بمناسبة الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، أقامت حركة "فتح" في منطقة البقاع مهرجانا مركزيا بهذه المناسبة، وفاء منها لروح هذا القائد، لما تركه من ارث تاريخي وثوري وسياسي بين ابناء الشعب الفلسطيني والعربي وكافة احرار العالم.
حضر المهرجان قيادات من تيار المستقبل، حركة أمل وحزب الله وقيادة واعضاء اقليم حركة "فتح" في لبنان وقوى وأحزاب وفعاليات لبنانية وفلسطينية، بالإضافة إلى رجال الدين والعلماء، والهيئات النقابية والحزبية، واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، ومدير الأونروا في البقاع.
افتتح المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم القاها الشيخ صبحي صباح. تلاها الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة وسماع النشيدين اللبناني والفلسطيني.
كانت عرافة المهرجان للدكتور ربيع يوسف الذي قدم المتحدثين.
راعي أبرشية بعلبك الهرمل نيافة المطران الياس رحال حيا في كلمته مسيرة الشهيد ياسر عرفات الذي اصبح منارة لكل أحرار العالم، والذي احيا القضية الفلسطينية بعد ان ركدت لفترة من الزمن بعد تآمر المتآمرين باذلاً نفسه فداء لقضيته وقضية شعبه، مؤكداً على ضرورة مواصلة النضال والجهاد في سبيل تحرير الأرض ونيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
كلمة المقاومة اللبنانية القاها عضو قيادة حزب الله في البقاع الحاج أبو سليم ياغي عبر فيها عن تضحيات الرئيس الرمز الفلسطيني والعربي ياسر عرفات، والذي اقترن اسمه بالقضية الفلسطينية والذي قاد أروع ثورة عرفها العرب والعالم منذ ستينيات القرن الماضي فكانت الثورة الفلسطينية بمقاومتها المسلحة رغم كل الصعوبات وبعتادها المتواضع والتفاف الجماهير حولها السبب الاساس في تحقيق اول انتصار للعرب والذي قادته حركة "فتح" في معركة الكرامة لترفع كرامة وعزة الامة العربية بعد هزيمة عام 1967.
واكد ياغي على ضرورة وحدة الفصائل الفلسطينية بكل أطيافها وتوجهاتها لمواجهة العدو الصهيوني وإفشال كافة المشاريع الامريكية والاسرائيلية التي تنال من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في استرجاع ارضه وقيام دولته. مؤكداً على وقوف المقاومة اللبنانية الى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر واسترجاع اراضيه المغتصبة ودحر الاحتلال.
كلمة حركة امل القاها عضو قيادة البقاع الحاج مصطفى السبلاني والذي عبر بكلمات عن مسيرة القائد ابو عمار الذي حوّل الوجع الفلسطيني الى امل والكلمة الى بندقية تواجه العدو الصهيوني.
مؤكداً على وقوف الحركة الى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته حتى ينال كافة حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الى الاراضي المقدسة.
منوهاً على ضرورة ان تتكاتف الايادي الفلسطينية في مواجهة كل المشاريع التي تنال من كرامة الشعب الفلسطيني والسعي الدائم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كلمة "م.ت.ف" القاها عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد شاهين مركزاً فيها على أمرين وهما تبادل الاسرى والتوجه لنيل عضوية الامم المتحدة. واعرب عن الفرحة التي عمت الشارع الفلسطيني من اجل قضية التبادل دون ان يخفي ان هناك غصة في القلب بوجود عدد كبير من ابناء الشعب الفلسطيني من ضمنهم قيادات تاريخية في الاسر. وابدى تخوفه من خبر تناقلته وسائل الاعلام عن امكانية سحب الطرف الفلسطيني طلب العضوية من هيئة الأمم المتحدة مقابل الإفراج عن مجموعة من الاسرى والمعتقلين وقال ان قضية تحرير الاسرى والتوجه الى الامم المتحدة هما خطان متلازمان يجب السير بهما قدما حتى تحقيقهما.
وطالب القيادة اللبنانية بضرورة اعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان دون النظر اليهم فقط من جانب امني.
وختم كلمته مؤكداً ان اي ثورة عربية سواء في الربيع العربي او غيره لا تكون فيها فلسطين هي البوصلة هي ثورة تشوبها الخلل ويجب تقويمها.
كلمة حركة "فتح" القاها امين سر اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة تحدث فيها عن مسيرة الرمز ياسر عرفات. مؤكدا ان الرئيس عرفات ابدع مقاوماً ونقابياً وسياسياً، حيث شكل مع رفاق دربه ابو جهاد، وابو اياد، وبعض القيادات المؤسسين لحركة "فتح" التي قاومت العدو الصهيوني منذ الخمسينيات حتى يومنا هذا.
مضيفاً ان وحدة كافة الشرائح الفلسطينية والتفافها حول بعضها هي مطلب رئيس واساس في معادلة مقاومة العدو الاسرائيلي.
واكد شناعة، على سير القيادة الفلسطينية على الدرب الذي رسمه الرمز عرفات، والذي قال يوماً دع الف زهرة تتفتح، مرحبا بكل اطياف المجتمع الفلسطيني للمشاركة الفعالة والبناءة مستفيدا من التجارب العالمية التي تقف باحترام وتقدير للتجربة الفلسطينية. واعتبر ان الشهيد عرفات بلغ مرحلة الرمزية التي لن يصل اليها إلا كل مبدع في العطاء السياسي والتواصل الجماهيري حيث اكتسب ياسر عرفات قلوب الفلسطينيين والعرب لأنه كان مدافعا عن قضايا شعبه وامته ومقدساته.
واعتبر شناعة بان الشهيد عرفات صاحب القرار المستقل الذي لم يكن سهلا التمسك به من قبل القيادة والشعب وهذا ما تجسد في معركة الكرامة وكذلك في إعلان الاستقلال عام 1988، حيث كان قرار إعلان الاستقلال رسالة موجهة إلى إسرائيل أولا والى الغرب ثانياً لانه اعترف باسرائيل دون ان يعترف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود. وهذا ما يجعلنا متمسكين بخيار الحصول على عضوية الأمم المتحدة.
واضاف شناعة الى ان طريق المفاوضات لم ينتج شيئاً في ظل التعنت الإسرائيلي، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى المفاوضات إلا بناء على الضوابط التي وضعتها القيادة الفلسطينية وذلك بوقف الاستيطان وتحرير الاسرى وجعل الهيئة الدولية هي المرجع الأساس لأي مفاوضات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها