تعتبر تربية الطفل من أكثر المهام صعوبة على الإطلاق، وفي نفس الوقت إحدى أكثر الوظائف متعة.
إذ يسعى الآباء غالباً إلى توفير حياة مثالية لأطفالهم قدر استطاعتهم، لكن في بعض الأحيان يميلون إلى تجاوز الخط الرفيع بين تلبية احتياجات أولادهم والانغماس في رغباتهم حتى يصبحوا مدللين.
ويمكن أن يكون للتدليل المبالغ عواقب سلبية على نمو الطفل وسلوكه وعلاقاته المستقبلية، وفق صحيفة Times of India.
1. السلوك الفاسد
إن فهم ما يؤدي إلى تربية طفل مدلل هو الخطوة الأولى في معالجة المشكلة.
فالإفراط في تدليلهم بالممتلكات المادية أو الاهتمام المفرط أو الاستسلام الدائم لمطالبهم يمكن أن يؤدي إلى إفسادهم، عندما يحصل الأطفال باستمرار على ما يريدون دون فهم مفهوم الحدود، فربما يتطور لديهم شعور بالاستحقاق، كما يمكن أن يخلق الانضباط غير الكافي بيئة لا يتعلم فيها الأطفال ضبط النفس وأهمية احترام القواعد والحدود.
وبدون هذه الدروس، يمكن أن يصبح الأطفال متطلبين ومقاومين للسلطة. وحتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يتعرض الأطفال لسيل مستمر من الصور والقصص التي تعزز المادية والاستحقاق. كما يمكن أن يلعب ضغط الأقران أيضاً دوراً مهماً في تشجيع الأطفال على البحث عن الإشباع الفوري لمتطلباتهم.
2. نوبات الغضب والثورات المتكررة
يظهر الأطفال المدللون غالباً نوبات غضب وثورات متكررة عندما لا يحققون ما يريدون، ويمكن أن يصيح الأطفال غاضبين، ويلجأون إلى العناد وعدم التعاون أو الاستجابة، ما يجعل من الصعب على الآباء التحكم في سلوكهم.
وللسيطرة على تلك الحالات، يحتاج الآباء أنفسهم إلى مساعدة الطفل على فهم مشاعرهم وإدارتها من خلال تعليمهم طرقاً صحية للتعبير عن أنفسهم، يجب تشجيعهم على استخدام الكلمات للتعبير عن مشاعرهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع الإحباط. يمكن في أي مرحلة العمل على تعليم الطفل ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وتقديم العواقب لنوبات الغضب أو الثورات.
3. قلة الامتنان
يمكن أن يأخذ الأطفال المدللون ما لديهم كأمر مسلم به ولا يظهرون سوى القليل من الامتنان أو لا يظهرون أي امتنان للجهود التي يبذلها آباؤهم أو الآخرون لإعالتهم. سواء كان ذلك جهاز بلاي ستيشن أو أحدث إصدار من الكمبيوتر اللوحي، فإنهم لا يظهرون أي مشاعر أو امتنان للمواد المقدمة.
ينصح الخبراء بضرورة التأكد من تشجيع الطفل على التعبير عن الامتنان من خلال محاكاة الآباء سلوك الامتنان بأنفسهم، وأن يتم شرح أهمية تقدير ما لديهم والاعتراف بجهود الآخرين.
يمكن أيضاً محاولة تقليل تكرار الهدايا المادية وتشجيع التعبير غير المادي عن الحب والمودة، يجب أن يتعلم الطفل أن الحب والسعادة لا يعتمدان فقط على الممتلكات المادية.
4. صعوبة في التواصل الاجتماعي
يواجه الأطفال المدللون في الكثير من الأحيان تحديات في تكوين الصداقات والحفاظ عليها لأن استحقاقهم وافتقارهم إلى الممارسة في المشاركة والتسوية يجعل من الصعب عليهم التواصل مع أقرانهم، ويمكن أن يجدوا صعوبة في استيعاب مفهوم الأخذ والعطاء في العلاقات، ما يمكن أن يؤدي إلى صراعات ونقص في التعاطف.
يوصي الخبراء بضرورة التركيز على تعليم التواصل والتعاطف وتشجيع المشاركة في الأنشطة الجماعية وتكوين علاقات صحية والحد من المكافآت المادية.
5. الاستحقاق في جميع البيئات
يكون لدى بعض الأطفال المدللين شعور قوي بالاستحقاق. ويعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة، وقد يطلبون ذلك من الوالدين وغيرهم.
يؤكد الخبراء على أهمية تعليم الطفل أن يأخذ في الاعتبار مشاعر واحتياجات الآخرين، يمكن أن يساعدهم التعاطف على فهم أن احتياجات ورغبات الجميع مهمة، وليس فقط احتياجاتهم ورغباتهم، يجب أيضاً أن يتم وضع حدود وتوقعات فيما يتعلق بما يحق للطفل الحصول عليه. إن توضيح أن الامتيازات يتم الحصول عليها من خلال السلوك المسؤول وليس من خلال عدم الاحترام ونوبات الغضب.
6. الهوس المادي بالتجارب الحقيقية
يمكن أن يركز الأطفال المدللون بشكل مفرط على الممتلكات المادية، ويقدرون الأشياء على التجارب أو العلاقات، فمثلاً بالنسبة لهم، تعتبر ساعة أبل الجديدة أكثر أهمية من رحلة عائلية أو مغامرة.
يحذر الخبراء من خطورة هذا السلوك وينصحون بضرورة التركيز على شرح أن التجارب والعلاقات أهم من الممتلكات المادية. يمكن من خلال قضاء وقت ممتع مع الطفل وصنع ذكريات وإظهار مدى قيمة الاتصالات الهادفة، أن يتم القضاء على هذا السلوك الخاطئ، كما يمكن تقليل التعرض للرسائل المادية وضغط الأقران من خلال وضع حدود لوقت الشاشة، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات.
7. الافتقار إلى الاستقلالية
يواجه الأطفال المدللون صعوبة في اكتساب المهارات الحياتية الأساسية والاكتفاء الذاتي لأنهم معتادون على أي كل شيء يقوم به الآباء من أجلهم.
لكن الخبراء يرون أنه لم يفت الأوان أبداً لتعيين المهام المناسبة لعمر الطفل والتي تتطلب منه تحمل مسؤولية نفسه, يمكن أن يشمل ذلك الأعمال المنزلية والنظافة الشخصية والواجبات المدرسية, ثم يتم منحه ببطء الحرية في اتخاذ الخيارات ضمن حدود معقولة، بما يمكن أن يساعده على تطوير الشعور بالاستقلال والمسؤولية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها