تقرير: زكريا المدهون
لم يحتمل قلبه الصغير أصوات الانفجارات القوية الناتجة عن صواريخ أطلقتها طائرة حربية اسرائيلية على شقة قريبة من بيتهم قبل ان يهرب الى حضن والده ليحتمي به لكن دون جدوى.
الطفل تميم محمد داوود ابن الخامسة كان يلهو مع شقيقته، لكن الاحتلال الاسرائيلي سرق فرحتهما بعد قصفه بشكل مباشر عمارة سكنية قريبة في قلب مدينة غزة.
تميم ذلك الطفل الذي كان يملأ بيت عائلته حيوية ونشاطا ويأمل بمستقبل وحياة كلها أمل وأمان، حرمه الاحتلال الإسرائيلي من تلك الأمنية بعدما زرع الخوف والهلع في قلبه.
لم يجد هروبه إلى حضن والده الذي كان طفله المدلل أن ينعش قلبه الصغير من شدة الانفجار المفاجئ الذي هز منطقة برج داوود في قلب مدينة غزة.
عشرات الأطفال ارتقوا خلال اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السنوات القليلة الماضية دون محاسبة من المجتمع الدولي أو المنظمات التي تعنى بالأطفال.
حاول الأب المكلوم انقاذ قلب طفله دون جدوى، ما اضطره مسرعا لنقله إلى أحد مستشفيات مدينة غزة في محاولة لإنقاذ حياته، لا سيما انه كان يعاني من ضعف في عضلة القلب.
يقول الاب: "كان تميم قبل القصف بصحة جيدة وشعلة من النشاط، وتوقف عن تناول العلاج، وهو يدرس في الروضة ومن المجتهدين".
ويضيف: "كان الموقف جللا، تجمع الأطباء حول جسد تميم الصغير محاولين انعاشه من شدة الصدمة دون جدوى، فجرى نقله الى غرفة العناية المكثفة لمدة 8 ساعات ليفارق الحياة الى جوار ربه".
وتساءل الأب بحرقة وحزن، "ما ذنب تميم، ماذا فعل لهم، ما ذنب السكان الآمنين الذين يقتلون بدم بارد ودون سابق انذار؟".
من جهتها، اتهمت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين، قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل الأطفال الفلسطينيين من دون سابق انذار.
ووثقت الحركة على موقعها الالكتروني قتل قوات الاحتلال العديد من الاطفال بغزة، واتهمتها باستهداف البنايات السكنية والمنشآت المدنية بمن فيها من مدنيين، خاصة الأطفال، وهي سياسة ثابتة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى أعلى المستويات السياسية والعسكرية، وفق الحركة.
وأكدت الحركة العالمية أن الصمت الدولي وعدم وجود رغبة وإرادة دولية لمساءلة دولة الاحتلال عن جرائمها بحق الفلسطينيين، رسالة حماية لها من عدم المساءلة، الأمر الذي يشجعها على المضي بانتهاكاتها لحقوق أطفال فلسطين وتصعيدها، خاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة الحالية.
وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 60 طفلا خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2021، فيما بلغت حصيلة الأطفال الشهداء خلال العدوان الذي شنه على القطاع في شهر آب عام 2022 واستمر لمدة يومين، 17 طفلا.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن صدمتهم بعد استشهاد تميم، فعلق هشام الدغمة على حسابه قائلا: "لم يتحمل قلبه طغيانهم... ولم يستوعب عمره الصغير هذا الظلم. ارتقى إلى جنان النعيم ابن اخ زوجتي الطفل تميم محمد داود (5 سنوات) بعد تعرضه لنوبة هلع شديدة اثر العدوان والقصف الوحشي على غزة الحبيبة".
أما آمال زقطان فعلقت: "أولادهم وعائلاتهم في ملاجئ محصنة، وأولادنا وأهلنا في ذمة الموت".
المصدر: وكالة أنباء وفا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها