والقبس في اللغة العربية،  شعلة من نار، الشعلة التي تضيء، وتنور، وفي الكويت العزيزة على قلوبنا، الحميمة في رؤيتها لنا، ودعمها لحقنا في الحرية والاستقلال، ومنذ أن كانت، ومنذ أن أصبحنا قضية عادلة، في الكويت العزيزة التي احتضنت صحافتها، ومؤسساتها، العديد من مفكرينا وكتابنا ومثقفينا،  هناك "القبس" صحيفة لها من اسمها كل النصيب، فهي شعلة الكلمة الأمينة، والصورة الواضحة، والرأي الرزين، نعرفها هكذا منذ أول ظهور لها عام 1972 من القرن الماضي، برئيس تحريرها جاسم أحمد النصف، وقد تعرفنا على إبداعات ناجي العلي، من على صفحتها الأخيرة.

و"القبس" الصحيفة، في النص، والغاية المعرفية الإعلامية، لاعجمة فيها ولا تغريب، تعبيرًا بالغًا عن عروبة الكويت وأصالتها، الأصالة التي احتضنت في تلك الايام الصعبة قادة التأسيس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والتي قالت وما زالت تقول وتؤكد بمركزية القضية الفلسطينية، وخطاب مجلس الأمة فيها، بلسان مرزوق الغانم خطاب عربي فصيح، في دفاعه عن الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة الحرة في دولته المستقلة، بعاصمتها القدس الشريف .

ولأن الكويت، هي هذه الكويت الأمينة الأصيلة، الحال التي جعلتها دولة محورية  في الإقليم، كان لا بد لصحافتها أن تكون صحافة محورية في عالم المعرفة، والإعلام، والصحافة العربية، و"القبس" اليوم في مقدمتها، ولن ننسى هنا طبعًا  مجلة "العربي" الموسوعية التي درسنا عليها طويلاً.

نقول ونوضح كل ذلك تقديرا لصحافة الكويت، ولهذه الشقيقة "القبس"  وتأكيدًا على دورها البارز في عالم الإعلام والصحافة العربية، والأهم في المعنى الحميم، نقول كل ذلك ونوضح، اعتزازاً بطبيعة العلاقات الفلسطينية، الكويتية، الوطيدة تاريخيًا ولطالما كانت الكويت وما زالت تنظر إلى فلسطين وشعبها بعين المحبة، وقلب التألف والتعاضد، وعقل التنور والتفهم الرصين، وهذا ما أكدته مع نهاية العام المنصرم صحيفة "القبس" وبموقف حميم، وهي تختار شعبنا الفلسطيني شخصية العام 2021 وقد قالت إن اختيارنا هذا، للشعب الفلسطيني البطل " هو جزء من إيماننا بعدالة قضيته، وإصرار لمواصلة دعمه ، ولكون فلسطين تصدرت المشهد بالكامل وقدم شعبها أروع الأمثلة في التضحية وفي حقه التاريخي في دولته".

لغة عربية فصيحة بروح العروبة الأصيلة، للكويت العزيزة خالص الثناء وعظيم الشكر، والتقدير، وللشقيقة "القبس" خالص تحيات أهالي الشيخ جراح وسلوان وبرقة وبيتا وكل أبناء شعبنا، وهم يواصلون التقدم في دروب المقاومة الشعبية  للمضي قدمًا نحو تحقيق الحرية والاستقلال، وأينما كانوا في الوطن، والشتات، وقد باتوا اليوم أكثر إيمانًا بحتمية انتصار قضيتهم العادلة، بنبل موقف أشقاءهم الكويتيين، والذين  أكدوا مجددًا دعمهم، ومساندتهم لقضيتهم العادلة، وقدروا فيهم ولهم كل هذه التضحيات التي يضحون، حتى رفعوهم إلى مقام شخصية العام، رسالة للعالم أجمع أن شعب فلسطين، شعب حي مبدع في نضاله الوطني، وله هذا الحق التاريخي، والتطلع العادل، والمشروع في إقامة دولته المستقلة، بعاصمتها القدس الشريف، وهنا تذكرنا "القبس" بموقفها النبيل هذا بصيحة سيادة الرئيس أبو مازن لأبناء شعبه، يوم رفع علم فلسطين في باحة الأمم المتحدة " ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون".

المصدر: الحياة الجديدة