هذا هو الحال عندما يكون السكان دخلاء على شعب وحضارة ليست لهم ولا يوجد لهم أي حقوق فيها واغتصبوا أرضها وسرقوا خيراتها واعتدوا على نسائها وأطفالها وهم لا يستطيعون العيش فيها ولا على التعايش مع طقوسها وعباداتها، حتى باتوا لا يستطيعون سماع آذانها الذي ينادي للعبادة، عبادة الله الواحد الأحد.
أنهم المستوطنون وحكومتهم التي تعاني التعصب وتعشق التوسع من خلال معاناة السكان الأصليين ومن خلال سرقة الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وعندما نجد أن هذه الحكومة تفكر في منع الآذان للوصول إلى راحة المستوطنين الذين فاقت جرائمهم الجرائم النازية وأوصلهم فكرهم المريض إلى جنون العظمة.
اليوم الآذان وغدا أجراس الكنائس وستحظر العبادات بكل إشكالها في سبيل راحة المستوطنين وفي سبيل إرضاء غرورهم الذي يحمل التعصب والمبني على الكراهية لغير اليهود المتصهينين.
من اليوم يجب أن يرفع الآذان في كل البيوت ولا يجب أن يقتصر الأذان على بيوت الله والمساجد ويجب أن يعلم هؤلاء المستوطنين أنهم دخلاء وسارقين ولا يوجد لهم مكان في هذه الأرض ولا يجب أن يترك لهم العنان، وإذا كان الآذان يزعجهم فهذا هو الحل ارفعوا الآذان في كل مكان وفي كل وقت وفي ساعات الصباح الباكر فلعلهم يهربون من نفحاتنا الإيمانية.
في ارض الرسالات ومهد الحضارات منعت الصلاة وسلبت بيوت الله وقسم بيوت الله بين اليهود والمسلمين في سابقة لم تحدث في التاريخ، وفي هذه الأرض الطاهرة في ارض الإسراء والمعراج أغلقت بيوت الله أمام المسبحين بحمد الله وهنا في ارض الخليل قسم الهرم الإبراهيمي الشريف بين السارق والمسروق بين القاتل والمقتول حيث اجبر أصحاب الحرم بتركه ثلاث سنوات والعقاب لأنهم قتلوا على يد احد المتعصبين وهو الحاقد جولدشتاين الذي افرغ أحقاده التي تحولت إلى رصاص حاقد حصد أكثر من ثلاثين من المصلين وهم يسبحون بحمد الله الواحد القهار.
اليوم كل شيء خاضع للتهويد في القدس والخليل وفي كل مكان أريد له أن يحاط بقطعان المستوطنين والمستوطنات على أراضينا، والغريب أنهم يتلقون الدعم من حكوماتهم المتعصبة والمتطرفة وذاد تهم الإدارة الأمريكية دعما وتعصبا وهي تدعمهم بمقولة يهودية الدولة ولا ادري ماذا بقي لهذه الإدارة من الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان.
وأخيرا يجب على أهل هذه البلاد الطاهرة من مسلمين ومسيحيين أن يقفوا صفا واحدا ومانعا في وجه هذا الغول الذي يريد لهذه البلاد أن تتهود ويريد أن يمسح من ساحاتها وأماكنها كل ما يدل على طهارتها وعراقتها وهويتها التي تحاكي تراثها المسيحي والمسلم ويا رضا الله ورضا الوالدين.