لم تعد جملة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" التي ما زالت الولايات المتحدة تكررها، وعلى نحو فج، في الوقت الذي ترى فيه فلسطين وهي تذبح يوميًا بحراب الاحتلال الإسرائيلي،  نقول ونؤكد أن هذه الجملة الأمريكية، لم تعد تعني شيئا سوى أنها جملة الخديعة العنصرية التي تسعى لغسل يد القاتل من دم ضحاياه ...!!

إنه الغياب المعيب للنزاهة. إسرائيل التي يعد جيشها حسب التصنيف العالمي، الثامن عشر في هذا العالم، والذي يمتلك مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، مع ترسانة اقتصادية بالغة، ودعم مالي أميركي غير محدود، بينما فلسطين التي لا وجود لها في أي تصنيف عسكري، ولا تملك شيئًا من ترسانة إسرائيل الحربية، ولا الاقتصادية، وليست هي القوة الاحتلالية، وإنما هي المحتلة، فلسطين هذه مطلوب منها وهي تنزف في كل لحظة، أن تصدق الجملة الأمريكية، والعالم باسره يرى ويعرف، دون أن يعترف،  أنه ليس  هناك أية قوة عسكرية في هذا المحيط، تهدد حياة إسرائيل ، حتى النضال الوطني الفلسطيني المشروع، إنما هو نضال ضد الاحتلال والعدوان، ومشروعه للسلام الممكن، هو مشروع حل الدولتين، الذي لايضمن حق الحياةوالوجود فقط، وإنما كذلك حسن الجوار والتعايش، بما يؤكد حقيقة فلسطين الأخلاقية، ومصداقية نبذها للعنف والإرهاب، وسعيها للسلام الذي يؤمن للجميع حياة الأمن، والاستقرار، والازدهار .

لن نفهم  جملة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، من أي طرف كان وباية صيغة كانت، سوى أنها الجملة التي تبيح لأسرائيل شن الحرب، متى تشاء وكيفما تشاء ضد فلسطين وشعبها، وهي في الواقع تشنها دائمًا، ومن طرفها وحدها، وتواصلها بمنتهى العنف والتوحش.

وإنها الآن ليست المعايير المزدوجة فقط، بل هي المعايير المنحازة لقيم الغرب الاستعماري، طالما ظل المجتمع الدولي في صمته المريب، الذي لا تغطيه الاستنكارات الخجولة، وعلى هذا المجتمع بكل دوله وقواه، شرقًا، وغربًا، شمالاً، وجنوبًا، أن يعرف أن لفلسطين شأنها في التحدي والصمود والمطاولة، حتى أن شاعرنا قال ذات يوم "ولو أنا على حجر ذبحنا لن نقول نعم، وأجل لن نقول نعم أبدًا للظلم والاحتلال والعدوان .

لن نقول نعم ولكنا أيضًا لن نسمح أن نذبح، لا على حجر، ولا على  غيره، سنقاوم ونحن متمسكون بثوابتنا الوطنية، وبمشروعنا لتحقيق سلام فلسطين، سلام الحق، والعدل، والكرامة، والنزاهة، وهذه هي فلسطين أيها العالم .

 

المصدر: الحياة الجديدة