الحارث الحصني
يدور الحديث هنا في الأغوار الشمالية، عن واحد من أكثر الأماكن في فلسطين تسجل فيها في أشهر الصيف درجات حرارة.
وبتأهب وحذر شديدين، ينتظر برهان بشارات يومي السبت والأحد المقبلين، إذ أن تحذيرات جادة بارتفاع درجات الحارة بشكل لافت فيهما.
وهذا لا يسعف بشارات الذي لا تمضي فيه ماشيته، في فترتي الصباح والمساء، أكثر من أربع ساعات في المراعي، وهو يسكن في مكان يعد من أكثر الأماكن في فلسطين التي ترتفع فيه درجات الحرارة صيفا.
ففي خلة مكحول، الواقعة عند الشريط الشرقي للضفة الغربية، المحاذي للحدود الأردنية- الفلسطينية، تتخطى درجات الحرارة فيها صيفا حاجز الأربعين مئوية.
ويعطي تطبيق حالة الطقس على الهاتف المحمول للرجل أن درجات الحرارة خلال اليومين المقبلين ستتجاوز الــ45 مئوية. ومنطقيا، هذه ليست درجات حرارة مناسبة لحياة طبيعية.
وللبقاء ضمن هذه الظروف، فإن عائلة بشارات بحاجة لمضاعفة جهودها لتوفير متطلبات المعيشة الأساسية لها ولماشيتها، في حين فإن الأرقام التقديرية تظهر حجم ما تعانيه العائلات في أيام الصيف الملتهب.
وعائلة لديها عشرات رؤوس من الماشية، يعمل رجلها بجهد مكثف لتوفير الاحتياجات الرئيسية لها، ووفرة المياه والمراعي ركيزتان أساسيتان لذلك.
يقول بشارات: "في حالة ارتفاع درجات الحرارة، أحتاج كل يومين لعشرة أكواب مياه لسقاية الماشية، وهذا رقم كبير مقارنة بأيام الصيف العادية التي يحتاج فيها كل ثلاثة أيام"، غير أن تكرار العملية كل يومين يسبب عبئا كبيرا على الرجل الذي يلاقي لهيب الأغوار بثبات.
وفي أيام الصيف الحارقة، تكثر القصص المروية عن معاناة الفلسطينيين في أماكن مهددة من كل الجوانب.
ورغم وفرة المياه في المكان، فإن حوالي 32 مليون متر مكعب سنويا من عمليات تنقيب الاحتلال الإسرائيلي عن المياه فقط، معظمها مخصص للاستعمال من قبل المستوطنات، إلا أن حصة الفلسطينيين تكون شبه معدومة، وذلك أن خطوط المياه الضخمة جميعها تصل للمستوطنات القريبة من خيام المواطنين.
والأرقام الواردة عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية "بتسيلم" تقول: "تصل مخصصات المياه لصالح 9,400 مستوطن في المنطقة الناتجة من عمليات (التنقيب عن المياه، من نهر الأردن، المياه العادمة، ومن مجمعات المياه الاصطناعية)، إلى حوالي 45 مليون متر مكعب سنويا.
وبسبب الواقع المفروض، يضطر بشارات لجلب المياه مدفوعة الثمن عبر صهاريج معدة لذلك، من أماكن تبعد عن سكنه بعض الأحيان أكثر من 30 كم.
يقول بشارات: "أدفع 20 شيقلا مقابل كوب الماء الواحد".
والتحذيرات التي أطلقتها دائرة الأرصاد الجوية جاءت بناء على ارتفاع ملموس، غدا السبت، على درجات الحرارة لتصبح أعلى من المعدل العام بحدود 7 درجات مئوية.
كما الأرصاد بأن يكون الجو يوم الأحد المقبل شديد الحرارة، ويطرأ ارتفاع أخير على درجات الحرارة لتصبح أعلى من المعدل العام بحدود 9 درجات مئوية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها