ما زال نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول إنقاذ ائتلافه وحكومته التي لا تصلح إلا للسقوط، فقد حاول بفشل ذريع أن ينقذ ائتلافه الممزق وأن يدعي أن خياراته الإسرائيلية هي خيارات كل الإسرائيليين، ولعله يبذل محاولات خرقاء في الأيام القادمة.

صورة الموقف الفلسطيني أكثر ثباتًا ووضوحًا، ولقد قدمها رئيسنا ورأس شرعيتنا أبو مازن بشكل حاسم وواضح في لقاءاته مع الوفد الأميركي الذي التقاه في رام الله، والتعبير عن الموقف الفلسطيني، قدمه سيادة الرئيس على أساس أن ثوابتنا هي حقوقنا، وأولها أننا سنتصدى للأسلوب العدواني الإسرائيلي بكل ما نملك.

كما أصر سيادة الرئيس على حسم الالتباسات الأميركية بالنسبة لشعبنا وحقوقه، وفي المقدمة ضرورة رفع منظمة التحرير من القائمة الأميركية، وكذلك ملء الشواغر في الموقف الإسرائيلي الذي يستفيد من هذه النواقص في القرار الأميركي، فتم التشديد على المطالبة بفتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

أميركا وبعض أصدقائها الإسرائيليين، كانوا يروجون منذ فترة طويلة، أن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وشطب نافذة دبلوماسية سيضعف الموقف الفلسطيني، ولكن اتضح أن النضال الفلسطيني مستمر وفي تصاعد وأن مكانة المنظمة تلقت كثيرًا من التأييد في العالم رغم انشغال العالم في مخاوف حرب عالمية على خلفيات النزاع الروسي الأوكراني.

ثقة الفلسطينيين بأنفسهم وبثوابتهم، واستعداداتهم النضالية العالية التي يراها الجميع هي من المكونات الأولى القوية في طرح ثوابتنا واستحقاقاتنا في الاستقلال.

إنهاء الاحتلال رغم الهروب الإسرائيلي الدائم، لكن الحقيقة الفلسطينية لها المكانة الأولى وسط هذا الفشل الإسرائيلي.

المصدر: الحياة الجديدة