أشرت بمقالات سابقة لأهمية الدبلوماسية كأداة، وضرورة استثمارها والبناء عليها، لما فيه خدمة القضية الفلسطينية، بتوظيف العلاقات الدولية، وناديت بضرورة إجراء إصلاحات في الدبلوماسية الفلسطينية تماشياً مع القانون الدبلوماسي الفلسطيني رقم 13 لعام 2005.

قبل الخوض في التمثيل المقيم وغير المقيم للدبلوماسيين العرب في فلسطين، من الجدير بالذكر أن فلسطين ومنظمة التحرير تتمتع بمكاتب تمثيل دبلوماسية رسمية في أكثر من 114 بلداً بشكل مقيم، ولها أكثر من 60 ممثلاً غير مقيم، وفي المقابل توجد في فلسطين 45 بعثة دبلوماسية معتمدة مقيمة، ومكان تواجدهم مدينة رام الله (اليابان والصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا ودول آسيا وأميركا اللاتينية وباقي أعضاء الإتحاد الأوروبي)، وتوجد 10 قنصليات عاملة بالقدس (فرنسا، إسبانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، النرويج، بلجيكا، السويد، اليونان، الكرسي الرسولي الڤاتيكان وتركيا)، وكانت هناك أيضًا القنصلية الأميركية حتى عام ٢٠١٧ حتى قام دونالد ترامب بإغلاقها- وهناك 11 قنصلاً فخريًا، 10 منهم في بيت لحم، وواحد في رام الله، و56 غير مقيمين، والمثير للإنتباه والدهشة أن دول الاتحاد الأوروبي، وغالبية الدول الأجنبية لها تمثيل مقيم في فلسطين، ومن بين جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، تتمتع فلسطين بتمثيل دبلوماسي مُقيم متمثل بـ 5 دول عربية فقط، ودولة واحدة من الخليج العربي، وهذه الدول هي: تونس، والمغرب، ومصر، والأردن وعُمان. ممثل تونس هو عميد السلك الدبلوماسي المقيم هذا العام، بعد أن شغلت المغرب هذا المنصب لسنوات طوال، وعينت المملكة السعودية سفيرا غير مقيم بخطوة فجائية صيف ٢٠٢٣، ثم قبل أيام في أيار ٢٠٢٤ تم اعتماد أوراق سفير الكويت للأراضي الفلسطينية، لتنضم الكويت والسعودية بسفراء مقيمين في عمان-الأردن، ليصبح عدد الدول العربية التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية ممثلة بسفير ٧ دول عربية فقط.

التمثيل الدبلوماسي هو انعكاس للإعتراف بالدول حسب اتفاقية ڤينا للعلاقات الدبلوماسية ١٩٦١، وبالتالي هناك فجوة لا بد من التعامل معها حول مسألة التمثيل الدبلوماسي العربي في فلسطين. هناك مجموعة من دول مجلس التعاون الخليجي، تملك تمثيلا مقيما في دولة الاحتلال، بينما لا تمثيل لها في فلسطين. الرأي السائد أن هذه الدول لا ترغب بفتح سفارات حتى تحرير فلسطين. علينا إعادة النظر بهذا التفكير وأن نطالب وندعو باقي الدول الشقيقة الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (قطر، الإمارات والبحرين)، وباقي الدول العربية بضرورة افتتاح مكاتب تمثيلية مُقيمة لها في فلسطين، لما له من أهمية لوجود الإخوة العرب لمتابعة الحقائق الاستيطانية واللاإنسانية التي يفرضها الاحتلال ضد كل ما هو عربي فلسطيني، وإن وجود تمثيل عربي وخليجي مُقيم في فلسطين، هو بمثابة رسالة دبلوماسية عملية مباشرة للمطالبة وتثبيت الحق العربي الإسلامي الفلسطيني على هذه الأرض، وتبقى سلطنة عُمان الدولة الخليجية الوحيدة التي تملك تمثيل رسمي مُقيم في فلسطين.

يوم ١٥-٥ يصادف ذكرى مرور ٧٦ عاما على النكبة، أدعو الدول العربية وتطبيقًا لإرادة شعوبها، أن تعمل لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه بتقرير المصير، والتمثيل الدبلوماسي وفق اتفاقيات ڤيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية هو التطبيق العملي للإعتراف بالدولة. اتمنئ لمقالي هذا أن يكون مسببا في تشجيع أعضاء الجامعة العربية لفتح تمثيل دبلوماسي مقيم لهم في أرض فلسطين، تثبيتا للحق وتحديا للمشروع الكولونيالي.

فلسطين ومنظمة التحرير تتمتع بمكاتب تمثيل دبلوماسية رسمية في أكثر من 114 بلداً بشكل مقيم، ولها أكثر من 60 ممثلاً غير مقيم، وفي المقابل توجد في فلسطين 45 بعثة دبلوماسية معتمدة مقيمة، مكان تواجدها مدينة رام الله.