لمناسبة الذكرى الـ٧٤ لنكبة فلسطين والذكرى الـ١٥ لمأساة مخيم نهر البارد، نظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الشمال وقفة جماهيرية نصرةً لفلسطين ودعمًا لمطالب أهالي مخيم نهر البارد، بحضور أمين سرّ فصائل (م.ت.ف) وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، ورئيس بلدية المحمرة الأستاذ عبدالمنعم عثمان، وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية، وفعاليات ومرجعيات وطنية ودينية واجتماعية، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشمال وقرى الجوار، اليوم الجمعة الموافق ٢٠-٥-٢٠٢٢ أمام ساحة الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم نهر البارد.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها مصطفى أبو حرب، توجه فيها إلى الحاضرين بتحية فلسطين وبعبق دماء الشهداء المتدفق ذودًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال: "١٥ عامًا مرت على نكبة مخيم نهر البارد، وأيُّ نكبة حلت فوق الرؤوس وذهبت بجنى العمر، ولكن العزاء بأننا وأدنا الفتنة التي كانت تستهدف لبنان، وخرجنا تحت ضمانات بأن النزوح مؤقت، والعودة مؤكدة، والإعمار حتمي".
وتابع: "ولكن بين هذه الوعود ضاع المخيم من بين أيدينا بنسيجه الإجتماعي وذكريات الطفولة وما حملنا معنا من فلسطين، ولكن قلعة مخيم نهر البارد لن تسقط من الداخل، وإن الأخلاقيات الثورية والنضالية التي تربى عليها أبناء المخيم كفيلة بأن ينهض هذا المخيم بأهله من تحت الركام متمسكين بعزة فلسطين وإباء المناضلين".
وتساءل أبو حرب: "ألم يئن الأوان كي ينتهي الإعمار، ونعطي التراخيص المؤجلة لأهلنا في حي الجديد، ويفتح المخيم أمام الجوار كي يعود كما كان عاصمة ثقافية واقتصادية واجتماعية؟! لماذا هناك سلاح متفلت، وتفشٍ للمخدرات؟ هل المراد إسقاط هذه القلعة بشبابها المتفوقين علميا والمحافظين اجتماعيا؟
وأكد أبو حرب فشل كل المؤامرات التي تستهدف هذه القلعة، مشيرا إلى أن نهر البارد هو الأسرع بالتضحية من أجل فلسطين.
ثم استعرض آخر التطورات والتحديات التي ترتفع في وجه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى جرائم العدو الصهيوني، ومؤكدا بأن الأقصى عصي على رقاب بني صهيون، وأن اندحار الصهاينة عن أرضنا بات وشيكا.
وأشاد ببطولات شعبنا الفلسطيني بضياء حمارشة ورعد الحازم وداوود الزبيدي وبتضحيات أسرانا البواسل، مؤكدا الوحدة الوطنية من أجل الدفاع عن أرضنا.
وأضاف: "٧٤ عاما وسقط رهانهم بأن الكبار يموتون والصغار سينسون، فأنَّى لهم ذلك وجولدا مائير ماتت مقبورة، وبقي رجالنا وشبابنا وأطفالنا يقارعون الإحتلال.. نُقلت الراية من سلفٍ إلى خير خلف".
وختم: "يرونها بعيدة، ونراها قريبة، وإننا لمنتصرون".
ومن جهته أشار الأستاذ عبد المنعم عثمان إلى أنه في هذه الذكرى الأليمة تتجدد حكاية النضال من أجل العودة، وفجر التحرير يلوح مع تدفق دماء الشهداء والجرحى وأنين الأسرى الذين يسطرون أروع ملامح البطولة في مواجهة سياط الجلادين.
كما أشار إلى حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حقوقه وأرضه بكل الوسائل والطرق، مؤكدا حتمية العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
كلمة الفعاليات ألقاها الحاج أبو محمد بشر، حيث دعا إلى ترسيخ الوحدة الوطنية للرد على جرائم الإحتلال، وحيَّا صمود أهلنا المرابطين في فلسطين والقدس.
وطالب الأنروا بضرورة الإسراع في إعمار ما تبقى من مخيم نهر البارد، وإنهاء ملف التعويضات للمخيم الجديد، وإعادة تفعيل خطة طوارئ لأهلنا في المخيم.
كلمة الشيوخ الأفاضل ألقاها فضيلة الشيخ هيثم السعيد، حيث أشار إلى ٧٤ عامًا من النكبة والغربة وسيل دمائنا لم يتوقف، ٧٤ عامًا وشهيد تلو الشهيد وجريح تلو الجريح وأسير تلو الأسير حتى يبزغ فجر التحرير والحرية بشعب يسطر أروع البطولات متوكلا على الله عزّ وجلّ رغم تآمر وتخاذل المجتمع الدولي الذي هو سبب نكبتنا.
وتابع: "إذا تسلح العدو بالقوة، فإننا نتسلح بالحق، وإذا غلبت القوة مرّة، فإنّ الحق سيغلب ألف مرة".
ووجه التحية إلى شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات وللمرابطين في الأقصى.
كلمة هيئة مناصرة فلسطين ألقتها الأخت نوال حسن وأبرز ما جاء فيها: "لم تستطع أساليب العدو العسكرية والإعلامية من سلب إرادة شعبنا، بل زادته قوة وايمانا رغم انحياز القوى العظمى للمحتل وتوفير له سبل البقاء ليفعل ما يريد ويخرق القوانين والأعراف الدولية، وليس آخرها تصفية الأيقونة الإعلامية شيرين، حيث لاحق جثمانها كيدًا وحقدًا وعنصرية.. ومهما فعلوا لن يسكتوا صوت الحقيقة".
كلمة الأندية الرياضية ألقاها الأخ أبو شادي غنيم حيث أكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وهويته الوطنية، موجها التحية لشعبنا المناضل في فلسطين وللمرابطين في القدس.
وطالب الأونروا بإعادة تفعيل برنامج الطوارئ حتى استكمال الإعمار، وناشد جميع المعنيين للسعي نحو حلّ قضية ملعب الشهداء الخمسة المتنفس الوحيد لأبناء شعبنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها