التصق مصطلح الشهيد بالجندي الذي يدافع عن الوطن، تروي دماءه أرض الوطن في المعركة، لكن الشهيد الفلسطيني بات مصطلحًا للطفل، والجنين، والشاب، والفتاة، والمرأة، والشيخ، والمسن، والشرطي، والصحافي، والطبيب، والممرض والأسير، والمزارع في أرضه، وطالب العلم في وطنه، وتبدلت وتنوعت أساليب الإجرام الصهيوني بحق الشهداء، فكان الإعدام الميداني والإهمال الطبي، والقنص، وحرق العائلات في بيوتها، وقنابل الغاز، وقصف الطيران، وإغراق مراكب الصيد، واستشهاد الشباب أثناء الاقتحامات اليومية للقرى والبلدات والمدن الفلسطينية، واستشهاد الأجنة في بطون أمهاتهم على حواجز الانتظار، وترك الجرحى ينزفون حتى الموت وغيرها من الأساليب التي يندى لها الجبين والتي تؤكد إرهاب واجرام العدو الصهيوني المتغطرس الذي لا يقيم وزنًا لأعراف ولقوانين دولية وإنسانية.                                 

 

في يوم الشهيد الفلسطيني، العطاء مستمر لم يتوقف، الشهيد يودع الشهيد، والأم تحمل نعش ولدها، والأب يبارك شهادة ابنه وهو راضٍ ومحتسب، والشهادة أصبحت ثقافة يومية، والأم تفقد ولدها فتزغرد وتبارك له، وأبناء شعبنا يهتفون ( يا أم الشهيد نيالك ريتها أمي بدالك)، فالشهيد يرقد بسلام وهو مطمأن في قلوب شعبه، لأنه يعلم تمامًا بأن هناك من سيكمل المسيرة التي بدأها والتي أرسى مداميكها، والأحياء منا ينتظرون، ويعلمون بأن الشهداء هم مشاعل طريق الحرية، وهم من عبدوا لنا طريق العز والفخار، وهم ملح الأرض، وهم أكرم منا جميعًا، وهم أنبل بني البشر، هم الأرض وسمائها، هم نسيمها وعبيرها، هم جبالها وصحاريها هم موج بحرها وريحها، وهم تين الأرض وزيتونها، وهم تلالها وروايبها، هم مساجدها وكنائسها، هم وجعنا وفرحنا، المجد لهم والخلود لهم في يومهم المجيد، لهم منا العهد والوعد، بأن نحافظ على دمائهم الطاهرة بالاستمرار بالثورة حتى النصر أو الشهادة.