الشاعرة الفلسطينية نهى عودة

أضواءُ المدينةِ ليستْ خافِتةً
 كانتْ تَعُجُّ بِنورِ الأطْفالِ 
الذين يُمسِكون مَصابيحَ قُلوبِهم
 يَجوبون المكانَ بحْثًا عن مُتَّسَعٍ لِمَوْطِئِ قَدَمٍ
يُواري شَغَفَهم المُنَتشِر هناك 
كنتُ أنا 
حين نظرتُ إلى وَجْه أبِي في السَّماء 
لا سعيدةٌ ولا حزينةٌ 
فليس بعْدَ ما نُعانِيه خوْفٌ مَن الموْتِ
بلْ لرُبَّما النَّصْرُ المُؤَزَّرُ 
لمْ تكنْ غَرابةً مُعلَنةً 
بلْ هي اضْطِراباتي الكثيرة
وقلَمِي الذي كان مُتردِّدًا
 في إعلان الشِّفاءِ التَّامِ 
مِن وَحْلِ الخِذْلان
هي اضْطِراباتي
مِن قَمِيصٍ يَجوبُ البِلادَ ولا يُشْفِي 
العَمَى الذي احْتلَّ فُؤادًا
بلْ زادَ البُعْدَ إنْصافًا
هو الغريبُ الذي جَهِلْتُ مَلامِحَهُ
رغم أنَّ الضَّوءَ كان قَريبًا 
في ذُبولِ كلِّ تلك الوُرود 
سألتُ
فأجابتْنِي الرِّيحُ
لم تَسْكُنْكَ لَعْنَةُ الأماكِنِ
لمْ تَقْضِم قُصاصات الوَرَقِ خاصَّتَكَ
بلْ أنتَ نُورٌ يُزِيلُ عَوائِقَ العَتَمَةِ
يَمْحِي أسْئلةَ الوَقْتِ 
دُون انْتظارِ الإجابةِ 
دونَ وَضْعِ أحْمَرِ الشِّفاهِ 
لإخْفاءِ عَطبٍ في تَرْتيبِ الكلماتِ
خُذوا عنِّي الكثيرَ مِن القِصص التي تُرْوَى
واتْرُكوا ذلك النُّور الذي أسْتحَقَّ
فكيْفَ لِياسمين بِلادي 
أنْ يَنْبُتَ إنْ لمْ يكن دومًا 
وُجْهَةَ قلْبِه فلسطين