أطلقت جامعة فلسطين الأهلية، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الدولي بعنوان "التربية الرقمية ومستقبل تكنولوجيا التعليم - توجهات وحلول إبداعية" في قصر المؤتمرات ببيت لحم.
وأقيم المؤتمر تحت رعاية ومشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، وبمشاركة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، بدعم من البنك الإسلامي العربي وشركة آيرس للحلول التفاعلية.
كما شارك في المؤتمر رئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الأهلية داود الزير، ووكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصري صالح، ورئيس جامعة فلسطين الأهلية عماد الزير، ورؤساء وممثلو الجامعات ومدراء المؤسسات التعليمية وممثلو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وخبراء ومختصون.
ونقل أبو مويس للحضور تحيّات الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د. محمد اشتية، شاكراً القائمين على المؤتمر، "الذي يأتي انعقاده بالتزامن مع الثورة المعلوماتية المتسارعة"، لافتا أن المؤتمر يكتسب أهميةً خاصة كونه يتناول موضوع التربية الرقمية وتكنولوجيا التعليم، خاصة بعد الدور الذي أدته التكنولوجيا خلال جائحة كوفيد 19".
وقال إن "منظومة التعليم الفلسطينية تمكنت من الاستمرار على الرغم من محدودية الجهوزية من ناحية البُنية التحتية والمهارات الرقمية، وكذلك خصوصية المادة التعليمية التطبيقية والفنية ومصداقية التقييم، ومحدودية التحقق من الأهداف والمخرجات التربوية".
وأضاف أبو مويس: "أحدثت تكنولوجيا التعليم ثورة في طريقة تعلمنا واكتساب المعرفة. ومع تقدّم التكنولوجيا، أصبح مستقبل تكنولوجيا التعليم أكثر إبداعاً وابتكاراً، حيث يحتل التعليم الرقمي موقع الصدارة في هذا التحوّل، ويقدّم مجموعة واسعة من الأدوات والموارد لجعل التعلّم أكثر سهولة وفعالية. وإن أحد أهم الاتجاهات في التعليم الرقمي هو استخدام الذكاء الاصطناعي AI مثل ثورة “ChatGPT” والتعلم الآلي(ML)، بحيث يتم استخدام هذه التقنيات بالفعل لتخصيص خبرات التعلّم، وتكييف المحتوى مع أنماط التعلّم الفردية، وتقديم ملاحظات في الوقت الفعلي للمعلمين والطلبة. ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي أيضاً في أتمتة المهام الإدارية، وتحليل البيانات، مما يوفر وقتاً ثميناً للمعلمين للتركيز على التدريس".
وأضاف: "هناك اتجاه إبداعي آخر في التعليم الرقمي وهو استخدام الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، حيث يمكن لـ VR و AR إنشاء بيئات تعليمية رائعة تحاكي مواقف وسيناريوهات الحياة الواقعية، ويمكن أن يكون هذا مفيداً بشكل خاص في مجالات مثل الطب والهندسة، حيث يتيح للطلبة التدرّب والتجربة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة، ويمكن للواقع الافتراضي والمُعزّز أيضاً أن يجعل التعلّم أكثر جاذبية وتفاعلية، ما يساعد الطلبة على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أكثر فعالية".
وتحدث أبو مويس عن مخاطر الذكاء الاصطناعي التي يجب معالجتها؛ لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل مسؤول، ووضع مبادئ توجيهية ولوائح واضحة، لضمان تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي مع مراعاة السلامة، ومراقبة مخرجاتها بحثاً عن أي علامات على التحيز أو سوء الاستخدام".
وفي كلمته، أكد رئيس جامعة فلسطين الأهلية عماد الزير أن الجامعة تدرك مسؤولياتها العظام في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والبيئية والأقتصادية والتحولات التكنولوجية المتسارعة وانعكاساتها على الفضاء التربوي والتعليمي، لتبقى محافظة بثبات على دورها الريادي في إنتاج المعرفة وصناعة وتأهيل الكوادر البشرية، والمساهمة في رسم مستقبل التعليم الفلسطيني بالشراكة المستدامة مع مؤسسات الوطن".
وقال الزير إن "المؤتمر يأتي تحت شعار "توجهات وحلول إبداعية" ليعكس أهمية إعمال الفكر والإبداع في خلق التحولات وضرورة استدراك الوقت في وضع الرؤى وإعداد الخطط وتنفيذ المبادرات الفعالة لضمان وجودنا في خارطة التعليم الرقمي، وضمان انخراطنا في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من ذكاء اصطناعي وحوسبة كمية، وواقع افتراضي، ومعزز، وغيرها".
وقال إن الجامعة تسعى إلى تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا المتسارعة والحفاظ على الهوية الذاتية للطلبة، والتأكد من الاستخدام الامثل للتكنولوجيا بما يضمن الفعالية القصوى، والرقابة، وضبط جودة الأداء من خلال قياس المخرجات التعلمية.
وأعلن الزير عن إطلاق مركز التعليم الرقمي في جامعة فلسطين الأهلية والذي سيعمل يداً بيد مع المدارس والجامعات والوزارات ومؤسسات المجتمع المعنية ليكون بمثابة حاضنة لأفكار رقمنة التعليم (EduTech) وتطوير القدرات ورفع كفاءات الطلبة والمعلمين، وتزويدهم بتقنيات وبرمجيات حديثة.
بدوره، أعرب مساعد مدير عام البنك الإسلامي العربي لإدارة الفروع نظام الزامل، عن "فخر البنك بالعلاقة المتميزة التي تجمع بيننا وبين مؤسسات المجتمع المحلي وخاصة التعليمية منها ومن ضمنها جامعة فلسطين الأهلية".
وقال إن "رعاية البنك لهذا المؤتمر تأتي ضمن التزامه بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه واهتمامه بقضايا التعليم على وجه الخصوص، وأن البنك قدم حوالي 644 ألف دولار أميركي في العام الماضي 2022 في جانب المسؤولية الاجتماعية في كافة القطاعات، تركزت في التعليم والصحة ومحاربة الفقر، إلى جانب القطاعات الأخرى الثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها.
وانطلقت أعمال المؤتمر بجلسة حوارية أدارها رئيس جامعة فلسطين الأهلية، بمشاركة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، الذي قال إن الوزارة واجهت مهمة صعبة في بداية التحول الرقمي إثر عدم جاهزية البنية التحتية، لكنها عملت على تطوير البنية التحتية ونجحت في ذلك.
وأضاف أن الحكومة واكبت التحول الرقمي من حيث البرامج والتطبيقات، وأنشأت نظام حوسبة سحابية موجود بسعة 300 تيرة وتسعى لرفعه لـ 2000 تيرة، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على تطوير مهارات الموظفين لتتواءم مع التحول الرقمي.
من جانبه، قال صالح إن التحول الرقمي لم يعد "ترفاً بل بات ضرورة ملحة للجميع"، مشيرا إلى الجهود "الجبارة" التي تقودها في مواجهات تحديات التحول الرقمي، وأهمية وجود تكنولوجيا التعليم لتحقيق المساواة في التعليم.
وشدد على أهمية وجود مساقات إجبارية في الجامعات، في موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا التعليم.
من جانبه، أكد رجل الأعمال عمار العكر أهمية الاستثمار في مجال تكنولوجيا التعليم، داعيا الشركات الكبرى لدعم الشركات الناشئة في هذا الاتجاه.
وحث الجامعات على دعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة، من خلال إنشاء حاضنات للأعمال، لافتا أن أهم تخصص يحتاجه سوق العمل في المسقبل هو علم البيانات، والشركات القوية هي التي تمتلك معلومات وبيانات.
من جانبه، قال نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الأكاديمية أحمد جنازرة، أن التحول الرقمي هو عملية شاملة وتحتاج إلى عدة محاور أهمها البنية التحتية، وتهيئة العاملين، مضيفا أن الجامعات يجب أن تعمل على تطوير بنيتها التحتية لتتواءم مع التطور النوعي في المجال التكنولوجي العالمي.
وتناولت الجلسة الأولى من المؤتمر محور "أدوات ونظم التعلم الرقمي"، فيما تناولت الجلسة الثانية محور "الأسس النظرية والتطبيقية للتربية الرقمية وتكنولوجيا التعليم وأخلاقياتها".
وتتواصل أعمال المؤتمر حتى يوم غد، ويتناول محورين ويناقش 10 أوراق علمية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها