يسكن في المنطقة التي يخطط الاحتلال لإقامة "حزام أمني" في قطاع غزة أو بمحاذاتها ما بين "100 – 300" ألف فلسطيني، ولن يسمح لهم بالعودة إليها وبناء بيوتهم مجدداً، حسبما ذكر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع.

وكرر برنياع ما يقوله محللون آخرون، أن "لا شك الآن في أن الأهداف التي وضعها المستوى السياسي أمام الجيش كانت غير قابلة للتحقيق، وهذا كان واضحًا للجميع منذ اليوم الأول للحرب، التصفية، التدمير، الحسم، هي أمنيات وليست إستراتيجية ولا جدوى من تسويق انتصار غير موجود للجمهور".

وحسب برنياع، فإن الجبهة الشمالية سحبت في الأيام الأخيرة قوة "الرضوان" من نقاط هامة على طول الحدود اللبنانية، إلى مسافة سبعة كيلومترات بالمتوسط في جنوب لبنان، "لكن لا يزال الاحتفال بذلك سابق لأوانه والتقديرات في إسرائيل أن الانسحاب تكتيكي وعلى الأرجح أنه عندما تتوقف النيران أو تخف، سيحاول إعادة قوة الرضوان جنوبًا، قريبًا من الحدود".

وشدد على أن "هذا التحرك لجبهة الشمالية لن يعيد "83" ألفًا من سكان الشمال إلى بيوتهم التي تم إجلاؤهم منها، ولا أحد يعتقد ذلك سواء بين صناع القرار أو الذين تم إجراؤهم".

وأفاد بأن "المطالب الإسرائيلية في المفاوضات غير المباشرة مع الجبهة الشمالية تتحدث عن إبعاد قوة الرضوان إلى ما وراء مدى القذائف المضادة للمدرعات، أي حوالي ثمانية كيلومترات وربما أكثر، إذا سيتم الأخذ بالحسبان إمكانية اقتحام هذه القوة للبلدات (الإسرائيلية الحدودية) بالطريقة نفسها التي اقتحمت فيها الفصائل الفلسطينية غلاف غزة".

وأضاف: أن "اتفاقًا مرحليًا سيكون أقل من قرار مجلس الأمن رقم "1701"، بحسب أحد وزراء الكابينيت السياسي  الأمني، لكن التقديرات بالحكومة الإسرائيلية هي أن تغييراً حقيقيًا سيحدث فقط إذا هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان بريًا".

ووفقًا لبرنياع فإن الضباط الإسرائيليين عند الحدود اللبنانية يطالبون بشن هجوم واسع، لكن قيادة الجيش رفضت ذلك، "وعندما جرى الإعلان عن هدنة في غزة، أعلنت جبهة الشمالية بخطوة لامعة، أنها توقف إطلاق النار أيضًا، وأوضحت قرارتهم أن بنظرهم كلتا الجبهتين في الشمال والجنوب هما جبهة واحدة، والضباط في الشمال أرادوا الاستمرار في إطلاق النار، كي يدرك الجميع أن الجبهتين منفصلتين، وفي مقر وزارة الأمن في تل أبيب قرروا أن من الصواب وقف إطلاق النار".

وأشار برنياع إلى أن الجيش الإسرائيلي يسوّق لجنوده أسطورة توراتية حول قيام اثنين من أبناء يعقوب بن إسحاق، هما شمعون وليفي، بقتل سكان نابلس انتقامًا من أن أحدهم مس بشرف عائلتهما، رغم اتفاق مصالحة مع عائلة يعقوب.

وأضاف: أن "الضابط يائير بن دافيد، روى لجنوده بعد خروج كتيبته من بيت حانون هذه الأسطورة التوراتية بعد تجميلها بصياغة التيار الحريدي  القومي المتطرف".

ونقل برنياع عن بن دافيد قوله لجنوده، إن "الكتيبة "9208" فعلت في بيت حانون ما فعله شمعون وليفي في مدينة نابلس، لكن المهمة لم تكتمل وهناك غزة بكاملها كي ننفذ فيها ما نفذناه في بيت حانون وبمشيئة الله، فإن نابلس كلها وأي مدينة تجرؤ على أن ترفع رأسها ضد شعب إسرائيل، ستبدو مثل بيت حانون".

وأضاف برنياع: أنه "كنت في بيت حانون والمدينة مدمرة فعلًا، من القصف الجوي وليس بسبب انتقام شمعون وليفي، اقتلوا، انهبوا، اهدموا: هكذا يسوّقون التوراة للجنود وهكذا يسوقون الحرب لهم".