حذّرت ضابطة استخبارات إسرائيلية سابقة تدعى كارميت فالنسي، من أن بقاء الجيش الاسرائيلي في المنطقة العازلة في سوريا لفترة أطول من 6 أشهر يهدد بإحداث نتائج عكسية، وحدّدت الشروط التي يجب أن تضعها إسرائيل للانسحاب منها.
وكان قد دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إلى الإبقاء على المنطقة العازلة لفترة غير محددة.
في هذا السياق، قالت فالنسي: "إن عدم اليقين المحيط بنوايا النظام الجديد على وجه التحديد، ومستقبل سوريا بشكل عام، إلى جانب الواقع المتطور، قد يفرض تحديات جديدة ولكنه يوجد أيضًا فرصًا لإسرائيل".
وأضافت: "لتحقيق فوائد استراتيجية وأمنية طويلة الأمد، يجب على إسرائيل أن تهدف إلى استقرار سوريا في ظل نظام معتدل ومستقر وفعال منفتح على المشاركة السياسية، ويحد من النفوذ الخارجي، ويقضي على التهديدات من العناصر الإرهابية ضد إسرائيل".
وأكدت فالنسي، أن إسرائيل يجب أن تضع خطة جديدة للدفاع عن الحدود، بما في ذلك معالجة مسألة المنطقة العازلة ودور قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
وبشكل أكثر تحديدًا، قالت: إن "الترتيبات مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، نظرًا لسجل الأمم المتحدة الضعيف في مجال حفظ السلام في الشرق الأوسط، لن تكون كافية وستحتاج إلى تعزيزها بترتيبات إضافية مع النظام السوري الجديد، ومن المرجح أيضًا مع تركيا".
الى ذلك، رأت فالنسي أن إسرائيل يجب أن تستكشف قنوات الاتصال الأولية مع الإدارة الجديدة في سوريا لحماية المصالح السياسية والأمنية لإسرائيل في مرتفعات الجولان وفي عمق سوريا.
وأضافت: "إسرائيل يجب أن توضح من خلال القنوات الدبلوماسية للقوى الإقليمية والجهات الفاعلة المحلية أن وجود إسرائيل في سوريا مؤقت، في انتظار حل القضايا التي تضمن مصالحها الأمنية، وهذا يشمل تحديد شروط الانسحاب الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بهذه الشروط، يتعين على الجانبين الاتفاق على فترة زمنية محددة من الهدوء والاستقرار على الحدود، فضلاً عن النظام الجديد الذي يضمن عدم محاولة أي شخص من سوريا التَّسلل إلى إسرائيل، كما قالت فالنسي للصحيفة.
وتابعت: "شرطًا آخر يتمثل في إثبات النظام أنه يحبط محاولات الجبهة الشمالية في لبنان، من تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى لبنان".
ولفتت فالنسي أيضًا إلى أن إسرائيل يجب أن "تبادر إلى إنشاء لجنة رباعية دولية تضم إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وروسيا، والهدف سيكون استقرار النظام السوري الجديد وحماية الأقليات في سوريا".
وختمت قائلة: "يجب على إسرائيل أن تجمع بين التصميم الأمني والتدابير الدبلوماسية المدروسة، وهذه فرصة ذهبية لإسرائيل للعب دور بناء في استقرار سوريا الجديدة، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وتحسين أمنها القومي على الجبهة السورية لسنوات عديدة قادمة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها