه المشروعة والثابتة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها