صعدت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء 2025/01/28، عدوانها على الضفة الغربية المحتلة، في وقت وسعت من العلميات العسكرية على مدينتي طولكرم وجنين ومخيماتها، وسط تهجير للعائلات وتفجير المنازل وتدمير البنى التحتية وتنفيذ اعتقالات واسعة مع استمرار المواجهات في عدة مناطق.

ففي طولكرم، اقتحمت آليات الاحتلال، بلدة قفين- شمال طولكرم، وجابت شوارعها وحاراتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات، أو مواجهات.

ويواصل الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم، ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، مخلّفًا اعتقالات، وحصارًا مشددا، ودمارًا واسعًا في ممتلكات المواطنين، والبنية التحتية.

فأخلت بعض العائلات من منازلها تحت تهديد السلاح في مخيم طولكرم، في حارتي المطار، ومربعة حنون، وأبلغتها بعدم العودة إليها لمدة أسبوع، واستولت على عدد من البنايات العالية المطلة على حارتي الشهداء والحمام، وحولتها لثكنات عسكرية بعد إخلائها من سكانها.

وتواصل الجرافات تدمير البنى التحتية وممتلكات المواطنين من منازل ومحلات تجارية في مختلف حارات المخيم، وتحديدًا البلاونة، والوكالة، والمدارس، كما أحرقت منزلًا لعائلة شاهين في حارة الوكالة بالمخيم.

وفرضت حصارًا مشددًا على المخيم، ونشرت آلياتها وقناصتها على كافة المداخل المؤدية إليه، وسط إطلاق الأعيرة النارية بكثافة وسماع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.

واعتقلت عددًا من المواطنين من حي الرشيد في ضاحية ذنابة المجاورة للمخيم، بعد مداهمة منازلهم. كما اعتقلت شابًا من ضاحية اكتابا -شرق طولكرم، عقب الاعتداء عليه بالضرب، وآخر من المدينة، بعد دهم وتفتيش منزليهما، كما اعتقلت ظهر اليوم، شابًا من قرية كور- جنوب طولكرم، بعد مداهمة منزل ذويه وتفتيشه.

وفي وقت سابق، ألحقت جرافة للاحتلال دمارًا في شوارع المدينة والبنية التحتية واقتلعت أشجارًا، وتحديدًا في الشارع المؤدي إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي الذي تفرض عليه حصارًا مشددًا وتعرقل عمل مركبات وطواقم الإسعاف.

كما طال التدمير البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والانترنت في محيط ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، وشارع المقاطعة في الحي الشرقي، وشارع خضوري في الحي الغربي، وسط انتشار لجنود الاحتلال في أحياء المدينة، والقناصة على البنايات.

وفي تطور لاحق، اقتحمت اليات الاحتلال منطقة جبل النصر في مخيم نور شمس -شرق طولكرم، وتمركزت في محاوره الرئيسية.

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال، قرية برقا وبلدة دير دبوان- شرق رام الله، وقرية شقبا غربًا، واعتقلت فجر اليوم، شابًا من بيت لقيا، وآخر من عابود، بعد دهم وتفتيش منزلي ذويهما.

كما اقتحمت عدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة، منها: ترمسعيا، واللبن الغربي، وكفر عين، وقراوة بني زيد، وحي أم الشرايط في البيرة، دون ان يبلغ عن مداهمات، أو اعتقالات.

أمّا في بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، وتمركزت في منطقة الكركفة، واعتقلت أربعة مواطنين، بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.

كما اقتحمت تقوع -جنوب شرق بيت لحم، وشرعت بهدم منزلاً مأهولاً، وهو مكون من طابقين، مساحة كل طابق 300 متر مربع، وأغلقت المنطقة بشكل كامل، ومنعت المواطنين من الاقتراب منها، وطالبت أصحاب المنزل بإخلائه.

وحرثت مجموعة من المستعمرين العشرات من الدونمات الزراعية في منطقة "واد أبو الحسن" غرب بلدة الخضر، المحاذية للطريق الاستعماري الموصل إلى مستعمرة "بيتار عيليت" الجاثمة على أراضي المواطنين، والقريبة من البؤرة الاستعمارية "سيدي بوعز".

ثم في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، ثلاثة شبان من بلدة دورا -جنوب الخليل، بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.

بينما في جنين، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، شابًا من بلدة كفر دان -غرب جنين، بعد مداهمة منزله وتفتيشه، كما اعتقلت شابًا آخر بعد مداهمة منزله في واد برقين.

ويواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، مخلّفًا عشرات الإصابات، والاعتقالات، والاخلاء القسري للعائلات، عدا عن تدمير 100 منزل، وإحراقها داخل المخيم، في ظل استمرار عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الدخول إليه.

ويوم أمس، أخطرت قوات الاحتلال عائلة شهيد بهدم منزلها في المخيم، والمكون من عدة طبقات، وتعمل حاليًا على تقسيم المخيم إلى أربعة أجزاء، عبر تدمير الشوارع، وتفجير المنازل، وإحراقها.

وكانت قد انسحبت من الأطراف الغربية للمخيم، ثم اعادت انتشارها بعد وقت قصير، ومنعت الأهالي من تفقد منازلهم، واحتجزت مجموعة منهم، فيما أصيب طفل برصاص الاحتلال في محيط دوار السينما، وسط مواجهات عنيفة.

واحتجزت مركبة على شارع الناصرة، واستجوبت من بداخلها، وتمركزت في شارع الناصرة، والصناعية، ومحيط دوار الزايد، ودوار يحيى عشان، وشارع نابلس، واعتقلت عددًا من المواطنين في المخيم، وعدة أحياء من المدينة.

ويواصل الجيش دفع تعزيزات عسكرية مدعومة بالجرافات إلى المدينة، مع تمركز الآليات العسكرية أمام مستشفى جنين الحكومي، وسط تحليق الطيران الحربي والمُسير في سماء المدينة والمخيم.

وداهمت ظهر اليوم، المنازل عند المنطقة المعروفة بدوار الحصان -شرق المخيم، وأجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم، تمهيدًا لهدم أجزاء منها، وتواصل الجرافات فتح طرق في عمق المخيم، تحديدًا في المنطقة المعروفة بشارع مهيوب، كما تستمر عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية في حارتي الحواشين والألوب، وهدمت مسجدًا في المخيم.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم المدينة، واعتقلت شابين من منطقة التعاون، وشاب من حي النمساوي في المدينة، عقب مداهمة منزليهما وتخريب محتوياتهما، كما اقتحمت قرية تل -غرب المدينة، واعتقلت أربعة مواطنين، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها.

كذلك اقتحمت جيبات احتلالية المدينة من حاجز "الطور"، متجهة إلى شارع كشيكة، حيث داهمت منزلًا ومحلين تجاريين هناك، ولم يبلغ عن اعتقالات حتى اللحظة.

وشددت من إجراءاتها العسكرية عند حواجز دير شرف وعورتا وبيت فوريك في كلا الاتجاهين، وأجرت تفتيشًا دقيقًا للمركبات، ما أدى إلى تعطل حركة المواطنين وتنقلهم، وأزمة خانقة للمركبات، فيما لا يزال يواصل إغلاق حاجز حوارة العسكري.

وتسبب هذه الإجراءات في فرض حصار على المدينة، وأعاقت وصول آلاف المواطنين إلى منازلهم ووجهتهم، يذكر أنها وضعت "10" حواجز عسكرية دائمة حول نابلس، ونصبت "36" بوابة حديدية، على مداخلها والقرى المحيطة بها، وأغلقت أكثر من "47" موقعًا بالسواتر الترابية.

واقتحمت قرية فروش بيت دجن -شرق نابلس، وسلّمت أصحاب سبعة منازل إخطارات بهدمها، وتتعرض لحملة همجية غير مسبوقة من عمليات الهدم، حيث سلّمت سلطات الاحتلال خلال شهر واحد "40" إخطارًا بالهدم على الأقل، كما تم هدم "10" برك زراعية، و"4" منازل.

أمّا في وادي عارة، أجبرت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم، مواطنًا من قرية مصمص، في منطقة وادي عارة داخل أراضي العام 1948، على هدم منزله، بعد تلقيه تهديدات بهدمه، وفرض غرامة مالية باهظة عليه، بذريعة البناء دون ترخيص.

كذلك في القدس، اعتقلت قوات الاحتلال، صباح اليوم، نجلي الشهيد حمد، من قلنديا -شمال القدس المحتلة، وفرضت عليهما شرطًا قاسيًا للإفراج عنهما، يتمثل في أن يُسلّم شقيقهما الثالث نفسه إلى قوات الاحتلال، ما أجبره على تسليم نفسه.

وعبثت في محتويات المنزل وخرّبته، إضافة إلى تكسير عدد من السيارات الموجودة في المكان، قبل أن تنسحب من المنطقة، كما داهمت بلدتي بدو وبيت دقو- شمال غرب القدس، ونكلت بعدد من المواطنين بعد إخضاعهم للتحقيق الميداني.

وفي أريحا، هدمت قوات الاحتلال برفقة جرافات،  منزلًا مكونًا من طابق واحد، وعددًا من الجدران الاستنادية حوله، يعود للمقدسية هالة عباسي من بلدة سلوان، وذلك في منطقة سما أريحا شرق المدينة.

ورعى عددًا من المستعمرين اليوم، من البؤر الرعوية الاستعمارية في المعرجات، أغنامهم بين مساكن المواطنين في عرب المليحات، واستولوا على رزم قش وأعلاف.

كما في النقب، هدمت آليات السلطات الإسرائيلية وجرافاتها، صباح اليوم، خيام أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب داخل أراضي عام 1948، للمرة الـ"235" على التوالي منذ هدمها أول مرة يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وذلك بحماية قوات من الشرطة والوحدات التابعة لها.

وهذه المرة الثانية في عام 2025 التي تهدم فيها الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي العراقيب، بعد أن هدمتها "11" مرة في عام 2024، و"11" مرة في عام 2023، و"15" مرة في عام 2022، و"14" مرة في عام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية إلى الإحباط، واليأس، وتهجيرهم من أراضيهم.

وتواصل هدم المنازل والمحلات التجارية والورش الصناعية في البلدات الفلسطينية في الداخل، بذريعة عدم الترخيص كما حصل في جديدة المكر، ويركا، والزرازير، وعكا، والناصرة، وأم الفحم، وشفا عمرو، وسخنين، وعين ماهل، ويافا، وكفر قاسم، وقلنسوة، وكفر ياسيف، وعرعرة، واللد، وحرفيش، وكفر قرع، وبلدات أخرى في منطقة النقب، وغيرها.

وايضًا في قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم، المنطقة الشرقية من قرية حجة، المعروفة باسم "جبل النبي الرابي"، ودمرت حاوية بضائع "كونتينر" مساحتها "30" مترًا.