تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن الجبهة الشمالية خسرت نحو 70% من قدراته النارية لاستهداف مواقع داخل إسرائيل، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية تصعيد عدوانها على لبنان، ووفقًا لتقديرات قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، فإن العملية البرية في لبنان قد تتواصل لمدة أسابيع قليلة لتهيئة الظروف لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

جاء ذلك بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء يوم أمس الإثنين، نقلاً عن مصادر في الجيش، ووفقًا لمزاعم الجيش الإسرائيلي، فإنه منذ بداية التوغل البري في الجنوب اللبناني مطلع الشهر الجاري، قتل حوالي 1,200 عنصر في الجبهة الشمالية، و2,000 عنصر منذ بداية الحرب، بما في ذلك "7" قادة ألوية، و"21" قائد كتيبة، و"24" قائد سرية.

وبعد حوالي 3 أسابيع من بدء التوغل البري للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، تعتبر قيادة المنطقة الشمالية أنها "حسمت المعركة في قرى خط التماس مع لبنان"، وترى أن "الجبهة الشمالية تكاد لا تتمكن من القيام بتعزيزات فعّالة ولا يستطيع القتال كمنظومة، وتستخدم قدراتها الصاروخية المتبقية وتحاول شن هجمات، ولكن ليس بشكل ملحوظ.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن سكان البلدات الإسرائيلية الذين تم إجلاؤهم من منازلهم شمالي البلاد، سيتمكنون من العودة إليها تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن يعلن الجيش انتهاء العملية البرية، ويقدر الجيش أن العملية ستستمر، بناءً على توجيهات المستوى السياسي، لعدة أسابيع أخرى.

ومن المتوقع أن يعلن الجيش بعد ذلك أن التهديد على البلدات قد زال وأن قدرات الجبهة الشمالية الهجومية قد تم تدميرها، بحسب ما أوضح مسؤولون في الجيش في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وأضافوا: أن "الجبهة الشمالية لم تعد قادره على العمل كمنظمة عسكرية منظمة، وقد تتعرض لأضرار جسيمة في قدراتها على استخدام الطائرات المسيرة".

كما يقدر الجيش أن حوالي ثلثي قدرات الجبهة الشمالية النارية قد تضررت في بداية العملية قبل حوالي ثلاثة أسابيع، وأشار الجيش إلى أن العملية البرية لا يمكن أن تنتهي فقط من خلال العمليات العسكرية، بل يجب أن تصاحبها جهود سياسية للتوصل إلى تسوية.

وقال المسؤولون في الجيش: إن "شرطه في أي تسوية قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار في لبنان، هو أن تُمنح له القدرة على إنفاذ أي الاتفاق يتم بموجبه وقف إطلاق النار في حالة حدوث انتهاكات، كما أن الجيش الإسرائيلي يشترط عدم عودة الجبهة الشمالية إلى منطقة الخط الحدودي، وهو شرط لا ينوي التنازل عنه"، بحسب "هآرتس".

ويدعي الجيش أن عملياته البرية تسببت في فقدان الجبهة الشمالية لمواقع متقدمة في جنوب لبنان، ولن تكون قادرة على شغرها في المستقبل. كما أكد الجيش أنه لم يتم الكشف عن أنفاق تصل إلى الأراضي الإسرائيلية سوى النفق الذي تم الكشف عنه الأسبوع الماضي. وحتى قبل اكتشافه، لم يكن هناك معرفة بوجود أنفاق تعبر الحدود.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته تمكنت من العثور داخل لبنان على العديد من الأنفاق التي تهدف إلى الإمداد والاستعداد للقتال، ويعتقد الجيش أن الخط الأمامي لنظام الدفاع الذي بنته الجبهة الشمالية قد تم هزيمته فعليًا، ويرى الجيش أن القادة الكبار في الجبهة الشمالية الذين لا يزالون على قيد الحياة، قدرتهم محدودة على إعادة تأهيل الجبهة في الوضع الراهن.