(المضمون: عندما تروج كتب التعليم للكراهية وتتنكر وسائل الاعلام الفلسطينية للكارثة – فان الانضمام الى اليونسكو هو مزحة بائسة).

المقابلة التي أجريت أمس في "معاريف" مع عضو الكنيست احمد طيبي تميزت كما كان متوقعا بالتلاعب والاكاذيب السخيفة. وبلغ الطيبي ذروة حديثه عن مساهمة الشعب الفلسطيني في التعليم، العلوم والثقافة البشرية فقال: "أريحا هي المدينة الاقدم في العالم، القدس هي احد الاماكن الاهم في العالم. البحر الميت الفلسطيني يتنافس على لقب أحد عجائب الدنيا السبعة، والمسجد الاقصى هو درة التاج، ناهيك عن إرث الشاعر محمود درويش، الذي لو لم يكن فلسطينيا لحصل منذ زمن بعيد على جائزة نوبل". هذه هي قائمة الانجازات التي برأي الطيبي يفترض أن تبرر قبول الفلسطينيين في منظمة التعليم، الثقافة والعلوم للامم المتحدة – اليونسكو.

ليس عبثا اختار الطيبي ذكر اسم أريحا (مدينة ما قبل التاريخ ليس للفلسطينيين أي مساهمة في وجودها غير بناء كازينو)، المسجد الاقصى (الذي بناه حسب التقديرات الخليفة عمر عندما وصل من شبه الجزيرة العربية)، والقدس (التي هي بشكل عام يروشلايم وأهميتها ساهم فيها بالذات الشعب اليهودي)، مواقع ذات تعود الى الاف السنين. ولما كان الشعب الفلسطيني اختراعا منذ عشرات السنين، ولما كانت القيمة المركزية لهذا الشعب هي الكراهية المرضية واللاسامية لليهود (مجال فيه أيضا سبق الفلسطينيون غير قليل من الشعوب)، فليس للفلسطينيين قدرة على التباهي بمساهمة ذات مغزى للبشرية في مجالات الثقافة، العلوم والتعليم.

وعليه، فعليهم أن يسرقوا الثناء ليس فقط لوجود مشاريع انسانية كأريحا ويروشلايم، بل وان يسلبوا من الرب الحظوة على وجود البحر الميت. حسن أن الطيبي لم يقترح تغيير اسمه من البحر الميت الى بحر ياسر عرفات. تعبير مناسب بالتأكيد للبحر الميت.

فقرة عجيبة حاول فيها الطيبي خلق انجازات فلسطينية من العدم، تتيح لنا أن نطرح السؤال الذي في العهود العادية ليس مناسبا من حيث السلامة السياسية: ما الذي ساهم به حقا الفلسطينيون للعالم في الستين حتى مائة سنة منذ ان قرروا ان يروا في أنفسهم شعبا؟

في الوقت الذي حظيت فيه اسرائيل حتى الان بعشر جوائز نوبل، وفي الوقت الذي حظي فيه الشعب اليهودي بـ 22 في المائة من جوائز نوبل، فان الطيبي يتباكى على أن الجائزة لم تمنح بعد لمحمود درويش. في الوقت الذي حظي فيه ابناء الشعب اليهودي بـ 50 من اصل 192 جائزة نوبل في الفيزياء وبـ 53 من أصل 199 جائزة نوبل في الطب، يمكن للفلسطينيين أن يتباهوا في أقصى الاحوال باختراع ارهاب الانتحاريين، المخربين الذين خلافا للكاميكازا يوجهون نحو المس بالمدنيين.

الفلسطينيون طوروا هذا المجال ووصلوا الى اجرام غير مسبوق لدرجة أنهم اليوم اصحاب الارقام القياسية في العالم في معدل المخربين الانتحاريين بالمتوسط للفرد الواحد. هكذا حين تذكر الكتب التعليمية بالكتب التعليمية في اوروبا في الثلاثينيات، وحين تسمى الشوارع في رام الله وفي نابلس على اسماء قتلة الاطفال، حين تنكر وسائل الاعلام الفلسطينية الكارثة والمساجد تروج للكارثة الثانية.

في الوقت الذي يجعل فيه الشعب اليهودي أرض اسرائيل أحد الاماكن المميزة على وجه المعمورة التي أصبحت اكثر قدرة، يحتل الفلسطينيون لقبا أعلى في الارهاب البيئي واحراق الغابات. ناهيك عن أن الفعل الوحيد الذي يقومون به في مجال الثقافة عبر عن نفسه في تدمير آثار الموقع الاثري الاهم في العالم – جبل البيت؛ موقع تراث الاضرار التي الحقها به الفلسطينيون تذكر بسقوط الامبراطورية الرومانية على ايدي الهونيين. رقم قياسي عالمي آخر لديهم هو في تلقي المساعدات الانسانية، وذلك على حساب عشرات ملايين الجوعى والمطاردين الذين يحتاجونها حقا. اذا كان احمد طيبي يريد أن يساهم الشعب الفلسطيني في المستقبل مساهمة ذات مغزى للبشرية، فيجمل به أن يتعلم قليلا من الشعب الذي يكرس حياته للتشهير به.

أيها النائب الطيبي، أتريدون أن تحظوا في وقت ما بنوبل؟ دعوكم من قصص ألف ليلة وليلة في الادب واخرجوها من كتب التاريخ. اخرجوا الانتحاريين من يافطات الشوارع ومن التلفزيون واعترفوا بالتاريخ اليهودي وبدولة اليهود. خذوا المسؤولية وكفوا عن تطوير ثقافة تباكي تضع مليون ونصف فلسطيني في يهودا والسامرة (يعيشون على نحو أفضل من كل سكان الشرق الاوسط) في مركز جدول الاعمال العالمي، بينما أفريقيا تذوي وتحتضر.

بالوزير المسؤول. وهم يعتقدون انه يدور عليهم، ولا حاجة للقلق، ليس لديهم نية لان ينثنوا امامه، كما يخيل لاحد ما".

ينبغي التشديد على أن الامور لم يقلها رئيس الاركان او محيطه. تعقيب مكتب وزير الدفاع: "هراء وسوء طوية، لا يوجد أي أمر صحيح في هذه الادعاءات، العكس هو الصحيح. العلاقات بين باراك وقيادة الجيش جيدة، وثيقة وناجعة، المداولات تجري كالمعتاد وهي مهنية ومثمرة، التعاون ممتاز ويوجد هنا مصلحيون يحاولون التخريب".

وعلمت "معاريف" بان المسألة الاستراتيجية المتعلقة بالجدال حول هجوم اسرائيلي في ايران وصلت أيضا الى طاولة مراقب الدولة ميخائيل ليندنشتراوس. التحقيق تفرع من قضية هيرباز ووصل الى علاقات القيادة السياسية والقيادة العسكرية بشكل عام، وتأثير الجدال في المسألة الايرانية على كل الازمة بين غابي واشكنازي وايهود باراك. في اطار التحقيق تحدث رجال المراقب ايضا مع محافل سياسية وحزبية رفيعة المستوى مثل الوزير موشيه بوغي يعلون، الذي دعي لادلاء الشهادة في موضوع هيرباز ولكنه سُئل ايضا اذا كانت برأيه محاولة اقصاء اشكنازي قبل نهاية ولايته وتعيين يوآف غلانت بدلا منه ترتبط بالموضوع الايراني.