حين ندعو الإدارة الأميركية إلى التدخل الفوري للضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها أحادية الجانب، فإننا لا نفعل ذلك كطلب نجدة، وإن كنا قبل هذا اليوم طالبنا وما زلنا نطالب المجتمع الدولي من على منصاته الشرعية، بقوات دولية لحماية شعبنا من بطش الاحتلال، وسياساته الدموية العنيفة، التي يواصلها ضد شعبنا الأعزل، وإنما نحن ندعوها أساسًا، لتتحمل مسؤولياتها الأخلاقية، والسياسية الدولية أولاً، لطالما أنها مازالت تتحدث عن أنها المسؤولة في هذا العالم، عن الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، والعمل من أجل تأمين الأمن والاستقرار في مختلف مناطق الصراع أينما كانت...!!
ثم إننا ندعو الإدارة الأميركية للتدخل الفوري، من أجل أن نرى ترجمة فعلية لخطابها الداعي لحل الدولتين، قبل أن تأتي عليه المحرقة التي باتت الصهيونية الدينية تضرم نيرانها، لا في اقتحامات أتباعها من المستوطنين وبالغل العنصري البغيض، للأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي الشريف فحسب، وإنما ضد بيوت الفلسطينيين الآمنة في قراهم، وبلداتهم في الضفة الفلسطينية المحتلة، وتحت حماية وحراسة جيش الاحتلال، والنيران التي أشعلوها في بيوت حوارة لخير دليل على ذلك.
وندعو الإدارة الأميركية كذلك، لكي نعلن لها، وللعالم أجمع أن حربًا دينية تسعى الصهيونية الدينية إلى إشعالها في هذه المنطقة الحيوية من العالم، باقتحاماتها التلمودية العنيفة، لمقدسات المسلمين في القدس والخليل، وكذلك اعتداءاتها على مقدسات المسيحيين في المدينة المقدسة، فإذا ما اندلعت هذه الحرب لن يكون في هذه المنطقة سوى الفوضى، والعنف، والإرهاب، ولعلها ستأتي على الأخضر واليابس فيها.
باختصار إنها دعوة لتتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها بهذا الشأن، لمنع اندلاع حرب من هذا النوع المدمر، طالما أنها مازالت تدعو إلى وقف التصعيد، وتحقيق الأمن والاستقرار، لتخليق البيئة المناسبة للتفاوض البناء، من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بتحقيق حل الدولتين.
ليس من الحكمة، ولا التعقل، ولا المسؤولية، أن تسمح أية دولة في عالم اليوم، وفي هذه الألفية الجديدة، التي تعد بمتغيرات حداثوية، وسياسية كبرى، لحرب دينية أن تندلع في هذه المنطقة الحاضنة لكل مقدسات الأمم والشعوب، خاصة الولايات المتحدة، بحكم خطابها الأخلاقي، والسياسي، الذي تواصل إشهاره كهوية حضارية وإنسانية لها، الذي على أساسه تشرعن تدخلاتها حتى العنيفة، في كل مكان تقريبًا، من هذا العالم .!!
لا تدعوا "نتنياهو" و "بن غفير" و "سموتريتش" يشعلون هذه الحرب، فلا بد من التصدي لذلك، وأي تردد في هذه الطريق، سيجعلها ممكنة، ولات ساعة مندم..!!
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها