توالت ردود الأفعال الشعبية والرسمية الأردنية على استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري الذي ارتقى، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء"، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المرضى.
وأكدت شخصيات أردنية، أن الأسير أبو حميد شكل عبر مسيرته عنوانا للتضحية، فكان رمزا إنسانيا، ضاهت تجربته الطويلة في الأسر هو والعشرات من رفاقه، تجربة المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا، محذرين من تمادي اليمين المتطرف المتغول في حكومة الاحتلال.
وقال وزير البلديات الأسبق والكاتب والمحلل السياسي الأردني ناصر قشوع: "عندما نتحدث عن فلسطين فإننا نتحدث عن قضية بحجم الإنسانية، قضية عبرت عن ذاتها بذاتها، فأصبحت عقيدة، فأينما كانت فلسطين وأينما حلت، كانت العقيدة الأسمى عند كل شعوب الدنيا".
وأضاف: "كما نيلسون مانديلا أصبح يشكل رمزية لمعنى الظلم، فإن الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية لديها آلاف نيلسون مانديلا ، وناصر أبو حميد، هو الشاهد الحاضر، حيث استشهد فداء لفلسطين وفداء للقيم الإنسانية وفداء للحق".
وأكد قشوع "أن فلسطين ستنتصر وسينتصر صوت الحق على صوت القوة، هكذا يقول الشعب الفلسطيني المستمر في نضاله، وهكذا أراد ناصر أبو حميد أن يرسل رسالة من المعتقل، من مكان التعذيب والاضطهاد، حيث كان الاحتلال يمارس كافة أشكال الإرهاب والتطرف والغلو والإقصاء".
وتابع: "كما شكلت شيرين أبو عاقلة نموذجا يحتذى، ها هو ناصر أبو حميد يقول أنا من سجني سأبقى الأقوى، لأن فلسطين ستبقى حرة عربية والقدس ولن تكون إلا عاصمة للدولة الفلسطينية. ناصر أرسل رسالة بدمائه ليقول إن الشعب الفلسطيني لديه أكثر من ستة آلاف معتقل، أما آن لهذا القيد ان ينكسر، وأما آن لهذا الاحتلال ان ينجلي ويذهب بعيدا".
من جانبه، قال رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني فايز بصبوص: "نعزي الشعب الفلسطيني وكافة أحرار العالم باستشهاد البطل ناصر ابو حميد، شهيد الإنسانية، ونحن في الأردن دعمنا مناشدات السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه".
وأكد "أن لجنة فلسطين حذرت وما زالت تحذر، من أن التحول تجاه اليمين الفاشي الأكثر تطرفا في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، سيؤدي إلى ممارسات أكثر عنصرية وتطرفا، وفي هذا المجال فإننا ندعو وبكل وضوح إلى دعم غير مشروط للشعب الفلسطيني وإلى حماية دولية له، والتي باتت ضرورة ملحة، لأن سياسة التصفية الميدانية أصبحت ركيزة من ركائز هذا الاحتلال".
بدوره، قال نائب نقيب المهندسين الزراعيين السابق نهاد العليمي إن النقابات المهنية الأردنية طالما وقفت الى جانب قضية الأسرى، مؤكدا أن ناصر أبو حميد كان مثالا للصبر على الجلاد.
وطالب العليمي من جميع القوى النقابية والحزبية تبني قضية الأسرى كونها قضية إنسانية وذات ابعاد سياسية، مشددا على أن الأسير أبو حميد والعشرات من رفاقه قدّموا أعمارهم رخيصة في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية والأمة العربية.
من جانبه، دعا مقرر لجنة الاسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال، فادي فرح، الجميع الى الوقوف لجانب الأسرى الذي قدموا حريتهم واستشهد العشرات منهم في المعتقلات، مشيرا إلى أن الاردن لدية العشرات من الأسرى والمفقودين في سجون الاحتلال.
وقال إن أبو حميد كان من بين الذين لبوا نداء الواجب وساروا على درب من سبقهم من أبطال فلسطين، وحقهم على الجميع أن يقف معهم ولأجلهم.
من ناحيته، قال الصحفي إيهاب مجاهد إن الاحتلال الإسرائيلي طالما تمادى في استهتاره للقانون الدولي الإنساني، مطالبا وسائل الإعلام بفضح جرائمه بحق الأسرى، خاصة المرضى منهم، مشددا على أن "الاحتلال اغتال جسد الأسير القائد ناصر أبو حميد، ولكنه لم يغتل عزيمته وإصراره"، وأن أبو حميد "كان يردد حتى آخر نفس في حياته أنه فخور بانتمائه لشعب عظيم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها