يا سيادة الرئيس أبو مازن، نتمناها منك لأنك أهل لها، وخير من يقرر ويفعلها، فكما قدمت للطلبة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان صندوقا ليرفعهم بالعلم درجات بين الناس، ليتك تسعدنا بقرار تشكيل صندوق للتضامن والتكافل الاجتماعي، ليرفع الظلمة عن عيون أطفال، كالطفلة نور أو يشفي أو يبرئ، أو يمسح صورة أسى عن وجه فقير مسكين، صندوق يساعد الحكومة، فأهل الخير في مجتمعنا كثر، ولا يطلبون إلا مجموعة أمناء تختارهم وتمنحهم ثقتك.

اسمح لي يا سيادة الرئيس باقتراح اسم لهذا الصندوق ليكون «نور 13» للتضامن الاجتماعي، فمن مناضلي هذا الشعب عموما الذي انت رئيسه، وحركة فتح التي أنت قائدها ورئيسها نستلهم النموذج، أما للأسرى الذين يضربون الأمثال بالتضحية، فلكم هذه الرسالة:

انتم الأحرار، أما نحن إلا بعضنا فأسرى مقيدون، انتم المبصرون، أما نحن إلا قليلا فأشبه بالعميان، انتم يا مناضلي فتح الأحرار قبل أن تكونوا مأسورين، أنتم يا محمود دودين، حازم القواسمة، إياد القواسمة، هاني الزير، خالد أبو عجمية، ابراهيم الحيح، أحمد البرغوثي، محمود الفسفوس، منصور أبو عون، شادي أبو سمهدانة، نعيم الشوامرة، إياد حريبات، وفراس خليلية، أبطال لم يقيد فولاذ قضبان الزنازين رؤياكم، أما نحن فأكثرنا قد قيد رغباته وقصّر عمدا ميدان رؤيته، وشوشها وأصابها بعاهة زيغ مستديمة .

من قلب ظلام المعتقلات الظالم أصحابها تنشدون النور لعيون طفلة فلسطينية كان أولى بنا نحن المتشدقين، المتسابقين على الكراسي والمناصب العالية أن نرى عيونها، آلامها ومصابها وحزن والدتها ووالدها وأهلها.. لكنكم ايها السادة كفتية أهل الكهف كنتم لنا آية في زمن الأمناء، الوزراء، الوكلاء، الرؤساء، والمدراء العامين، الجمعيات، المنظمات، القابضين باليورو والدولار، نقدا وبالشيكات، الاتحادات، النقابات، الزعماء المبجلين، والمنافقين الذين يصورونهم للناس انهم آيات وقدر الله الساحق الماحق.

أنتم المتكافلون، المتضامنون، المثل للتآخي الإنساني، انتم الذين تشعرون أما نحن فضمائرنا قد فقدت الحساسية، ترونها هائمة، متجمدة، فدرجة حرارة البشرية هنا «أم أربعة وأربعين تحت الصفر» تقوى على اللدغ لكنها لا تقوى على حركة إنسانية إلا ما ندر!!

أتعلمون ايها العمالقة بخيركم وكرمكم وكرامتكم أننا نبدو الآن إلى جانبكم كالأقزام؟! اعذرونا.. فنحن لا نملك إلا أن نطأطئ ونحني لهاماتكم وضمائركم رؤوسنا، فانتم تبرعتم بمخصصاتكم كاملة حتى تتمكن الطفلة نور من الابصار، أما نحن فلم نخصص للنور منفذا إلى قلوبنا.. فسامحونا.

شكرا لأمجد النجار المسؤول بنادي الأسير الذي «كشف عورتنا» بالخبر السبق للأبطال الـ( 13) الذين آمنوا بربهم، بشعبهم، بوطنهم، بإنسانيتهم، فبعثت صيحة ضمائرهم فينا الحس بعد موات.