قال وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين 2025/02/24، إن "إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق "نصر حاسم" في غزة ولبنان والضفة الغربية"، مشددًا على أن الميزانية الجديدة يجب أن تضمن استمرار الحرب وتحقيق "أمن إسرائيل على المدى الطويل".

كما شن سموتريتش هجومًا حادًا على الجبهة الشمالية في لبنان والفصائل الفلسطينية، في تصريحات صدرت عنه أمام كتلة حزب البرلمانية، ووصف الفلسطينيين في قطاع غزة بأنهم "وحوش بشرية"، على حد تعبيره، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواصلة الحرب بقوة حتى تحقيق أهداف الحرب، وذلك بتنسيق ودعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي حديثه عن الوضع في غزة، زعم سموتريتش أن المقاتلين في الفصائل الفلسطينية يختبئون خوفًا من الجيش الإسرائيلي، واعتبر أن "السبب الوحيد لعدم رؤية وجوههم هو أنهم يغطونها خوفًا، وإنهم يدركون أن وقتهم على هذه الأرض محدود، وعندما نقرر العودة إلى القتال، سنفعل ذلك بقوة وفتك لم يسبق لهما مثيل".

وقال: إن "إسرائيل ستعود لتقاتل بكل قوتها وسرعتها وقدرتها الفتاكة التي ستسحقهم وتدمرهم، صدقوني سوف تفاجأون بقوة وحدة وفتكاية عملية احتلال غزة عندما نقرر أن الوقت قد حان لتجديدها".

وأضاف: "الحيوانات البشرية السادية التي تتعامل الآن بقسوة مع أسرانا وتستمتع بالتلاعب بمشاعر عائلاتهم والتلاعب بنا جميعًا سوف تواجه انتقامًا مؤلمًا لن يترك منا أي ناج أو لاجئ".

وتابع: "الجيش الإسرائيلي يستعد لذلك، وذلك يتم تحت قيادة رئيس الأركان المقبل إيال زامير، ووفق توجيهات واضحة تقودها الحكومة، والإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب تقدم دعمًا سياسيًا واضحًا، مع موقف أخلاقي صريح يؤكد الحاجة إلى القضاء التام على الفصائل الفلسطينية".

وقال سموتريتش: إنه "لا يرغب في العودة إلى النقاش حول صفقة الأسرى، والموقف في هذا الشأن واضح، وأن الحكومة سعيدة بعودة الأسرى المحررين إلى عائلاتهم"، لكنه شدد على أن "الهدف الأساسي الذي بقيت الحكومة من أجله هو تحقيق جميع أهداف الحرب، وعلى رأسها القضاء التام على الفصائل الفلسطينية عسكريًا ومدنيًا، وضمان أن قطاع غزة لن يشكل أي تهديد مستقبلي على إسرائيل".

وادعى سموتريتش أن حكومته "اتخذت قرارات صائبة"، مشيرًا إلى أن "تأثير حزبه على عملية صنع القرار كان كبيرًا".

وأضاف: "من بين القرارات المهمة، منع إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني يوم السبت الماضي، والحكومة تشارك في سلسلة خطوات من شأنها تغيير التاريخ وتعزيز أمن إسرائيل وقوتها لعقود قادمة على جميع الجبهات".

وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، شدد سموتريتش على أن حكومته تعمل على تغيير "معادلة القوة"، مضيفًا: "في العامين الماضيين، أحدثنا ثورة استيطانية، والآن نُحدث تغييرًا جذريًا في السياسة الأمنية أيضًا".

وزعم: أن "أي منطقة تضم إرهابيين ستُعامل مثل مخيم جباليا في غزة"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية أكبر في المخيمات الفلسطينية.

وقال: "لقد انتهى عهد الحذر المفرط، من الآن فصاعدًا، الجيش سيستخدم الدبابات والقصف المكثف في أي منطقة يجد فيها تهديدًا".

كما دافع عن سياسة إخلاء المدنيين من بعض المناطق، قائلًا: "تم إجلاء عشرات الآلاف من سكان المخيمات حفاظًا على حياتهم، ولمنح الجيش القدرة الكاملة على القضاء على البنية التحتية للإرهاب".

وأضاف: "لن نسمح بعد الآن بأن يستخدم الإرهابيون المدنيين كدروع بشرية".

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال سموتريتش: إن "إسرائيل لن تسمح بتأخير الميزانية"، مشددًا على أنها "يجب أن تدعم جميع متطلبات الحرب".

وقال: "كما هو معلوم، الجيش يتقدم بناء معدته، العمليات العسكرية الواسعة تتطلب اقتصادًا قويًا وإدارة مسؤولة".

واعتبر أنه "في العامين الماضيين، حافظنا على الاقتصاد رغم التكاليف العالية للحرب، وهذا ينعكس في قوة الشيكل، وأداء البورصة، وانخفاض البطالة"، كما رفض فكرة ربط الميزانية بقانون التجنيد، مشددًا على أن "التجنيد قضية يجب أن تُناقش بجدية، لكن لا يمكن تأخير الميزانية بسببها".

وقال: "لن نقبل بأن تكون الميزانية رهينة لأي مساومات، يجب أن تمرر فورًا لضمان استمرار العمليات العسكرية وإعادة بناء المستوطنات المتضررة في الشمال ومحيط غزة". لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة إدخال تغييرات في قانون التجنيد لضمان "انخراط آلاف الحريديين في الجيش".

وأضاف: "هذا هدف لن نتنازل عنه، وسنعمل على تحقيقه بطريقة تناسب المجتمع الحريدي".

وختم سموتريتش حديثه الإشارة إلى أن حكومته لن تتراجع عن "إعادة تشكيل الواقع الأمني في إسرائيل"، قائلًا: "هذه الحكومة ستُذكر باعتبارها نقطة تحول تاريخية، عند انتهاء ولايتنا، ستكون إسرائيل أكثر أمنًا مما كانت عليه بعد 30 عامًا من أوهام أوسلو والتنازلات والاحتواء الخاطئ".