"عملنا هو تأمين المحروقات كافة لقطاع غزة بالتعاون والتنسيق ما بين الحكومة في الضفة وقطاع غزة وإسرائيل لتوفير الكميات المناسبة من المحروقات للقطاع لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة"، هكذا بدأ رئيس جمعية البترول والمحروقات في القطاع أبو رائد الشوا حديثه عن أزمة الكهرباء في غزة والذي يعاني حاليا من أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 13 ساعة في اليوم، الأمر الذي أصاب مناحي الحياة بالشلل التام، وينذر بتداعيات بالغة الخطورة على كل الأصعدة. إضافة إلى الحصار والإغلاق، يشرح الشوا أنه فيما يخص مشكلة انقطاع الكهرباء فان الأسباب الرئيسية والمباشرة هو أن كمية السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة الكهرباء في غزة لم يعد يتوفر بالشكل المطلوب، والذي كان مقدما كهبة من الاتحاد الأوروبي، الذي كان يقوم بعملية التمويل. فلكي تعمل هذه المحطة بالطاقة القصوى يلزمها شهريا 13 مليون لتر من السولار الصناعي، ولغاية 1/11/2009 كان التمويل مستمرا من الأوروبيين، ثم توقف التمويل بحجة أن هناك مناطق أخرى في العالم بحاجة أكثر للتمويل من غزة، وأن قطاع غزة أخذ فرصته من هذا التمويل، ومنذ 1/11/2009 تقوم الحكومة في رام الله بدفع كافة النفقات للاسرائيليين لتأمين وصول السولار لقطاع غزة، وفي بداية الأمر لم تستطع حكومة فياض تأمين الكميات الكبيرة من الوقود التي كانت موفرة من الاتحاد الأوروبي، وإنما كانت تقوم بتأمين 6.5 مليون لتر من الوقود الصناعي ومحاسبة الشركة الإسرائيلية الموردة، ثم بدأت الكميات تتقلص شهريا وبالتدريج إلى أن وصلت إلى 3.7 مليون لتر شهريا، والأسباب طبعا لعدم قدرة الحكومة وحدها تغطية هذه النفقات، وكذلك لعدم تحصيل الحكومة لأثمان فاتورة الكهرباء من القطاع بسبب الانقسام الذي حصل في العام2007، وهذه الكمية (3.7 مليون لتر ) لا تكفي إلا لتشغيل مولـّد واحد وبالحد الأدنى، ومن ثم صار هناك توقف لهذا المولـّد بين فترة وأخرى تبعا للظروف". ويرى أن الأمور قد تتحسن خلال الفترة المقبلة لأن عملية التمويل ستؤمن، وسيتم إلزام شركة توزيع الكهرباء في غزة بالجباية التي توقفت منذ أكثر من ثلاث سنوات وبالشكل المطلوب، إضافة لوجود الاتفاق الضمني وغير المباشر ما بين الحكومة في رام الله وغزة باستقطاع أثمان الكهرباء من رواتب الموظفين الذين عليهم ديون للشركة، وهذا يحسّن الجباية ويساهم في دفع جزء من الفاتورة الكلية ولا يحل المشكلة نهائيا، فهناك شريحة كبيرة من المواطنين في غزة عاطلة من العمل وتتلقى المساعدات للعيش، فكيف يمكن لها أن تدفع أثمان الكهرباء.

الحرب الأخيرة حوّلت القطاع إلى صحراء جرداء

وهنا يبرز دور السلطة الوطنية الفلسطينية لسد هذا العجز، ومحاولة التخفيف عن المواطن الغزي الذي يعاني من ظروف لم يسبق لها مثيل، فالحصار من جهة والإغلاق من جهة أخرى إضافة إلى صعوبات الحياة العادية، ليأتي انقطاع الكهرباء و يوقف الحياة كما يصف لنا ذلك أحمد الرقب صاحب مصنع عصير قائلا: "عندما تنقطع الكهرباء عن غزة تنقطع الحياة وينقطع كل شيء عندنا، فلا تعمل المروحة ولا الثلاجة ولا التلفاز ولا أي جهاز كهربائي، فلك أن تتصور الحياة بدون هذه الأجهزة، وأنا كصاحب معمل أتأثر بانقطاع الكهرباء كثيرا، الكهرباء تعني عمل وانقطاعها يعني انخفاض ساعات العمل، وبالتالي يؤثر على إنتاجية المصنع، وعلى عدد ساعات العمل للعمال، وكذلك على رواتبهم، فالأمور مرتبطة بعضها ببعض. فبرنامج الكهرباء الجديد، تنقطع فيه الكهرباء من الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة العاشرة مساء، وفي مناطق أخرى من الساعة العاشرة مساء إلى الثامنة صباحا، هذا البرنامج استثنائي بسبب شهر رمضان المبارك، أما قبل ذلك فكانت الكهرباء تنقطع لمدة اكبر وحسب الظروف زيادة ونقصان". ومع استمرار انقطاع الكهرباء لجأ الرقب لاستخدام موّلد الكهرباء الذي يعمل بالوقود، وهذا يعني بطبيعة الحال أعباء مادية أكبر، وإزعاجا مستمرا نتيجة للصوت الصادر من المولد، ناهيك عن التلوث الذي تسببه الغازات المنبعثة من المولد، ولكن "ما باليد حيلة الحياة يجب أن تستمر، وكتب علينا التأقلم مع هذه الظروف الصعبة". طبعا المولد لا يشغل كل الآلات وإنما جزء بسيط من آلات المصنع ومع الوقت أصبح يفكر جديا بإغلاق المصنع والبحث عن عمل آخر، ولكن المطروح أسوأ من ما هو متوفر الآن له. الأمر الذي دفعه أخيرا للبحث عن بدائل لحل أزمة الكهرباء في غزة، عقب الاتفاق الذي تم بين رام الله و غزة، بشأن وضع حل لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع. وجاء هذا الاتفاق إثر اقتراح تقدمت به شبكة المنظمات الأهلية في غزة، يقضي بأن يتم اقتطاع مبلغ معين من كل موظف لم يسدد فواتير الكهرباء، وكذلك زيادة كميات الوقود المُدخَل من الجانب الإسرائيلي لتشغيل مولد جديد وزيادة كمية الكهرباء القادمة من جمهورية مصر العربية، بحيث تغطي عددا من محافظات القطاع في الوقت القريب. ويناشد  الشوا دول العالم "بالاهتمام بمحطة توليد الكهرباء في غزة، والإخوة المصريين ومن فخامة الرئيس مبارك زيادة كميات الكهرباء الممنوحة لمدينتي رفح وخان يونس، لرفع المعاناة عن المواطن وهذا هو شغلنا الشاغل الآن، خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة. ونحن كجمعية محروقات وقطاع خاص لا نتدخل في السياسة والأحزاب، وإنما ننظر للأمور من ناحية إنسانية ونعمل مع جميع الأطراف لحل هذه المشكلة"، مردفا أن هناك موضوعا آخر يجب الحديث عنه وهو أن الاحتلال وبعد الحرب الأخيرة على غزة، قام بتدمير القطاع الخاص والبنية التحتية التابعة له، وأغلب المصانع وورش العمل والمزارع تم قصفها وتدميرها والى الآن لم يتم إعادة بنائها أو ترميمها، والتي تم إعادة فتحها أصبحت مشلولة بسبب انقطاع الكهرباء، وأبار المياه وكما هو معلوم تعمل بالكهرباء لضخ المياه لكافة أنحاء القطاع، وتوقف الكهرباء يعني عجز في إيصال الكميات المطلوبة للمواطنين. ولولا دخول الوقود عن طريق الأنفاق من مصر لأغلقت جميع المصانع في القطاع، وعلى الرغم أن تجارة الأنفاق غير مشروعة وتضر السلطة، لأنها لا تبني اقتصادا سليما وتنمية، إلا أنها تسد حاجة. الأمر الذي يدفع لمطالبة "الأخوة المصريين بأن تكون هذه التجارة فوق الأرض مع الأخذ بالاعتبار عدم إخلاء مسؤولية الجانب الإسرائيلي الذي يشدد الحصار علينا، والذي قام بنقل أماكن توريد المحروقات من شمال قطاع غزة والمجهز بكافة المخازن والإمكانيات إلى الحدود الجنوبية مع مصر غير المجهزة بالمعدات والمخازن في محاولة لإرباكنا وتعطيل دخول المحروقات، والذهاب باتجاه مصر، واصفا "هذا أمر خطير ويترتب عليه أمور كثيرة ليس الوقت المناسب لها الان". فما بين الاعتماد على جمهورية مصر وإخلاء طرف الجانب الإسرائيلي من المسؤولية، مطلوب إنهاء الاحتلال وإعادة فتح المعابر وترتيبات جديدة يسبقها عودة الوحدة الوطنية أولا، ولكن مصلحة "إسرائيل" أن يبقى الوضع على ما هو عليه لأنها لا تريد رفع يدها عن غزة بالكامل ولا تريد أن تتحمل مسؤولياتها كدولة احتلال.  ويعتبر الشوا قطاع غزة سوقا استهلاكيا لإسرائيل مكملا  حديثه: " قطاع غزة كان سوقا استهلاكيا لليهود منذ العام 1967، وجاءت الحرب الأخيرة على غزة لتؤكد ذلك، بحيث تم تدمير المصانع والمزارع التي بدأت تنافس مثيلاتها الإسرائيلية، والصناعة والزراعة التي بنيت خلال 60 عاما في غزة دمرت في الحرب الأخيرة، وتحول القطاع إلى صحراء جرداء، نحن لا نقبل أن يعيش شعبنا على المساعدات إلى الأبد، فليفتحوا المعابر وليكفوا أيديهم عن غزة ولتعد الوحدة بين الضفة وغزة ونحن كفيلون كشعب فلسطيني بتدبر أمورنا، نحن قادرون على بناء محطة توليد للكهرباء جديدة لقطاع غزة وتعمل على الغاز الطبيعي بدلا من الوقود الصناعي، لأن في ذلك خفض للكلفة يصل إلى 60%، وهذا الموضوع يحتاج إلى موافقات وترتيبات كثيرة والى عدة سنوات للتنفيذ، ويمكن خلال هذه الفترة الاعتماد على مصر التي تمتلك كميات كبيرة من الكهرباء والتي تزيد عن حاجتها، ونحن جاهزون لدفع أثمان هذه الكهرباء في حال تم الاتفاق على التوريد".

 

أي فرض لمنع التجول يعني موت أطفالي جوعا وعطشا

أدى الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الى ظهور مسلكيات جديدة وتغير في طريقة الشراء والتخزين كما يشرح إسماعيل حويحي، إذ تتوقف الحياة بالنسبة له عندما تنقطع الكهرباء، فكل شيء يهدأ، ابتداء من الثلاجة إلى التلفاز فالمروحة إلى بقية الأجهزة الكهربائية الموجودة في أي بيت، وانقطاع الكهرباء الذي يستمر لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، يعني فساد الأطعمة وعدم توفر المياه في الخزانات التي تحتاج إلى المضخات لكي تصل، "لم نعد نشتري حاجات البيت كما في السابق ليس بسبب قلة الدخل وإنما بسبب الخشية من فساد الأطعمة، وأصبحنا نتسوق يوما بيوم وهذا الأمر متعب ومكلف وكذلك خطير، فكما هو معلوم نحن معرضون للاجتياح الإسرائيلي في أي وقت، فالآن اذا اجتاحت القوات الإسرائيلية الحي وفرضت منع التجول، هذا يعني أن يموت أطفالي من الجوع لعدم توفر الطعام والماء لهم، كذلك اللحوم والأسماك أصبحنا نشتري حاجتنا اليومية منها فقط ولم نعد نخزّن الأسماك كما في الأيام العادية وكله طبعا بسبب انقطاع الكهرباء المستمر ولفترات طويلة". والمشكلة أن الجو حار والدنيا صيف وجاء شهر رمضان الكريم في ظل ظروف صعبة، حتى عند التفكير في تجفيف الخضراوات أو اللحوم أو المواد الأخرى، فان الرطوبة العالية لا تساعد في ذلك، "من الممكن أن نتخلى عن كل شيء أما الكهرباء فلا لقد دمرت حياتنا، يقول الرجل.

الكهرباء عصب الحياة وانقطاعها يؤثر على كافة القطاعات، بدءا من المياه التي لا تصل إلى المواطنين واضطرارهم إلى تدبر أمرهم كل حسب ظروفه ومقدرته، فالأخ موفق الكفارنة الذي يسكن أحد الأبراج السكنية يقول واصفا ظروفه: "أسكن في الأبراج في حي النصر، والكهرباء تصلنا حوالي ست ساعات كل 24 ساعة وأحيانا ثماني ساعات في أحسن الحالات، وانقطاع الكهرباء يعني عدم وصول الماء إلى الخزانات لان مضخة الماء لن تعمل، وبرأيي انقطاع الماء أسوأ بكثير من انقطاع الكهرباء، ممكن أن أتحمل الحياة بدون كهرباء ولكن بدون ماء في البيت، الوضع جدا مزر وصعب، البرج الذي أسكن فيه يحتوي على اثنتين وعشرين شقة، فالوضع صعب للغاية بدون الماء، هذا يعني اضطرارنا إلى شراء المياه المعدنية والمكررة ورفعها على الأكتاف إلى الدور السابع والأسطح، الجو حار وهذا العام الحرارة بازدياد وارتفاع غريب، إضافة إلى الرطوبة العالية". في السابق، كان الكفارنة يسكن مع أهله في مزرعة وبيت كبيرين، أما الان فالوضع مختلف، فهو يسكن في شقة لا تتعدى مساحتها الـ120 م مربعا وعائلته الآن كبيرة، ولكن انقطاع الكهرباء يعني توقف كل الأجهزة عن العمل، وخصوصا المروحة، صحيح أنه يستخدم محولات ومولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود، ولكن ذلك "يسبب لنا الإزعاج المستمر لي وللجيران من حولي، فكل شقة لديها الان مولد كهرباء يعني أصبحنا نعيش داخل مصنع ملوّث بالضجيج والغازات السامة، كل هذا يؤثر على أطفالنا وعلينا نحن الكبار، الصداع وألم الرأس الان لم يعد يفارقني من الأصوات التي تصدر عن المولدات، الحياة أصبحت لا تطاق أصبحت سريع الغضب وكثير الصراخ على الأولاد، وأستفز بسرعة وهذا الكلام ينطبق على الكثير حولي، قبل انقطاع الكهرباء كنت أتسوق من المواد الغذائية لشهر كامل، لأنه أوفر لي وأيسر وكذلك بسبب انشغالي في الدراسة في الجامعة، وعودتي المتأخرة للبيت، أما اليوم فأنا مضطر للنزول للسوق بشكل يومي، لشراء حاجات البيت من خضراوات ولحوم، لم أعد استطيع الشراء بكميات كبيرة، بل نصف كيلو من كل صنف، والسبب طبعا عدم القدرة على حفظ الأشياء في الثلاجة لعدم وجود الكهرباء وأصبحت الثلاجة مثلها مثل الخزانة، الان نحن محرومون من شراء اللحم ووضعها في الثلاجة، لأنه سيفسد قبل أن نتناوله، الكثير من الأمور تغيرت بسبب انقطاع الكهرباء".

 

"لم أجد قميصا نظيفا ومكويا لألبسه لأتوجه للجامعة"

شعور بالعزلة عن العالم يحسها المواطن في غزة عند انقطاع الكهرباء، وخشية من أن يطول الوضع ويضطر الناس إلى التأقلم مع هذه الحال، وبين المعاناة والأمل في حل الأزمة ينهي الكفارنة حديثه بضرورة إنهاء الانقسام لعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة قائلا: "أنا وزوجتي طلاب دراسات عليا يعني حاجتنا مستمرة للحاسوب والانترنت، لذلك اضطررت إلى شراء حاسوب محمول، وعندما يأتي تيار الكهرباء ولو كان الوقت متأخرا، نضطر للعمل والدراسة والطباعة واستغلال الساعات التي تتوفر فيها الكهرباء لشحن بطاريات الحاسوب المحمول، ودائما أترك المصباح مضاء في غرفة النوم لكي أعلم متى يأتي تيار الكهرباء لكي أعود للكتابة والطباعة على الحاسوب". أما بالنسبة للغسيل وبسبب ملابس الأطفال الكثيرة وسهولة اتساخها، فيضطرون لفرزه إلى مجموعات وانتظار اللحظة التي يأتي فيها تيار الكهرباء لغسل أكبر كمية ممكنة من الملابس، "أصبحت أفكر في شراء غسالة أخرى لاستغل الوقت وأغسل ملابس أكثر في نفس الوقت، وذلك بسبب موقف حصل قبل فترة حيث لم أجد قميصا نظيفا ومكويا لألبسه لأتوجه للجامعة واضطررت للتوجه لأكثر من مصبغة ملابس في الحي الذي أسكنه ولكن دون فائدة، فالكهرباء مقطوعة على الجميع، وعدت للبيت لألبس قميصا ملبوسا وغير مكوي لأني مضطر للذهاب إلى الجامعة، أمور كثيرة نواجهها الآن بسبب انقطاع الكهرباء منها المضحك ومنها المؤلم وصدق من قال شر البلية ما يضحك، انقطاع الكهرباء يعني انقطاع كل شيء حتى الأخبار لا نسمعها وننعزل عن العالم لحظة ذهاب الكهرباء، فحفل التخرج الذي أقامته الجامعة لنا قبل فترة، لم أتمكن من مشاهدته على التلفاز بسبب انقطاع الكهرباء في الوقت الذي بث فيه البرنامج من رام الله، حرمت من فرحة مشاهدة نفسي وزملائي في حفل التخرج على التلفاز".

 أكثر ما يخشى الآن هو أن يطول الموضوع لسنوات واستمرار المعاناة التي يعيشها المواطن الغزي اذا لم تتحقق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" وتعود الوحدة لجناحي الوطن، للقفز عن الشروط السياسية والنظر للقضية من ناحية إنسانية، لإنجاز مشاريع طويلة المدى لحل مشكلة الكهرباء بغزة والعمل على راحة المواطنين.  فهل سيبقى التفاؤل في الحل وإنهاء الأزمات ككل قائم؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟