عندما أنشئت وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ الثامن من ديسمبر عام ١٩٤٩، كان الهدف منها الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات اللازمة على كافة الصعد لحين عودتهم لأراضيهم التي أُخرجوا منها قسراً وتحت وطأة ارتكاب ابشع المجازر بحقهم.
اليوم، وبعد مرور أكثر من ٧٥ عاماً، طالعتنا عدد من الدول  المانحة بأنها علّقت تقديم التمويل لهذه المؤسسة الدولية وتحت حجج واهية، وبضغط من كيان الاحتلال الغاصب للأرض الفلسطينية.

استنكاراً واحتجاجاً على هذه الإجراءات التي من شأنها زيادة معاناة شعبنا الفلسطيني، نظّمت اللجنة الشعبية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وقفة أعربت فيها تمسُّك مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بالوكالة لحين عودة جميع الفلسطينيين إلى وطنهم، وذلك في مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، يوم الاثنين ٢٩-١-٢٠٢٤.

تقدم المشاركون ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات في مخيم برج البراجنة، وأهالي وفاعليات المخيم.

وكانت بالمناسبة كلمة لأمين سر اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة عيسى عبد الرازق، رأى فيها أن الغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هي مؤامرة قديمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، واعتبر أن تقويض عمل هذه الوكالة او انهائها إنما يهدف بالدرجة الاولى إلى الغاء حق العودة والغاء ملف اللاجئين، معتبراً ان وقف التمويل على الأونروا من بعض الدول المانحة إنما هي مؤامرة جديدة لإنهاء هذه المؤسسة الدولية. مؤكّداً أن وقف التمويل للأونروا مدان ومستنكر وجائر لأنه جاء دون أي وجه قانوني ودون التحقيق بالمزاعم الإسرائيلية، مستنكراً قرار المفوض العام للأونروا بفصل بعض الموظفين، معتبراً إياه بالقرار التعسفي، ورأى انه كان الأجدر لوكالة الاونروا أن لا تقوم بأي اجراء قبل التحقق من التهم الموجهة لبعض موظفيها. مجدداً المطالبة بأن يكون للوكالة موازنتها الخاصة كباقي مؤسسات الأمم المتحدة كي لا تبقى رهينة مزاجية الدول المانحة.

وفي نهاية كلمته، أكّد عبد الرازق تمسُّك الفلسطينيين بوكالة الاونروا فلا إلغاء أو إنهاء لهذه الوكالة طالما بقيت مبررات وأسباب انشائها، المتمثل بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجّروا منها وستبقى هذه الوكالة طالما هناك لاجئ خارج وطنه.