أحيت وزارتا العدل والتربية والتعليم، بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بوقفة تضامنية في مدرسة الساوية- اللبن الثانوية المختلطة، التي تتعرض لانتهاكات مستمرة من الاحتلال ومستوطنيه.
وشارك بالفعالية محافظ نابلس إبراهيم رمضان، ووزيرا التربية والتعليم مروان عورتاني، والعدل محمد شلالدة، وممثلون عن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، ووفد حقوقي رفيع يضم طيفا من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وطلبة المدارس والأهالي.
وأكد الشلالدة أن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا تعتبر جريمة ضد الإنسانية، وذلك عبر حرمان الإنسان الفلسطيني من حقه بالتعليم وأسرلة التعليم، مشددا "لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك من أجل مساءلة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: جئنا للتنديد بالإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية المخالفة لكافة الاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقيات اليونسكو وميثاق الأمم المتحدة، فلا بد من مساءلة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية وأمام أي قضاء دولي آخر.
وأشار شلالدة إلى أن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال ترتقي لجريمة فصل عنصري وأبارتهايد من قبل السلطة القائمة بالاحتلال بالضفة والقدس، خاصة التدخل في المنهاج الفلسطيني وإلغاء كلمات النكبة والشهداء.
وأضاف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أخذت قرارا بإحياء النكبة في 15/5 العام القادم بقاعة الجمعية العامة، وأن هذا رد على القرار الإسرائيلي التمييزي العنصري بمنع إحياء النكبة، كما يؤكد أن موقف المجتمع الدولي مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه بتقرير المصير وتأكيد حقه بالتعليم دون جدار واستيطان واحتلال.
وأشار إلى ان حقوق الإنسان الفلسطيني وحقه بالتعليم ما زالت منتهكة من السلطة القائمة بالاحتلال، وأنه لا بد من موقف دولي من أجهزة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التي تقف فقط من أجل الاستنكار والإدانة والشجب، وعلى المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن اتخاذ قرار وفقا للفصل السابع من أجل إلزام إسرائيل باحترامها وتطبيقها للقرارات والمعاهدات الدولية.
من جهته، قال مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الانسان عصام العاروري، "في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ينتهك كل بند من بنود هذا الإعلان في فلسطين، أولها الحق بالحياة حيث نمسي ونصبح على شهداء، وحركتنا مقيدة، ومصادرنا مهدورة، وحقنا بالتعليم والعمل والصحة والتنقل".
وأكد أن الاحتفال اليوم يحمل رسالة تعبر عن إصرار شعبنا على الحياة وعلى نيل الحرية والاستقلال ومواصلة الحياة رغم الاحتلال، وأن هؤلاء الأشبال والزهرات يعبرون عن إرادة شعبنا الحرة، وأن الأجيال القادمة من شعبنا ستكون أكثر تمسكا بهويتها الوطنية.
وطالب العاروري العالم بأن يتحمل مسؤوليته ويتوقف عن النفاق وبيع الكلام، وإلزام الاحتلال باحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
بدوره، قال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، إن الاعتداءات التي تشهدها مدارس الساوية- اللبن تعبير صارخ وانتهاك لبنود هذا الإعلان، خاصة الحق بالتنقل.
وأشاد رمضان بصمود أهالي الساوية- اللبن، مؤكدا أنهما حلقة قوية من حلقات النضال الفلسطيني، وقال إن ما جرى صباح اليوم من إزالة العلم الفلسطيني يعتبر انتهاكا صارخا، وإن العلم الفلسطيني يمثل السيادة الفلسطينية ويجب أن يكون خفاقا فوق كل مبنى فلسطيني.
وأضاف "أطفال الساوية هنا تحت العلَم، نحن هنا موجودون ولن نتزحزح عن هذه الأرض ولن تكون هناك إلا المقاومة حتى نصل لحقوقنا".
وأكد رئيس مجلس قروي اللبن الشرقية يعقوب عويس أن الاحتلال يمارس يوميا عربدة وانتهاكاته بحق الطلبة والمدارس، بإعاقة وصول الطلبة والاعتداء عليهم واعتقالهم، وكذلك عربدة المستوطنين على الطرقات.
وأشاد بجهود وزارة التربية والتعليم ووزير التربية بتعزيز صمود الطلبة وتقديمها للاحتياجات اللازمة للمدارس في القرية، مؤكدا أهمية التعليم في مواجهة الهجمة الاستيطانية التي تواجهها البلدة.
وتخلل الفعالية عرض كشفي، كما رفع الطلبة لافتات تحمل أرقام القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة المتعلقة بحق الفلسطينيين بتقرير المصير وعدالة قضيتهم، والتي لم تنفذ حتى الآن، كما قدم الطلبة شرحا مفصلا حول الانتهاكات التي يتعرضون لها يوميا من الاحتلال والمستوطنين، وتضمنت الفعالية معرض صور تعبر عن واقع الحال ورصد الانتهاكات من اعتقالات الطلبة والكوادر التعليمية واعتداءات الغاز والضرب وحرق الصفوف.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أزالت فجر اليوم الخميس، العلم الفلسطيني عن مبنى مدرسة اللبن الثانوية للبنات، جنوب نابلس، ووضعت مكانه علم دولة الاحتلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها