مسيرة الأعلام الإسرائيلية، اشترك فيها آلاف من الإسرائيليين وخاصة الأقل قيمة، وهم المستوطنون، لكن الانطباع العام الذي خرج به الجميع، إن هذه المسيرة كانت غبية وفاشلة على كافة المستويات، وبالنسبة إلى كافة المعاني، فالمسيرة التي كانت بالنسبة للمستوطنين وسيلة ارتزاق حتى على المستوى الإسرائيلي لم ينظر إليها باي درجة من الاحترام، والأكاذيب التي تمسك بها المستوطنون لم ينتبه لها أحد فقد ظلت القدس ملفوفة برداء مقدس لم يمس رغم التهريج ونطنطة القرود، والانطباع العميق الذي خرج به الجميع، إن القدس قدسنا القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وهذه هي الحقيقة الكبرى التي خرج بها الجميع، منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897، ونحن الشعب نراقب مسيرة الحركة الصهيونية صاحبة المشروع، ونحن نراقب ونتابع سلوك القوى المسيحية الصهيونية الذي أحدث هذا الكيان الشاذ بأكثر مئات وآلاف المرات مما يحتاج اليه، وعندما كان الأمر يتطلب قول كلمة حق ليس إلا كنا نراهم في أميركا

وأوروبا كنا نشاهد العنف يملأ المكان ولا نسمع كلمة واحدة من الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، ومنذ ذلك الوقت تعلمنا إن الموتى لا يتكلمون، وما أكثر الأمثلة في العالم التي تساوقت مع قضيتنا بل إن بريطانيا التي سلمت فلسطين لاسرائيل أو الحركة الصهيونية انسحبت من فلسطين حتى لا تتحمل أية مسؤولية عن الوضع الجديد الذي نشأ، وأن بريطانيا نفسها فرضت انتدابا على فلسطين من اجل تسليمها لإسرائيل.

القضية الثانية، أن من يقول عن نفسه ان الشرعية الدولية والمجتمع الدولي يصوم عن الكلام والفعل ولو بالحد الأدنى، وما يمر به المجتمع الدولي والشرعية الدولية من صمت مخجل، ومن صمت أحمق ليس جديدًا على الإطلاق.

الحمد لله، انهم رغم اختياراتهم لنا اسم اللاجئين، ما أسرع أن يتحول إلى صوت اعدنا صياغته فلسطينياً بشكل جديد، وهي اننا على حق والحق هو الله، وإننا اخترنا القتال لأننا نؤمن أنه كلما اقتربنا من الخطر والموت، بايدينا نعود ونصنع أوج الحياة.

إسرائيل سارقة الحق وسالبة الحياة، لن نكون أبدًا قطرة خارج السيطرة، بل هي مدى السيطرة وفي مدى تلقي العقاب الذي يجب أن تلقاه كاملاً، فاستدعاء بعض الحاخامات وبعض المستوطنين لكي يصرخوا في شوارع القدس، لن يغير من الحقيقة شيئًا على الإطلاق. فلسطين موجودة وشعبها موجود وقدسها في قمة الحضور، لست يتيمة يا فلسطين، فالشعب الذي صنع بدايته بيديه في معركة، والشعب الذي صنع ثورة الحجارة، والشعب الذي صنع أسراه والرؤات الخالدة للصمود، ليس مثل أولئك البلهاء الذين خرجوا في مسيرة الأعلام وهم لا يعرفون اي منقلب ينقلبون.

 

المصدر: الحياة الجديدة