نظمت جبهة التحرير الفلسطينية إحتفالاً في الذكرى الثالثة والعشرين للشهيد طلعت يعقوب أمينها العام السابق لاستشهاده على طريق الحرية أمام قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في مخيم البرج الشمالي.
حضر الاحتفال فعاليات سياسية وحزبية ووفود من الأحزاب والقوى الفلسطينية، وقد رحب بالحضور عضو قيادة الجبهة أبو جهاد علي موجها التحية لأرواح شهداء فلسطين ولبنان ولروح الشهيد طلعت يعقوب.
وألقى كلمة منظمة التحرير أبو باسل جمال حيا فيها روح الشهيد طلعت يعقوب والتي تتزامن مع الذكرى السابعة للرئيس الشهيد ياسر عرفات وحيا شهداء لبنان الذين استشهدوا من أجل لبنان وفلسطين شهداء المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
وأكد أن المصالحة تسير بخطوات ثابتة وراسخة هدفها تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأضاف أن الثورة الفلسطينية المعاصرة التي اطلقها شهيدنا الكبير ياسر عرفات وحامل أمانتها الرئيس أبو مازن وإخوانه في القيادة الفلسطينية مستمرة حتى تحقيق الاهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وأولها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الى ديارهم، والانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة عام1967، وأكد أن لا تراجع ولا تنازل عن أي من ثوابت وأهداف شعبنا وسنعتمد لأجل تحقيقها كل سبل وطرق النضال والمقاومة المحقة والمشروعة، وأشار إلى أننا أحوج ما نكون لتعزيز الصف الوطني وفاء لروح الشهداء الرئيس الرمز ياسر عرفات وطلعت يعقوب ورفيق دربه فارس فلسطين أبو العباس وأبو علي مصطفى والشقاقي والياسين وكل الشهداء، ولمواجهة كل مخططات الاحتلال، الرامية لإفشال المشروع الوطني الذي كان يحلموا بتحقيقه.
وبعدها ألقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة فوجه التحية للحضور باسم قيادة الجبهة وأمينها العام الدكتور واصل أبو يوسف، وأكد أن ذكرى استشهاد الشهيد القائد طلعت يعقوب الأمين العام السابق للجبهة تتزامن مع ذكرى شهداء عظام قضوا على درب الحرية والاستقلال والعودة حيث امتزج الدم الفلسطيني بالدم اللبناني ليصنع أروع ملاحم البطولة في كل بقعة من بقاع الارض اللبنانية وداخل فلسطين وخارجها وفي مقدمتهم رمز فلسطين وقائد المسيرة الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات الذي حمل غصن الزيتون بيد وبندقية الثائر باليد الاخرى ليعلن أمام العالم فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي وليؤكد على عدالة القضية الفلسطينية حتى استشهاده في مقر المقاطعة برام الله وهو بقي على مواقفه غير آبهاً للحصار والعدوان والتهديدات، وأكد الشهيد الرئيس ياسر عرفات للعالم أن الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه وقدس أقداسه وعن تاريخه وحضارته.
وأضاف جمعة كما تزامنت هذه الذكرى مع ما سطرته المقاومة في لبنان وما قدمته من شهداء في سبيل تحرير الارض فكان عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، كما تزامنت مع ذكرى وثيقة استقلال فلسطين التي رسمت لوحة النضال لتوجه رسالة الى العالم بأن الاحتلال الى زوال مهما كانت التضحيات دفاعا عن الحق الفلسطيني والقضية الوطنية وعن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا ما أكد عليه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة بأن الحق الفلسطيني فوق كل اعتبار، ومن هنا جاء التصويت لصالح فلسطين في اليونسكو بالدولة الفلسطينية والعمل من أجل تكريس وجود الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة صراع لن يتنهي مع الاحتلال على كافة الصعد السياسية والدبلوماسية وتفعيل المقاومة الشعبية حتى لا يبقى هذا الاحتلال على الارض الفلسطينية.
وفي هذه اللحظات أستذكر موقف الرفيق الشهيد القائد طلعت يعقوب الذي وقف في المجلس الوطني الفلسطيني " دورة الشهيد القائد ابو جهاد الوزير" ليعلن مع رفيق دربه القائد الشهيد أبو العباس استعادة وحدة جبهة التحرير الفلسطينية وسط تصفيق حاد من اعضاء المجلس الوطني في الجزائر، ولكن فارق الحياة اثر نوبة قلبية حادة بعد يوم واحد على ذلك حيث وقف القائد الشهيد الأمين العام أبو العباس الذي حمل أمانة الشهيد والآلام والدموع تنهمر من وجهه ورفاقٍه، وقال كلمة يبدوا لي كم هو الفراق صعب، فكان طلعت حريصا دائما على وحدة وتنظيم الجبهة، فالشهيد طلعت له تاريخ مجيد حافل بالعطاء والصدق، وفي نفس الوقت حافل بالتضحيات، فأعطى قدر المستطاع، دفاعاً عن حقوق وتطلعات شعبنا وأمتنا، وبعد سنوات من النضال التحق به الشهيد القائد أبو العباس الذي لم يتخلى عن رؤيته القومية ولم يفقد الامل والثقة التامة بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وبقدراته الكفاحية، وبحتمية انتصار حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية، وكان مؤمنا بالبعد القومي للقضية الفلسطينية وهذا ما تجلى باستشهاده في معتقلات الاحتلال الامريكي في العراق.
وقال جمعة ان أبرز ما تتعرض له منطقتنا العربية في هذه الظروف من هجمة امريكية غريبة لإجهاض صحوة الشعوب العربية وتقويض حرية الشعوب في الاختيار والارتقاء نحو الافضل، تحت يافطة الحرية والديمقراطية التي تدعو إلى صونها ونشرها الإدارة الامريكية، وهنا نتسأل هكذا تصان حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وأين هو حق الشعب الفلسطيني في إستعادة أرضه وتحقيق حلمه في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارههم حتى يعيشوا مثلهم مثل بقية شعوب العالم.
وحيا جمعة مواقف لبنان الشقيق بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقدم التهاني للبنان في عيد الإستقلال وأضاف نحن ضيوف على اشقاءنا اللبنانيين ونتمنى على الحكومة اللبنانية النظر في الحقوق المدنية والانسانية للشعب الفلسطيني.
ووجه التحية لشهداء لبنان وفلسطين وأحرار العالم الذين استشهدوا من أجل فلسطين، وقال لاتزال الطريق التي رسمها الشهداء بدمائهم الطاهرة تستحث خطى العودة إلى فلسطين العربية ولاتزال وصايا الشهداء هي أيقونة السائرين على الدرب، ومثلوا سجاياها ومفاهيمها الثورية والأخلاقية شهداء الجبهة القادة طلعت وأبو العباس وأبو أحمد حلب ورفاقهم سعيد اليوسف وأبو العز ومروان باكير وأبو عيسى حجير وجهاد حمو وأبو كفاح فهد ورموز ثورتنا وفي مقدمتهم الشهيد الرمز الرئيس ياسر عرفات وأبو جهاد الوزير والحكيم جورج حبش وأبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وسليمان النجاب وزهير محسن وعبد الرحيم أحمد وسمير غوشه ومحمود درويش وغيرهم من الأعلام الثورية التي غدت أيقونات خالدة لهذه المدرسة الثورية.
وبعد الاحتفال قامت قيادة الجبهة وممثلي الفصائل والاحزاب اللبنانية بوضع أكليل من الزهور على ضريح الجندي المجهول في مقبرة الشهداء في مخيم البرج الشمالي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها