أكدت جامعة الدول العربية، أن اختيار عنوان مؤتمر القدس "صمود وتنمية" الذي ستنطلق أعماله غدًا الأحد، يهدف إلى دعم وتعزيز صمود أهل القدس باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، ويخوضون معركة يومية بصمودهم، وتمسكهم بهويتهم ورباطهم في المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
وأكدت الجامعة العربية، أن دعم المقدسيين سياسيًا واقتصاديًا من خلال الاستثمارات، واجب على العرب، وعلى كل محبي وأنصار السلام في العالم.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي: "إن مشاركة سيادة الرئيس محمود عباس في المؤتمر لها دلالات مهمة، خاصة أنه يعقد تنفيذًا لقرار القمة العربية الأخيرة في الجزائر، والتي أوصت بعقد مؤتمر دولي حول القدس".
وأضاف: أن المؤتمر يهدف أيضًا لعرض قضية القدس على الرأي العام العالمي، خاصة ما يجري من انتهاكات وجرائم إسرائيلية ممنهجة، بهدف إفراغ المدينة من سكانها الفلسطينيين، إضافة لمحاولات تهويد المسجد الأقصى.
وأشار رشدي إلى أن الجامعة العربية حرصت على أن يكون في المؤتمر صوت فلسطيني من أهل المدينة، ومن الخبراء والناشطين السياسيين، بهدف إيصال صوتهم، وشرح تفاصيل ما يحدث في القدس، وخطورة أهداف الاحتلال الإسرائيلي على الوضع التاريخي والقانوني فيها، خاصة بلدتها القديمة، التي يحاول الاحتلال فرض واقع جديد، وتغيير الوضع القائم، وطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية.
وأوضح أن ما يجري في القدس من انتهاكات يومية واقتحامات للمسجد الأقصى، قد يؤدي إلى إشعال الأوضاع في المنطقة، وما يترتب على ذلك من تبعات خطيرة، لأن للقدس خصوصية وحساسية، كما أنها تحظى بأهمية في وجدان العالم.
وتابع أن الأمانة العامة عملت منذ إصدار قرار عقد المؤتمر إلى التنسيق المباشر مع دولة فلسطين، ليخرج في أفضل صورة، مضيفًا أن نسبة المشاركة والحضور بالمؤتمر عالية، وتشمل ملوك ورؤساء وقيادات، وهذا بمثابة تعزيز الرسالة المطلوبة، بأن يشعر الجميع بخطورة ما يجري في القدس.
وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي والتنمية بتعزيز صمود أهل القدس، أكد رشدي، أن الأمانة العامة حرصت خلال التحضيرات أن يكون هذا البعد حاضرًا، في كيفية صياغة محور اقتصادي واستثماري متوازٍ مع المحور القانوني، وذلك بالتشاور مع دولة فلسطين لكي ينتج المؤتمر ثمارًا عملية وملموسة.
وقال: "تمت دعوة عدد من المستثمرين والاتحادات العربية المعنية بالاستثمار والصناديق السيادية، وكل من له علاقة بالتنمية والاستثمار في العالم العربي، للمساهمة العملية في دعم صمود المقدسيين، لأن الاحتلال يمارس التمييز الصارخ ما بين القدس الشرقية والغربية، بهدف حصار الشعب الفلسطيني وتهجيره من المدينة".
وشدد رشدي على أن أحد أساليب المقاومة والصمود، هو تعزيز الاستثمار بالقدس والبلدة القديمة منها، حيث ستعرض عدة مشاريع من خلال المؤتمر، وكيفية مساهمة المستثمرين والقطاع الخاص بشكل عملي في دعمها وتنفيذها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها