قال أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، رئيس الاتحاد العربي للنقابات شاهر سعد، إنه لا يمكن لأهداف العمال أن تتحقق دون حركة عمالية قوية قادرة على الوصول إلى غاياتها العادلة، بما في ذلك تنظيم صفوفهم النقابية داخل نقاباتهم واتحاداتهم العمالية.
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر العام الخامس للاتحاد الدولي للنقابات ITUC، الذي يشارك فيه 213 اتحاداً عمالياً من مختلف قارات العالم، في مدينة ملبورن الأسترالية.
وأثنى سعد على ما جاء في تقرير أمين عام الاتحاد الدولي للنقابات شاران بيرو، مشيرا إلى أنها دشنت به عهدا جديدا من العمل النقابي العالمي المتطلع لتحقيق غايات العمال المشروعة في العدالة الاجتماعية، الأمر الذي يتطلب مثابرة وجهدا عماليا مضاعفا.
وطالب منظمة العمل الدولية بفتح مكتب لها في أراضي عام 1948، لرصد ومتابعة الانتهاكات التي يخضع لها عمال وعاملات فلسطين في سوق العمل الإسرائيلية، بما في ذلك السياسات العنصرية الإسرائيلية بحقهم، بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، ليس من قبل مشغليهم الإسرائيليين فقط، بل ومن قبل الحكومة الإسرائيلية نفسها، حيث يتم حرمان العديد من العمال على نحو متصل وممنهج من حقهم في تلقي العلاج اللازم بعد تعرضهم للإصابة في أماكن أعمالهم، وتركهم لوحدهم يواجهون خطر الموت، وحرمان العمال من حقهم في الحصول على التأمين الصحي، ومكافأة نهاية الخدمة العادلة، وتشغيلهم لساعات طويلة، وعدم منحهم الأجر المتناسب مع هذه الإطالة لساعات العمل، ومعاملتهم بمنتهى القسوة والوحشية على الحواجز العسكرية المخصصة لدخولهم.
وقال: "كما يتعرض عمالنا لابتزاز سماسرة بيع تصاريح الدخول لسوق العمل الإسرائيلية، واستلاب أجورهم الشهرية، وهي تصاريح دخول يجب أن تكون متاحة بالمجان لكل من يرغب بالبحث أو الالتحاق بالعمل في السوق الإسرائيلية، وهذه الظاهرة ما كان لها أن تكون لولا تواطؤ الحكومة الإسرائيلية مع رجال أعمال وضباط مخابرات إسرائيليين.
وأضاف "أن ما تقوم به دولة الاحتلال من اعتداءات مدمرة على قطاع غزة خلال السنوات الماضية، وتدمير مدنه ومصانعه وحقوله، والتسبب بزيادة عديد المتعطلين عن العمل فيه، ودفع شبابه للهجرة خارجه، لا يشكل انتهاكا عابرا للنظم والقوانين الدولية فحسب، بل أصبح تجسيدا لمنظومة متكاملة من السياسات والانتهاكات الإجرامية التي تحظى برعايتها الحثيثة؛ لأنها تجاوزت حد الجرائم الموثقة ضد الإنسانية، وجرائم الحرب الدولية؛ وتستدعي الملاحقة والجلب للمحكمة".
واستذكر سعد أهم محطات الدعم والتأييد لفلسطين التي شهدها عهد شاران بيرو التي أنهت مهامها كأمين عام للاتحاد الدولي، ومنها زيارتها التضامنية لقطاع غزة، وإصرارها على تضمين البيان الختامي للمؤتمر العام الثالث لــ (ITUC)، الذي عقد في برلين في شهر أيار 2014، للمطالب الفلسطينية، وفي مقدمتها مطالبة دولة الاحتلال بالانسحاب الفوري والشامل من الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عام 1967، ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها