تحت شعار "شدوا الرحال إلى فلسطين" نظّمت حركة الناصريين المستقلين "المرابطون"، لقاءً تضامنيًّا مع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، في قاعة قصر الأونيسكو، صباح اليوم الأحد ٢٣ أيار ٢٠٢١.
حضر اللقاء سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبناتية أشرف دبور، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، السفير الفنزويلي في لبنان خيسوس غونساليس، السفير الكوبي في لبنان بييسير موراغا، السفير التونسي في لبنان بوراوي الإمام، السفير الجزائري في لبنان عبد الكريم ركايبي، ممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية، ممثلو الهيئات والجمعيات الأهلية اللبنانية والفلسطينية، أعضاء وقيادات الهيئة القيادية للمرابطون، شخصيات سياسية ووطنية لبنانية وفلسطينية، حشد من داعمي ومناصري القضية الفلسطينية.
بدأ اللقاء بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثُم كانت كلمة ترحيبية للعميد مصطفى حمدان، أعرب فيها عن اعتزازه بالحضور الكثيف الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنَّ بيروت المقاومة كانت وستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته.
ثم كانت كلمة للسفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف عبّر فيها عن سعادته للمشاركة في اللقاء التضامني مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنَّ أهم ما تحقق بعد وقف إطلاق النار هو منع موت الأبرياء والمدنيين، والتدمير الممنهج الذي تعرّضت له المستشفيات والمنازل والمدارس.
ورأى أنّه من دون حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام في المنطقة، مؤكدًا دعم روسيا لحل سياسي من خلال مسار المفاوضات المباشرة بين الأطراف المتنازِعة دون شروط مسبقة أو ضغوط خارجية.
وكشف روداكوف عن أنَّ الدبلوماسية الروسية تقوم بدور نشط في عمل اللجنة الرباعية بشأن التسوية في منطقة الشرق الأوسط، وهي تسعى دائمًا لدعم الشعب الفلسطيني ماليًّا واقتصاديًّا على اعتبار أنَّ روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
وكانت كلمة للسفير الفنزويلي خيسوس غونساليس أكّد فيها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه الإمبريالية الأميركية وربيبتها في منطقة الشرق الأوسط إسرائيل.
وانتقد التهجير القسري الذي يتعرض له سكان منطقة حي الشيخ جراح، والقصف العشوائي الذي طال المدنيين خلال العدوان على غزة، مؤكدًا أنه يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الانسان، ومطالبًا بضمانات دولية لوقف الأعمال العدائية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد غونساليس موقف فنزويلا الثابت حكومة وشعباً، المدافع عن الحقوق السيادية للشعب الفلسطيني، مُثمنًا مواقف القيادة الفلسطينية، وداعيًا إلى التوحّد بين فصائل الثورة الفلسطينية لأنها بوحدتها تحقق الانتصارات وآمال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وكانت كلمة للسفير الكوبي في لبنان بييسير موراغا بارك في بدايتها لانتصار المقاومة الفلسطينية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، مؤكدًا دعم الشعب والحكومة الكوبية للشعب الفلسطيني.
وانتقد المجتمع الدولي الذي يمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما انتقد وقوف المجتمع الدولي على الحياد في الوقت الذي يقتل فيه أبناء الشعب الفلسطيني دون تمييز بين كبير وصغير.
وهاجم موراغا الموقف الأميركي الداعم بدون شروط لدولة الاحتلال، شاجبًا ما صدر عن الأميركيين خلال الحرب على غزة وجاء فيه إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، متناسين حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من التهجير والقتل الممنهج على يد الإسرائيلييين.
وأعرب عن شجب كوبا حكومةً وشعبًا بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يغطيه المجتمع الدولي، داعيًا إلى وقف الاحتلال، ووقف أعمال القتل بحق الشعب الفلسطيني ليحل السلام في المنطقة.
وكانت كلمة للسفير التونسي بوراوي الإمام وجّه فيها التحية إلى الشعب الفلسطيني المقاوِم ضد الاحتلال، معربًا عن اعتزازه بالشهداء الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي الدماء التي أذلّت الاحتلال الصهيوني.
وقال إنّ موقف الشعب التونسي كان وسيبقى إلى جانب الفلسطينيين، لأن قضيتهم قضية حق إذ لم يسبق لشعب أن عاش مثل هذا الظلم في التاريخ المعاصِر، شاجبًا التبجّح الإسرائيلي بقتل المدنيين العُزّل من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد الإمام أنَّ القتل الممنهج للشعب الفلسطيني يثبت يوميًا أن لا نيات لدى الإسرائيليين للسلام في ضوء تواصل العدوان الغاشم للصهاينة على الأراضي المحتلة.
وانتقد الإمام غياب العدالة الدولية وغياب العقاب الدولي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا المجموعة الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها أمام الانتهاكات الصهيونية والمجازر التي يرتكبها يوميًّا بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ومطالبًا المجتمع الدولي بالاستماع إلى مطالب الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير.
وكانت كلمة للسفير الجزائري عبد الكريم ركايبي، عبّر فيها عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، وبارك انتصار الشعب الفلسطيني أمام مخططات الإحتلال الرامية إلى تهويد القدس وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
ورأى أنَّ الصمت الدولي عن الجرائم الصهيونية يؤسّس لمرحلة جديدة عنوانها الهروب من العقاب، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، التي تتعرّض لكل أشكال الاغتيال السياسي والمعنوي على يد العدو الصهيوني.
وكانت كلمة لسعادة السفير أشرف دبور انتقد فيها الممارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والأراضي المحتلة عام ٤٨. وأكد أنَّ فلسطين ستبقى موحّدة وأن شعبها المنتفض سيبقى موحّدًا لأنه يريد العيش بكرامة إلى جانب إخوانهم المهجّرين قسرًا من أرضهم.
وثمّن دبور مواقف الشعب الفلسطيني التي أسقطت محاولات العدو الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن لا قوة في الأرض تستطيع أن تنتزع حقوق الشعب الفلسطيني، ومشدّدًا على أنَّ المشروع الوحيد للشعب الفلسطيني هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا سعادة السفير دبور إلى الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله كافّةً، لأن الوحدة هي التي تحقق إنجاز المشروع الوطني للشعب الفلسطيني، شاجبًا الاعتداء الذي تعرّض له مفتي القدس فضيلة الشيخ محمد حسين، ولافتًا إلى أنه اعتداء على القدس لما يمثله من رمزية وطنية ودينية.
وفي نهاية اللقاء جرى تقديم لوحة فنية فلكلورية عن القدس وفلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها